الصحابة نبــعُ السلفِ الصالح ..
الطريق إلى فهم الشريعة أصلاً وفرعـاً .. حاصلٌ بدراية فهم السلف الصالح لتلك المعاني المنقولة كتاباً وسنةً ، وأرس الفهم : ما كان منقولاً عن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ، ثم مِنْ بعدهم تلامذتهم البررة مِنْ التابعين رحمهم الله ..
وهذا الأصلُ : متابعة السلف الصالح في الفهم ، حقيقتُـه : الصدور عن فهم الصحابة بوصفهم أصلاً ناقلاً للشريعة ، ومتابعة مَنْ بعدهم من التابعين بوصفهم فرعــاً ناقلاً عن ذلك الأصل .. والمرجح لتقديم فهم السلف : مرجح شرعي وعقلي ، ومن ذلك :
• الناظر في أحــوالهم دراسة وتتبعاً يجد أنهم أكمل معارف وعلوم ، وديانة من غيرهم ..
• فضل الله عليهم بما حباهم من ملكات عقلية ، ونفسية وروحية ..
• الدِّيانة الباعثة - عندهم - في قربها من الكمال الموصل إلى الحق والتوفيق دون غيرهم ..
• هم الجيل الأول الذي شاهد تنزيل المطالب الشرعية ، سواء كانت عقدية ، أو عملية .. وعرف مواقع نزول القرآن ، ومناسبته ، ومراد ألفاظه ، ودلائل معانية لساناً وقصداً وفقهاً، ودراية السنن النبوية المؤسِّسَة ، أو الكاشفة لمطالب ومعاني الشريعة ..
• ومن تلك المرجحات المعتبرة : تلقي الشريعة عن المعلم الأول صلى الله عليه وسلم ؛ فالإمام وحد ، والمذهب واحد ، والفرقة ممتنعة ، وإنْ وُجِدَ خلاف عادوا إلى المجلي الأول عن المراد الإلهي !! ..
• دِلالات الوحي المتكاثرة على وجوب لزوم هديهم ، وجعل فهمهم معياراً للفهم الصحيح ..
وإذا تقرر بالدلائل الشرعية المشتهرة ، والتاريخية المتواترة : أنَّ الصحابة هم أكمل هذه الأمة اهتداءً .. فكانوا بذلك أكمل هذه الأمة علماً ودرايةً بمراد الله تعالى ، ومراد رسوله عليه الصلاة والسلام ..
ورحم الله الإمام الشافعي حيث يقرر هذا الأصل بقوله في رسالته البغدادية : ( قد أثنى الله تبارك وتعالى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن والتوراة والإنجيل ، وسبق لهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضل ما ليس لأحد بعدهم ، فرحمهم الله ، وهنأهم بما أتاهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصديقين والشهداء والصالحين ، أدوا إلينا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشاهدوه والوحي ينزل عليه ؛ فعلموا ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم : عاماً وخاصاً ، وعزماً وإرشاداً .. وعرفوا من سنته ما عرفنا وجهلنا ، < وهم فوقنا في كل علم واجتهاد ، وورع وعقل ، وأمرٍ استُدرك به علـمٌ ، واستُنبط به > وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من رأينا عند أنفسنا ) .. فرضي الله عن جميع الصحابة والقرابة ، ورحم الله من تبعهم إلى يوم الدين ..
حسن بن محمد الحملي.