نصحية للشباب الملتزم
بأن يُحصنوا أنفسهم من الأخطاء
أنصح الشباب الملتزم بأن يُحصنوا أنفسهم من الأخطاء والجتناب الزلل لأنهم قدوة في نظر الأخرين بل أذا أخطأ الشاب الملتزم فأن خطأه يكون مركب بل حتى أنه لايُغفر في نظر الأخرين لأنه قدوة حسنة أتخذوه لأنفسهم فلهذا أنصحهم بالصدق
هو: مطابقة القول للواقع، وهو أشرف الفضائل النفسية، والمزايا الخلقية، لخصائصه الجليلة، آثاره الهامة في حياة الفرد والمجتمع.
فهو زينة الحديث ورواؤه، ورمز الاستقامة والصلاح، وسبب النجاح والنجاة، لذلك مجدته الشريعة الإسلامية، وحرضت عليه، قرآنا وسنة.
قال تعالى:{والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون، لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين} سورة الزمر
وقال تعالى:{قَالَ اللَّهُ هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم، لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها أبدا}سورة المائدة
وقال تعالى:{يا أيها الذين آمنوا اتقو الله، وكونوا مع الصادقين}سورة التوبة
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وما يزال العبد يكذب، ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً . رواه البخاري ومسلم
قال المناوي في شرحه لهذا الحديث: (عليكم بالصدق) أي: القول الحق، وقد يستعمل في أفعال الجوارح كصدق فلان في القتال إذا وفاه حقه (فإن الصدق يهدي إلى البر) أي: إلى العمل الصالح الخالص، والبر هو اسم جامع للخير
وقال عمر بن الخطاب أيضاً: لأن يضعني الصدق أحب إليّ من أن يرفعني الكذب
وقال الحسن البصري: إن أردت أن تكون مع الصادقين فعليك بالزهد في الدنيا والكف عن أهل الملة.
وقال أحمد بن حنبل: لو وضع الصدق على جرح لبرأ .
قال أبو سعيد القرشي: الصادق الذي يتهيأ له أن يموت ولا يستحي من سره
لو كشف قال الله تعالى{فتمنوا الموت إن كنتم صادقين}سورة البقرة
وقيل هو: موافقة السر النطق
وقيل: من طلب الله بالصدق أعطاه مرآة يبصر فيها الحق، والباطل
وعليك أخي الغالي وأختي الغالية:بحسن الخلق فإن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، بها تُنال الدرجات، وتُرفع المقامات. وقد خص اللّه جل وعلا نبيه محمداً صلى اللّه عليه وسلم بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب فقال جل وعلا {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} سورة القلم
وحُسن الخلق يوجب التحاب والتآلف، وسوء الخلق يُثمر التباغض والتحاسد والتدابر.
وقد حث النبي صلى اللّه عليه وسلم على حسن الخلق، والتمسك به، وجمع بين التقوى وحسن الخلق، فقال عليه الصلاة والسلام: أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق" رواه الترمذي والحاكم.
وحُسن الخُلق: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، هذا مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، ومدارة للغضب، واحتمال الأذى.
وأوصى النبي صلى اللّه عليه وسلم أبا هريرة بوصية عظيمة فقال:يا أبا هريرة! عليك بحسن الخلق.قال أبو هريرة رضي اللّه عنه: وما حسن الخلق يا رسول اللّه؟قال.تصل مَنْ قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتُعطي من حرمك" رواه البيهقي.
وتأمل - أخي الكريم - الأثر العظيم والثواب الجزيل لهذه المنقبة المحمودة والخصلة الطيبة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم. رواه أحمد.
وعدَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم حسن الخلق من كمال الإيمان، فقال عليه الصلاة والسلام: أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً. رواه أحمد وأبوداود.
وإليك قول:رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:أحب الناس إلى اللّه أنفعهم، وأحب الأعمال إلى اللّه عز وجل، سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً. رواه الطبراني.
والمسلم مأمور بالكلمة الهيِّنة الليِّنة لتكون في ميزان حسناته، قال عليه الصلاة والسلام: والكلمة الطيبة صدقة" متفق عليه.
بل وحتى التبسم الذي لا يكلف المسلم شيئاً، له بذلك أجر: وتبسمك في وجه أخيك صدقة" رواه الترمذي.
