مِن بركة العلمِ وشُكره ..


مِن المسطر في نُصح أهل العلم ، وأدب الطلب وفقهه .. قولهم : < من بركة العلم أن يُنسب القول لقائله ، والفضل لمسديه وفاعله > .. وتلك النقيصة في بعض الطلبة مـُحذَّرٌ منها عند كبار النقلة من أهل العلم .. وجعلوا ذلك مندرجاً في الحديث الوارد : ( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ) ..


وعليه : فإنَّ الطالب الجاد ، والكاتب المتميز، وصاحب أمانة العلم والنقل والقلم .. يخبر الناس بقوله وبنيات أفكاره ، وإنْ نقل أحال وأبان ، فيكون مندرجاً في أهل الأمانة والصيانة ، وإنْ كان المنقول مدخولاً فله عذرٌ في النقل دون التقرير ، وقد لا يـُـعذر إنْ كان موافقاً ومقرراً ..


ذكر الذهبي في سِيَر أعلام النبلاء (7/431) : ( قال أيوب بن المتوكل: كان الخليل - أي الخليل بن أحمد الفراهيدي - إذا أفاد إنسانًا شيئًا، لم يُرِهِ بأنه أفاده، وإن استفاد مِن أحد شيئًا، أراه بأنه استفاد منه) .


وفي المزهر للسيوطي (2/273) : عن العباس الدُّورِي ، قال : سمعت أبا عُبَيْدٍ يقول : ( مِن شُكْرِ العِلم : أن تستفيد الشيء، فإذا ذُكِرَ لك، قلتَ: خَفِيَ عليَّ كذا وكذا، ولم يكن لي به عِلم، حتى أفادني فلانٌ فيه كذا وكذا، فهذا شُكر العِلم ) ..


وقد ترخص البعض قديماً في النقل دون العزو ، لكن ذلك كان في التأليف المدمج ، أما أن يأخذ أحدهم < كتاب فلان ، ومقالة فلان > ، ثم ينسبها إلى نفســـه فتلك هي السرقة العلمية ، وهي الفارق بين المؤلف والسارق ..


وبعض أهل السرقة والعُجْب والتَشبُّع : يستفيد منك علماً دون عزو إليك ، ويا ليته سكت ، وسلم منه شخصك وعلمك ، < لكنه استفاد منك علماً ، واتخذك به عدواً > ، وفعله ذلك من أعجب العجب !! وجزاء فعله : فضحه من قريبٍ في محافل النقد والعلم والنظر ..


حسن الحملي ..