جاء في ((معجم الصواب اللغوي)) (1/ 550): الصواب, وهو الفصيح: (على بكرة أبيه) وليس (عن بكرة أبيهم)؛ ولكن أجاز اللغويين نيابة حروف الجر بعضها عن بعض, ومن الأمثلة على نيابة «عن» عن حرف الجر «على» قوله تعالى: {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ} محمد/38، قال القرطبي: أي: على نفسه.
وقول عمر بن أبي ربيعة: أردت فراقها وصبرت عنها.
وقول ابن عبد ربه: «نسمع بعض كلامهم، ويخفى عنا بعضه». انتهى بمعناه.
وجاء في ((لسان العرب)) (4/ 80): ((وَفِي الْحَدِيثِ: (جَاءَتْ هوازنُ عَلَى بَكْرَةِ أَبيها): هَذِهِ كَلِمَةٌ لِلْعَرَبِ يُرِيدُونَ بِهَا الْكَثْرَةُ وَتَوْفِيرُ الْعَدَدِ وأَنهم جاؤوا جَمِيعًا لَمْ يَتَخَلَّفْ مِنْهُمْ أَحد.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: معناه جاؤوا بَعْضُهُمْ فِي إِثر بَعْضٍ وَلَيْسَ هُنَاكَ بَكْرَةٌ فِي الْحَقِيقَةِ، وَهِيَ الَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا الْمَاءُ الْعَذْبُ، فَاسْتُعِيرَتْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ وإِنما هِيَ مَثَلٌ.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: عندي أَن قولهم جاؤوا عَلَى بَكَرَةِ أَبيهم بِمَعْنَى جاؤوا بأَجمعهم، هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: (بَكَرْتُ فِي كَذَا)؛ أَي: تقدَّمت فيه؛ ومعناه: جاؤوا عَلَى أَوليتهم؛ أَي: لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحد، بَلْ جاؤوا مِنْ أَولهم إِلى آخِرِهِمْ))ا ه.