أيها الكتاب ..
اكتبوا شيئاً يفيد أمتكم في إصلاح حالها ومآلها .. الأمةُ تحتاج منكم نصحاً يزيل عنها جهلها بدينها ، ويبين لها أسباب عزتها وتمكنها .. غربةُ الدين لا تزول إلا بإشاعة نور الإسلام الأول ، لـمَّـا كان ذاك الخير ؛ وجد النصر والبناء والبقاء ..
الأمة تحتاج علمـاً وعملاً ورؤيةً ورسالةً ، وصناعةً وإدارةً .. وواقعاً يخرجها من حياة التخلف والبؤس والتبعية ..
ومن عجبٍ والعجائبُ جمةٌ : كيف يُـضيع البعض رسم قلمه ، ونبضات حياته في جدل طويل ، وهذرمة لسان وقلم ، وتحبير كاغد الفراغ في أمور لا تُصْلِح ديناً ولا دنيا ..
كان الوقت عند العقلاء رأس مال النجاح في تحقيق المكاسب تأليفاً وصناعةً ، وتجارةً وبناءً .. واليوم : أسهل شيء عند أحلاس المقاهي ، ومتاك الأجهزة الرقمية .. دفـعُ الزمان في توافه الأشياء ، فلا حصَّلوا دراية الدين ، ولا صناعة الدنيا ..
والوقتُ أنفسُ ما عنيتَ بحفظه ... وأراهُ أسهلَ ما عليكَ يضيعُ
فعاشوا حياتهم برأس مال المفاليس : الأماني الكاذبة ، والأحلام الخادعة .. غيرهم حزم أمره وبنى ، وهم ينتظرون قطار الأمل ، لعله يمر من هنا !! ..
فهل من عاقل رشيد يعود على نفسه باللائمة ، مستدركـاً أيام ضياعه الماضية فيرجع موجهاً حياته ووقته ، ومنظماً يومه ومستقبله .. قبل أن يأتي عليه يوم يَسمع فيه : ( وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ) ..
حسن الحملي.