تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: تفسير يوم القيامة في سورة البقرة ) بقلم -فالح الحجية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    عضوالاتحادالعام للادباءوالكتاب العرب
    المشاركات
    800

    افتراضي تفسير يوم القيامة في سورة البقرة ) بقلم -فالح الحجية



    يوم القيامة في سورة البقرة

    1

    بسم الله الرحمن الرحيم


    (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لارَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3 ) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5))

    الايات 1- 5

    الحمد لله

    افتتح العديد من السور القرآنية بحروف هجائية وقد اجمع المفسرون على أن افتتاحها بها تبيان للعرب - أصحاب البلاغة والفصاحة في ذلك الوقت - على ان القران الكريم المنزل من السماء انما نزل بلغتهم وحروف كلماته التامات وآياته الكريمة من جنس حروف لغتهم ومن جنس حروف ما يقولون وما يكتبون وان القران الكريم لا شك فيه او لا ريب فيه وانما انزل لهداية الناس. فقد الطريق الواضح - ميزهم الله تعالى بمزايا الإيمان والتقوى فهم يؤمنون بالغيب ويؤدون ما فرضه الله تعالى عليهم من أداء الصلاة وإيتاء الزكاة وإيمانهم المطلق بكل ما انزل في القران الكريم من أمور وتشريعات وكذلك ما انزل الله تعالى من كتب قبله مثل التوراة والانجيل وتيقنت قلوبهم إن لهم معاد ا وحسابا وحياة بعد الموت في الآخرة والآخرة هو كل ما بعد الموت من لحظة خروج الروح من الجسد تلك اللطيفة التي وضعها ربها في الجسد فا حياه بها وبث فيه الحياة فتحرك في بطن امه الى يوم ينتزعها منه فيصبح جثة هامدة لا حراك بها ولا شعور أي الى يوم تنتزع الروح منه بالموت وترد الى بارئها لتنال جزاء اعمالها في الحياة الدنيا خيرا فخير وشرا فشر وهذا هو اليوم الاخر او بداية الآخرة فالإيمان بالآخرة هو إحدى علامات الإيمان عند الإسلام هؤلاء هم ذووا الفلاح والنجاح واليقين التام والهداية الواسعة .



    ------------------------------------------------

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    عضوالاتحادالعام للادباءوالكتاب العرب
    المشاركات
    800

    افتراضي تفسير يوم القيامة في سورة البقرة ) بقلم -فالح الحجية



    2

    بسم الله الرحمن الرحيم



    ( ومن الناس من يؤمن لله واليوم الأخر وما هم بمؤمنين* يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون ألا أنفسهم وما يشعرون * في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون * وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون * ألا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون * واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا أنؤمن كما امن السفهاء الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون * وإذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون * الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون * اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين *مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون * صم بكم عمي فهم لا يرجعون * او كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين * يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه واذا اظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وابصارهم ان الله على كل شيء قدير *)

    الايات \ 8 -20

    الحمد لله
    خلق الله تعالى الناس اصنافا واشكالا كثيرة اختلفت اشكالهم والوانهم واحوالهم وافئدتهم وقلوبهم وافكارهم ونفوسهم وامزجتهم كذلك فمنهم المؤمنون ومنهم الكافرون والمشركون ومنهم الكاذب ومنهم الصادق ومنهم من سار بين بين وهم المنافقون وقد وصفهم الله تعالى في المصحف الشريف بصفات عديدة وفي هذه الايات الكريمة صفات نوع من البشر هم محسوبون على المنافقين فهم يدعون الايمان بالله تعالى وبيوم القيامة وهو اليوم الاخر أي اليوم الذي ياتي بعد الموت أي يؤمنون بما يصيب الانسان من احداث وامور ما بعد الموت ويظهرون اعتقادهم به لكن في قرارة انفسهم انهم لا يؤمنون بها فهؤلاء ليسوا من المؤمنين في شيء فقد فضحهم الله تعالى في قوله ( فما هم بمؤمنين ).

    ان نفوسهم وأفكارهم سولت لهم بان يخادعون الناس ويكذبون عليهم من انهم مؤمنون يمشون بالإيمان رياءا لاجل خداع ما حولهم من الناس وفي الحقيقة هم يخدعون انفسهم وقلوبهم فهم يعملون عمل المؤمنين ويتعبون اجسادهم في ذلك وفي قرارة انفسهم لا يؤمنون اوهم بعيدون عن الايمان لأنهم لم يدخل في قلوبهم او في افكارهم فهم كمن يضحك على نفسه ويلبسها ثوبا ليس بثوبها فهي لا تستقر الا بالذي هو لها فهم يظهرون الايمان ويكتمون الكفر وهو مستقر ومعشعش في افكارهم لا يستطيعون التخلص منه والحياد عنه فهم يرومون خداع الناس من انهم مؤمنون لكنهم يخدعون أنفسهم وما يشعرون بهذه الخديعة فا لمرء المخادع نفسه وما يشعر بذلك فهم كمثل الذي في قلبه مرض او زيغ . ران على تلك القلوب والأفكار فزادها الله تعالى مرضا اي زيغا فتحجرت الافئدة والنفوس بما كذبوا على الناس وعلى أنفسهم .