والتوجيهات النبوية في الحث على حسن الخلق واحتمال الأذى كثيرة معروفة، وسيرته صلى اللّه عليه وسلم نموذج يُحتذى به في الخلق مع نفسه، ومع زوجاته، ومع جيرانه، ومع ضعفاء المسلمين، ومع جهلتهم، بل وحتى مع الكافر، قال تعالى:{وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}سور المائدة
وقد جُُمعت علامات حسن الخلق في صفات عدة، فاعرفها - أخي المسلم - وتمسَّك بها. وهي إجمالاً: أن يكون الإنسان كثير الحياء، قليل الأذى، كثير الصلاح، صدوق اللسان، قليل الكلام، كثير العمل، قليل الزلل، قليل الفضول، براً وصولاً، وقوراً، صبوراً، شكوراً، راضياً، حليماً، رفيقاً، عفيفاً، شفيقاً، لا لعاناً ولا سباباً، ولا نماماً ولا مغتاباً، ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً، ولا حسوداً، بشاشاً هشاشاً، يحب في اللّه، ويرضى في اللّه، ويغضب في اللّه.
أصل الأخلاق المذمومة كلها: الكبر والمهانة والدناءة، فالفخر والبطر والأشَر والعجب والحسد والبغي والخيلاء، والظلم والقسوة والتجبر، والإعراض عن النصيحة والاستئثار، وطلب العلو وحب الجاه والرئاسة، وأن يُحمد بما لم يفعل وأمثال ذلك، كلها ناشئة من الكبر.
وأما الكذب والخسة والخيانة والرياء والمكر والخديعة والطمع والفزع والجبن والبخل والعجز والكسل والذل لغير اللّه واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ونحو ذلك، فإنها من المهانة والدناءة وصغر النفس.
وإذا بحثتَ عن التقي وجدتَهُ *** رجلاً يُصدِّق قولَهُ بفعالِ
وإذا اتقى اللّه امرؤٌ وأطاعه *** فيداه بين مكارمٍ ومعالِ
وعلى التقي إذا ترسَّخ في التقى *** تاجان: تاجُ سكينةٍ وجلالِ
وإذا تناسبتِ الرجالُ فما أرى *** نسبًا يكون كصالحِ الأعمالِ
أخي الغالي أختي الغالية:
إنها مناسبة كريمة أن تحتسب أجر التحلي بالصفات الحسنة، وتقود نفسك إلى الأخذ بها وتجاهد في ذلك، واحذر أن تدعها على الحقد والكراهة، وبذاءة اللسان، وعدم العدل والغيبة والنميمة والشح وقطع الأرحام. وعجبت لمن يغسل وجهه خمس مرات في اليوم مجيباً داعي اللّه، ولايغسل قلبه مرة في السنة ليزيل ما علق به من أدران الدنيا، وسواد القلب، ومنكر الأخلاق!
واحرص على تعويد النفس كتم الغضب، وليهنأ من حولك: ولوالدين، والزوجة ولأبناء، ولأصدقاء، والمعارف، بطيب معشرك، وحلو حديثك، وبشاشة وجهك، واحتسب الأجر في كل ذلك.
وعليك - أخي المسلم - بوصية النبي صلى اللّه عليه وسلم الجامعة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: اتق اللّه حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحُها، وخالق الناس بخُلق حسن "رواه الترمذي
جعلنا اللّه وإياكم ممن قال فيهم الرسول صلى اللّه عليه وسلم: إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً" رواه أحمد والترمذي وابن حبان.
اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة، اللهم حسِّن أخلاقنا وجَمِّل أفعالنا، اللهم كما حسَّنت خلقنا فحسن بمنِّك أخلاقنا، ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.
عن الحسن رضي الله تعالى عنه ، قال : (حسن الخلق : الكرم والبذلة والاحتمال.
قال علي رضي الله عنه : حسن الخلق في ثلاث خصال : اجتناب المحارم ، وطلب الحلال ، والتوسعة على العيال.
عن عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى في تفسير حسن الخلق ، قال : (هو طلاقة الوجه ، وبذل المعروف ، وكف الأذى.
وعنه أنه قال : (حسن الخلق أن تحتمل ما يكون من الناس ).
قال الإمام أحمد رحمه الله : ( حسن الخلق أن لا تغضب ولا تحقد )
قال محمد بن نصر : وقال بعض أهل العلم : (حسن الخلق كظم الغيظ لله ، وإظهار الطلاقة والبشر إلا للمبتدع والفاجر ، والعفو عن الزالين إلا تأديباً ، وإقامة الحد وكف الأذى عن كل مسلم ومعاهد إلا تغيير منكر وأخذ بمظلمة لمظلوم من غير تعد )
(1)
(2)


______________________
(1)من مقالات الأخ عبدالملك القاسم(بتصرف)
(2)من كتابي نداء الى الشباب أولي الألباب