    ان هؤلاء اذا دعوا او قيل لهم تعالوا التزموا طريق الاصلاح والعدل والعمل بالخير بين الناس وابتعدوا عما دعوا اليه وبقوا في الخداع والنفاق اظهروه بالكلام فقط فعل الخير والمعروف والاحسان الى الناس وبالفضل والرحمة بهم وبالحقيقة انهم لا يفعلون الا الشر وكل عمل يؤدي اليه فهؤلاء هم المفسدون حقا جبلت نفوسهم على التعالى والتكبر على الناس فهم يحسبون ان الناس دونهم منزلة فهم في خوضهم يلعبون وفي هذا المرض الذي زادهم الله تعالى عليه مرضا من نفس المرض فقست قلوبهم ومن صفاتهم انهم اذا ساروا مع المؤمنين اظهروا الايمان والصدق والاخلاص لكي يحسبونهم من المؤمنين واذا انفردوا بالكافرين والمشركين - وهم منهم- وعاتبهم اولئك على افعالهم قالوا لهم نحن معكم انما كنا نعمل على غش هؤلاء المؤمنين بغية ردهم عن الايمان وكسر نفوسهم ونستهزيء بهم فهؤلاء قد مثلهم او شبههم الله تعالى بالشياطين وهم فعلا شياطين الارض .

    هؤلاء المخادعون ضمن الله تعالى للمؤمنين ان يستهزيء بهم وحكم عليهم انهم في اعمالهم الفاشلة سادرون وطغيانهم باقون فهم كمن باع اخرته بدنياه او باع خيرا واشترى شرا فقد خسر في الدنيا والاخرة فتجارته خاسرة وقد ضل عن سواء السبيل فمثل هؤلاء المخادعين كمثل شخص اشعل نارا في ليلة مظلمة حالكة الظلام فانارت له ما حوله فاطفاها الله تعالى وظلوا في ظلام دامس لا يعرفون اين يتوجهون او في أي درب يسيرون فهم اشبه بالذي هو اطرش واخرس – وهذه سمة عامة فكل اخرس اطرش وكل اطرش في صغره اخرس - واعمى قد اجتمعت العاهات الثلاث فيه فهو لا يعي شيئا ولا يفهم مايدور حوله بين الناس .

    او مثلهم كمثل جماعة خرجوا في ليل مدلهم مظلم شديد الظلام والحلكة ليل ملبد بالغيوم الثقيلة الشديدة تحمل المطر والرعد والبرق فاستوقدوا نارا ليستضيؤا بها فلما أضاءت ما حولهم فاذا بالرياح والمطر الشديد يطفؤها واذا بالرعد والبرق يرهبهم ويخيفهم فهم يرتجفون منه خوفا وهلعا فاذا برق البرق وتبعه صوت الرعد الرهيب شديدا اغمضوا اعينهم و وضعوا اصابعهم في اذانهم خوفا من اصابتهم بالصواعق او خوف الصوت الشديد ان يودي بهم الى الموت فاذا برقت السماء وانارت لهم مشوا خطوة اوخطوتين وانكبوا على رؤوسهم من صوت الرعد حتى اذا ذهب نور البرق وهو سريع الاختفاء داخلهم الخوف والهلع وضلوا الطريق فهم يتمنون ان يكونوا طرشانا في تلك الساعة لا يسمعون الرعد وعميانا لا يرون البرق . فالله تعالى قادر على ان يفقدهم السمع والبصر- وهما نعمتان انعم الله تعالى بهما على البشر- الا ان الله تعالى ا بقى لهم السمع والبصر ليزيد من عذابهم في الحياة الدنيا فهم قد امنت السنتهم وكفرت قلوبهم فمرضت نفوسهم فزادها الله تعالى مرضا على مرض ولهم عذاب اليم شديد الوجع والوقع في يوم القيامة جزاءا بما كانوا في حياتهم الدنيا يكسبون . وربما كانوا ينحنون خوفا وهلعا عند رؤية البرق الذي يخطف او يخلب ابصارهم وعند صوت الرعد المزمجر فاذا ذهب البرق والرعد واشتد سواد الليل عدلوا قاماتهم أي اصبحوا قياما او قائمين والله تعالى اعلم .

    ويذكر بعض المفسرين ان من اسباب نزول هذه الايات ان عبد الله بن ابي سلول راس المنافقين التقي ببعض المسلمين فقال لبعض اصحابه من المنافقين مثله :
    - انظروني كيف ارد هؤلاء عنكم واخدعهم فاستقبل ابا يكر الصديق مرحبا اخذا بيده قائلا له:
    - مرحبا بالصديق سيد بني تيم وشيخ الاسلام وصاحب رسول الله في الغار .
    ثم اخذ بيد عمر بن الخطاب مرحبا قائلا بهشاشة :
    - مرحبا بسيد بني عدي الفاروق القوي في الدين والباذل نفسه وماله لرسول الله .
    ثم التفت الى علي بن ابي طالب قائلا له اخذ ا بيده:
    - مرحبا بابن عم رسول الله و صهر ه وسيد بني هاشم خلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
    فقال له علي :
    - يا عبد الله اتق الله ولا تنافق فان المنافقين شر خلق الله .
    فقال ابن ابي:
    والله ان ايماننا كأيمانكم وتصديقنا .
    ثم ا فترقوا فقال عبد الله بن ابي لا صحابه:
    – كيف رأيتموني فعلت معهم فاذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت فاثنوا عليه خيرا .
    وقالوا له جماعته : - مانزال بخير ما عشت فينا .
    فرجع المسلمون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم واخبروه بما حصل فنزل قوله تعالى: ( واذا لقوا الذين امنوا.... )


    ****************************** ******

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    عضوالاتحادالعام للادباءوالكتاب العرب
    المشاركات
    800

    افتراضي تفسير ( يوم القيامة في سورة البقرة) بقلم -فالح الحجية



    3

    بسم الله الرحمن الرحيم


    (إن الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن
    بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )

    الآية \62

    الحمد لله \

    بين الله تعالى في هذه الآية المباركة إن المؤمنين الذين امنوا بالله تعالى ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا وما جاء به الاسلام و اليهود الذين امنوا بموسى عليه السلام والمسحيين وهم النصارى الذين امنوا برسالة عيسى عليه السلام وكذلك الصابئين وهم عبده الملائكة والكواكب وامنوا برسالة يحي عليه السلام ممن كان يؤمن بدينه قبل الإسلام إيمانا صادقا ويؤمنون بالله واليوم الأخر وهو البعث من بعد الموت والجزاء من الله تعالى بالثواب والعقاب في يوم القيامة والعمل الصالح في الحياة الدنيا قبل الإسلام لمن لم يدرك الإسلام..

    وامن بما جاء به النبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ودخل في الإسلام عند مجيء الاسلام فقد أكد الله تعالى إن كل هؤلاء لن يصيبهم الأذى ولا يلحقهم الخوف من عقاب الله فهم والمؤمنون في رحمة من الله تعالى وفضل .



    *************************

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    عضوالاتحادالعام للادباءوالكتاب العرب
    المشاركات
    800

    افتراضي تفسير ( يوم القيامة في سورة البقرة ) بقلم


    4

    بسم الله الرحمن الرحيم


    ( واذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون انفسكم من دياركم ثم اقررتم وانتم تشهدون* ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وان يأتوكم اسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون * أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون *)

    الايات 84و85 و86

    الحمد لله :

    هذه الآيات نزلت في اليهود ناكثي العهد والميثاق الذين كانوا في المدينة المنورة يسكنون وما جاورها من قرى وقد تحالف بعضهم مع قبيلة الاوس وبعضهم تحالف مع قبيلة الخزرج - القبيلتان اللتان كانتا تسكنان في المدينة وما جاورها - وكان بين القبلتين معارك وحروب وثارات في الجاهلية .

    هاتان القبيلتان كانوا اخوة من ام واب وكان يقال لهم اولاد ( قيلة) الا انهم اختلفوا فيما بينهم بمرور الزمن وحدوت قتل ( دم) بينهم فكان سبب نفرتهم من بعضهم وعداوتهم فيما بينهم الا ان اليهود الذين تحالفوا معهم يعرفون حق المعرفة بما جاء في التوراة ان قتل النفس حرام وسفك الدماء حرام واخراج الناس من بيوتهم بغير حق حرام الا انهم كانوا يناقضون أنفسهم ودينهم فاخذ يقتل بعضهم الاخر تعاونا من حلفائهم من الأوس والخزرج ومعهم فاذا تقاتل الأوس والخزرج فان اليهود الذين تعاهدوا مع الأوس كانوا يقتلون اليهود الذين تحالفوا مع الخزرج وهو محرم عليهم في دينهم وما انزل اليهم في التوراة وهكذا بين الله تعالى انهم فاسقون ومذنبون بسبب قتل بعضهم البعض فهم بفعلهم هذا كمن يؤمن ببعض ما جاء في التوراة ويكفر ببعضها الآخر اذ ان الله تعالى حرم قتل النفس البشرية الا بالحق وحرم اخراج الناس من ديارهم الا بالحق في جميع الأديان فجزاء من يفعل ذلك او مثله عذاب شديد من الله تعالى في الدنيا اذ جعل الله تعالى عداوتهم بينهم بالقتل وإخراج الآخرين من ديارهم فأصبحوا يعيشون بمذلة ومهانة وخوف في ديارهم .

    اما في يوم القيامة يوم الجزاء والحساب فقد بين الله تعالى لهم انهم سيردون الى اشد العذاب حيث انهم فضلوا الحياة الدنيا على الآخرة او كمن اشترى عذابه بماله وبما كسبت يداه فيكونون قد حل عليهم عذاب الدنيا قبل موتهم .ولهم عذاب النا ر في الاخرة او في يوم القيامة



    ****************************** ***********

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •