تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: وفاة شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,727

    افتراضي وفاة شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله

    2012_images_saadallah_723062170_584926833_606509331.jpg


    توفي، السبت، شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله بمستشفى عين النعجة العسكري بالعاصمة عن 83 سنة بعد معاناة من المرض.وُلد الدكتور أبو القاسم سعد الله العام1930م بضواحي قمار بولاية الوادي، ‏وهو باحث ومؤرخ، حفظ القرآن الكريم وتلقى مبادئ العلوم من لغة ‏وفقه ودين، وهو من رجالات الفكر البارزين ومن أعلام الإصلاح ‏الاجتماعي والديني. ‏له سجل علمي حافل بالإنجازات: من وظائف، ومؤلفات، وترجمات.درس بجامع الزيتونة بتونس من 1947 حتى 1954 واحتل المرتبة الثانية في دفعته.بدأ يكتب في صحيفة البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1954، وكان يطلق عليه "الناقد الصغير"، كما درس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في القاهرة، وحاز على شهادة الماجستير في التاريخ والعلوم السياسية سنة 1962، ثم انتقل إلى أمريكا سنة 1962، حيث درس في جامعة منيسوتا التي حصل منها على شهادة الدكتوراة في التاريخ الحديث والمعاصر باللغة الإنجليزية سنة 1965.إضافة إلى اللغة العربية، يتقن الراحل اللغة الفرنسية والإنجليزية كما درس الفارسية والألمانية.ومن أشهر مؤلفاته:موسوعة تاريخ الجزائر الثقافي في 9 مجلدات.أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر في 5 أجزاء.محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث (بداية الاحتلال).بحوث في التاريخ العربي الإسلامي.

    http://www.echoroukonline.com/ara/articles/188153.html
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

  2. #2

    افتراضي رد: وفاة شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله

    رحمه الله تعالى رحمة واسعة .. كان أحد نجوم الجزائر العلمية

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,356

    افتراضي رد: وفاة شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله

    نسأل الله تعالى له الرحمة
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    2,377

    افتراضي رد: وفاة شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله

    إنا لله وإنا إليه راجعون
    رحمه الله رحمة واسعة وجعله من الذين يرثون الجنة هم فيها خالدون


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,757

    افتراضي رد: وفاة شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله

    رحمه الله وأسكنه الجنة ، وألحقنا به في الصالحين .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    في أرض الله
    المشاركات
    247

    افتراضي رد: وفاة شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله

    رحمه الله رحمة واسعة كان صادعا بالحق لا يخشى في الله لومة لائم جعل الله قبرك روضا من رياض الجنة
    سنمضي والنجـوم لنا دليل * متى أصغى السحاب إلى النباح

    قفــد ولَّــى زمانـك يا أُبــيّ * كما ولّى زمانك يا سجاح؟

  7. افتراضي رد: وفاة شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله

    رحمه الله رحمة واسعة.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,727

    افتراضي رد: وفاة شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله


    حمى ذاكرة الجزائر من النسيان ورفض العلاج في فرنسا

    الأحد 15 ديسمبر 2013الجزائر: محمد علال

    توفي أمس شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله ابن مدينة قمار بواد سوف، عن عمر ناهز 83 سنة بالمستشفى العسكري في عين النعجة بالعاصمة، بعد صراع مع المرض، كما رفض نقله إلى فرنسا للعلاج، ويوارى جثمان الفقيد الثرى اليوم بمسقط رأسه، وذلك تنفيذا لوصيته. لقد أعطى أبو القاسم سعد الله حسب شهادات الدكاترة الذين التقت بهم “الخبر” أمام بيته بدالي إبراهيم لإلقاء النظرة الأخيرة، للإنسانية درسا في حسن الأخلاق. ويوضح الدكتور سعيدوني أن أبو القاسم سعد الله “كان أستاذا وأخا وقدوة لجميع الأجيال”، حيث لم يكن هم أبو القاسم سعد الله سوى الجزائر والفكر وابتعد عن المشادات السياسية، وكان زاهدا في المناصب. يقود مسيرته المرصعة بـ53 كتابا ومجلدا في بحوث التاريخ، حب العلم والبحث المتجرد من المصالح. فقد اكتفى أن يكون مدرسة في التاريخ تواصل مسيرتها حتى بعد رحيله، وقد أعطتنا انطباعات المقربين منه الذين حضروا من كل حدب وصوب لتحية الفقيد على أن “أبو القاسم سعد الله ما زال بيننا حاضرا بفكره ولم يمت”. آخر أمنياته إنجاز الجزء الثالث من تاريخ ثقافة الجزائر رحل المؤرخ أبو القاسم سعد الله وفي قلبه أمنية إتمام الجزء الثالث من مؤلفه عن تاريخ ثقافة الجزائر قبل الحقبة العثمانية، كما يقول رفيق دربه عثمانية عبد الله “أخبرني في أول أيام مرضه أنه كان يتمنى من الله أن يمد في أجله حتى يتم الجزء الثالث من آخر كتاب له عن تاريخ الجزائر الثقافي قبل الفترة العثمانية”، ويقول الصديق الذي ربطته به علاقة عمرها 50 عاما “هذا ما قاله لي في ذلك الموقف: ألم يكن للشعب الجزائري ثقافة قبل العهد العثماني”، قبل أن يشتد به المرض مباشرة بعد عيد الفطر. ورفض أبو القاسم سعد الله أن يتنازل عن صيام رمضان رغم تحذيرات طبيبه الخاص، حيث أتم صيام الشهر الفضيل إلى غاية 26 منه، حيث أصابته الوعكة الصحية لينقل إلى مستشفى عين النعجة، وقد رفض أن ينقل إلى فرنسا من أجل العلاج وفضل البقاء في الجزائر،كما يوضح أقاربه “كان رافضا بشدة لفكرة العلاج في فرنسا، وقد حاولنا إقناعه لكن الله تعالى قال كلمته”. رجل الأخلاق والتواضع وفي بيت الأردن رقم 255 بدالي إبراهيم بالعاصمة، قضى أبو القاسم سعد الله آخر أربع سنوات من حياته رفقة زوجته، ظل يعانق الفكر في مكتبته الخاصة جدا التي تشبه الكنز، كما يؤكد لنا صديقه المقرب جدا عثمانية عبد الله “مكتبته مقدسة فهي كالحصن المنيع”. ويحكي البيت قصة خاصة تختزل مسيرة الراحل، فهي قطعة ترابية تحصل عليها في نطاق توزيع مباني الجامعة، قضى أبو القاسم سعد الله 20 سنة كاملة في بناء البيت الذي اختار أن يطلق عليه اسم “بيت الأردن”، وذلك كذكرى من أيام رحلته إلى جامعة الأردن، حيث قضى 5 سنوات في التدريس هناك، ثم عاد إلى الجزائر سنة 1997 والتحق بالجامعة الجزائرية مجددا سنة 2001، ومنذ ذلك العهد لم يترك التدريس في الجزائر وأشرف على عشرات رسائل الدكتوراة والماجيستر. وبقي بيت أبو القاسم سعد الله مفتوحا أمام زملائه في الجامعة وبالخصوص الطلبة، ما جعله نموذجا خاصا في العلاقات الاجتماعية التي لم تكن علاقات بالمعنى العام للكلمة، وإنما المرتبط بالبحث العالمي في تخصصه، لاسيما أن أبو القاسم سعد الله ظل مرابطا في مكتبته الخاصة. ويصفه تلميذه الدكتور بلقاسم محمد أستاذ التاريخ بجامعة بوزريعة بـ “دائرة معارف”، “لقد أخرج تاريخ الجزائر من عالم النسيان”. وأثنى جميع الذين عرفوه وتتلمذوا على يديه على أخلاقة وطيبته، كما يؤكد الدكتور بلقاسم محمد أن أستاذه كان حسن الخلق في التعامل مع الطلبة، كلما اقتربوا منه من أجل مراجعة أعمالهم “كان يصحح بطريقة لبقة ويقول: قد أخالفك الرأي وأعتقد أن الأمر على هذا النحو، قبل أن يضيف حججا قيمية وعميقة المعاني”. ابن عائلة الدكاترة كانت حياة أبو القاسم سعد الله محطة في مسيرة التاريخ للجزائر منذ أن درس في الولايات المتحدة قبل أن يعود إلى الجزائر سنة 1968، وقد وجد بعض الصعوبات للالتحاق بالجامعة وتحمل هذه الصعوبات وتمكن في الأخير من أن يكون أستاذ وشيخ المؤرخين الجزائريين الذي تحترمه جميع معاهد التاريخ وتكن له الفضل في تكوين أساتذتها. وما يمكن أن نسجله في مسيرة البحث والعلم لابن ولاية وادي سوف الذي ينحدر من عائلة تقدس العلم، كيف لا وجميع أشقاء أبو القاسم سعد الله الأربع دكاترة في ميادين مختلفة من الأدب والتاريخ والفيزياء والرياضيات، إن أعماله البحثية تركز على الدقة والتمحيص والتصنيف لاسيما فيما يتعلق بتاريخ الجزائر، كما نسجل في شهادة لأخيه الدكتور إبراهيم “أدى الواجب بتفانٍ فهو قدوة للعائلة وفخر لها”. م .ع المؤرخ أبو القاسم سعد الله عاش بسيطا وأوصى بدفنه دون بروتوكلات نزل خبر وفاة العلامة المؤرخ أبو القاسم سعد الله على قرية قمار مسقط رأسه كالصاعقة، وخيم حزن عميق لدى سكان ولاية الوادي كلها. وحسب شهادات أبناء عمومته وأقاربه لـ “الخبر” ومنهم عبد الرحيم، الصادق، والطاهر ومصطفى القاطنون بحي الشوطاية في قمار، خاصة ابن عمه عبد الرحيم رفيق دربه وطفولته، فإن الفقيد كان بسيطا في حياته، عمل صغيرا في فلاحة النخيل، ورفع الرمل في غيطان النخيل ومارس السقي التقليدي بنفسه. وقد حفظ القرآن في مسقط رأسه قبل أن ينتقل إلى الزيتونة بتونس والقاهرة، ثم الولايات المتحدة الأمريكية التي حصل فيها من جامعة “منيسوت” على درجة الدكتوراه في التاريخ الأوربي الحديث سنة 1965. وأضافوا أن الفقيد كان كتوما في حياته ومتواضعا. وكان إذا زار أهله في مدينة قمار يلبس العباءة والبرنوس والقشابية التقليدية. كان أبو القاسم معروفا بحبه لعمل الخير والإحسان، حيث تبرع بقطعة أرض ورثها عن والده لبناء “مسجد التوحيد” في حي الشوطاية، كما وهب قطعة أرض مماثلة لتكون مدرسة قرآنية لمسجد الفرقان بنفس الحي. ونظرا لارتباطه بعائلته وأقاربه في قمار كانوا يحبونه جدا، كما يقول أبناء أخيه الصادق، حيث كان يحل كل مشاكل العائلة وكانت كلمته هي الفيصل وتحترم من طرف الجميع. كان الفقيد متدينا وينتمي إلى المدرسة الإصلاحية في الجزائر لجمعية العلماء المسلمين، ومتأثرا بالشيخ العلامة الطاهر تليلي القماري زوج خالته. وحسب الشهود فإن الفقيد توفي وقلبه يتألم لأجل مسقط رأسه “قرية البدوع” التي هجرها أغلب سكانها بسبب إهمالها من طرف السلطات، رغم الجهود الخاصة التي كان يبذلها المرحوم أبو القاسم سعد الله من أجل بعثها للحياة، خاصة أن عددا من العلماء أنجبتهم قرية البدوع، من بينهم علماء من عائلة سعد الله، وعائلة مفتاح، وعائلة الشيخ الزبير محمد بن البرية، والتي تتمنى أن تعاد للقرية الحياة إكراما له ولعلمائها. كان الفقيد لا يحب البروتوكولات وميالا إلى البساطة الشديدة إلى درجة أنه أوصى قبل وفاته بدفنه بمسقط رأسه قرب والديه. كما يقول ابن عمه عبد الرحيم الذي أوضح أن بعض الأعيان والمسؤولين في قمار أرادوا أن يخصوا الفقيد بتأبينية تليق بمقامه في المركز الثقافي ليلقي عليه المعزون النظرة الأخيرة، غير أنه بعد الاتصال بعائلته وأبنائه في العاصمة بشأن تحضيرات التأبينية، أجابت العائلة بن الفقيد أوصى في آخر كلمة له قبل وفاته برفض البروتوكولات الرسمية، وأن تكون مراسم الدفن عادية وبسيطة كأي شخص عادي في مقبرة قمار. من مسقط رأس الفقيد بڤمار: خليفة قعيد أبو القاسم سعد الله في سطور أبو القاسم سعد الله شيخ المؤرخين الجزائريين من مواليد 1930م بضواحي قمار من ولاية الوادي، باحث ومؤرخ، حفظ القرآن الكريم وتلقى مبادئ العلوم من لغة وفقه ودين، درس بجامع الزيتونة من سنة 1947 حتى 1954 واحتل المرتبة الثانية في دفعته. بدأ يكتب في صحيفة البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1954، وكان يطلق عليه “الناقد الصغير”. كما درس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في القاهرة، وحاز على شهادة الماجستير في التاريخ والعلوم السياسية سنة 1962، ثم انتقل إلى أميركا سنة 1962، حيث درس في جامعة منيسوتا التي حصل منها على شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر باللغة الإنجليزية سنة 1965، ويعتبر أبو القاسم سعد الله من رجالات الفكر البارزين ومن أعلام الإصلاح الاجتماعي والديني. له سجل علمي حافل بالإنجازات من وظائف، ومؤلفات، وترجمات، منها موسوعة تاريخ الجزائر الثقافي (9 مجلدات) دار الغرب الإسلامي بيروت 1998. أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر (5 أجزاء) دار الغرب الإسلامي بيروت 1993-1996-2004. الحركة الوطنية الجزائرية (4 أجزاء) دار الغرب الإسلامي بيروت 1969-1992-1997. محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث (بداية الاحتلال) ط1 مصر 1970 ط3 الجزائر 1982. توفي أبو القاسم سعد الله يوم 14 ديسمبر 2013. قالوا عن المرحوم عبد الرزاق ڤسوم موسوعة فكرية منفتحة على المنهجية والواقعية مهما اجتهدنا في انتقاء الكلمات والمصطلحات، لن نتمكن من إيفاء عظمة أبو القاسم سعد الله في تفانيه في أداء المهمة، فهو جبل من المعرفة، وعندما يتهاوى هذا الجبل فإن يكون كالزلزال لا يحدث بوطنه فقط ولكنه يمتد أثره إلى جميع أنحاء الأمة العربية والإسلامية. نقول هذا لأن أبو القاسم سعد الله تغذى بحب الجزائر وحرص على أن يكون دقيقا في إعطاء أحكامه، واقعيا في مناقشة القضايا، وعميقا في تحديد أبعاد الحدث. الدكتور العربي الزبيري ضحى الدكتور أبو القاسم سعد الله بكل ما يملك من أجل العلم والبحث. أفنى كل عمره في سبيل الجزائر والثقافة الجزائرية وقدم لها الكثير. عرفته رجلا هادئا. جمع ما لم يتمكن أحد من جمعه من الوثائق لتسهيل البحث في تاريخ الحركة الوطنية. وحتى الكتب الثمينة المتعلقة بالجزائر جمعها بنفسه من أماكن مختلفة. الدكتور مصطفى نويصر ملأ الدكتور سعد الله الدنيا وشغل الناس منذ عودته إلى الجزائر سنة 1965، وكون آلاف من الطلبة والباحثين والدارسين. عرفته كطالب في الجامعة ثم اشتغلت معه كمعيد. هو شيخ المؤرخين كما كان أديبا وشاعرا ومفكرا. أصدر من تاريخ الجزائر الثقافي عشر مجلدات. وكان صاحب توجه لم يخرج من المدرسة الوطنية ذات الطابع العربي الإسلامي. وكانت كتاباته تقابل بنوع من عدم الرضا مما كان يكتبه، وكان يشعر بذلك. محمد عباس فقدت الجزائر واحدا من كبار المؤرخين الذين اهتموا بالتاريخ الشامل للجزائر بما في ذلك التاريخ الثقافي، وهو أحد مؤسسي المدرسة التاريخية الوطنية، كما أرخ للحركة الثقافية على مدى عهود. نتمنى أن الأجيال الصاعدة تتطلع على آثاره وتواصل المشوار حتى نؤسس لمدرسة تاريخية كاملة. ونستعيد تاريخا نكتبه بأقلامنا. شخصيا اعتمدت كثيرا على كتاباته وناقشت آراءه، مثلما ناقشت أراء حربي وعبد الله شريط. مراد أوزناجي تمثل الهم الأكبر الذي شغل الدكتور سعد الله خلال السنوات الأخيرة في العودة بتاريخ الجزائر الثقافي إلى القرن السابع بعد أن كتب عشر مجلدات ضمت المرحلة من القرن الخامس عشر إلى غاية القرن العشرين. وقد سافر لعدة جامعات ومدن في الغرب منها الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق هذه الغاية. كان يعيش مع هذا المشروع ويكتب يوميا. فاعتزل ليس تكبرا كما روج له البعض، بل من أجل تركيز كل جهده لبلوغ هذه الغاية. بلقاسم بن عبد الله يعود بي شريط الذكريات إلى تلك اللقاءات العديدة التي جمعـتني بأستاذنا الدكتور سعد الله والحوارات الأدبية والفكرية التي أجريتها معه، وكان أولها بركن عالم الثقافة بمجلة الجيش في عددها 96 لشهر مارس 1972 حول موضوع: الأديب العربي في معركة المصير.. من حضارة الشعر إلى حضارة العلم. وأيضا حديثي معه حول إشكالية اللغة في أدبنا الجزائري نُشر كاملا بملحق النادي الأدبي لجريدة الجمهورية العدد 424 بتاريخ 9 جوان 1986، ومما ورد فيه: إننا نعيش في وسط لا يعترف بقيمة الكتابة ولا يقدر المكتوب ولا الكاتب، نمارس فن الكتابة كما مارس سيزيف جر صخرته. التعامل مع اللغة فن يتقنه الكاتب بالدربة والمران، وهناك مراحل لهذا التعامل يمر بها الكاتب عبر حياته الإبداعية الطويلة. الدكتور سفيان لوصيف أبحاثه تنطلق في الأساس من نظرة شمولية للتاريخ العربي الإسلامي القارئ لكتابات أبو القاسم سعد الله بشكل عام يجده لا يخرج عن إطار المفهوم الذي سبق شرحه وتوضيحه، أي أنه لا يفرق بين القضايا المحلية الخاصة بوطنه الجزائر والقضايا المرتبطة بوطنه العربي الإسلامي، فهو حين دعا إلى التأميم الثقافي وجزأرة التفكير والذوق والاتجاه العام لا يقصد من وراء ذلك التقوقع على الذات مثلما تصور البعض يقول “إن الجزائر قبل كل شيء، هي جزء لا يتجزأ من الوطن العربي، وهذا الوطن يؤمن بحضارة مجيدة ساهمت الجزائر نفسها في الدفاع عنها وتدعيمها، وأن محاولة الفصل بين الجزائريين وأشقائهم التي قام بها الاستعمار لا يمكن أن تصبح نهائية، وهكذا فإن الجزأرة في الحقيقة ما هي إلا عملية استعادة المياه إلى مجاريها، أي ربط الثقافة في الجزائر بمصير الثقافة العربية الشاملة”. جمعها: محمد علال/حميد عبد القادر بمناسبة الصالون الوطني للكتاب ندوة لتكريم أبو القاسم سعد الله ذكر أحمد ماضي رئيس نقابة الناشرين الجزائريين أن الصالون الوطني في طبعته الجديدة التي ستنطلق يوم 18 ديسمبر بقصر المعارض بالصنوبر البحري، ينظم وقفة تكريمية للمؤرخ الراحل يوم الجمعة 27 ديسمبر على الساعة الثالثة مساء بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين. وقال ماضي في تصريح لـ “الخبر” إن الندوة كانت مبرمجة منذ أكثر من شهر، وتم التفكير في سعد الله، وهو على قيد الحياة، إلا أن الظروف شاءت غير ذلك. الجزائر: ح.ع -

    http://www.elkhabar.com/ar/culture/373630.html
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,727

    افتراضي رد: وفاة شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله

    http://www.echoroukonline.com/ara/articles/188240.html

    م. عمار / ناصر / ع.عثماني / ع.ش / ا.العايب / آسيا.ش / وردة.ب


    في جو مهيب مليء بالحزن والأسى ودعت الجزائر أمس، واحدا من علمائها وشيوخها الأفذاذ، وهو الدكتور العلامة أبو القاسم سعد الله، الملقب بشيخ المؤرخين الذي انتقل إلى جوار ربه بالمستشفى العسكري بعين النعجة بعد صراع مرير مع المرض.ولتقديم واجب العزاء ونقل تلك المشاعر لملايين الجزائريين المحبّين للراحل، تنقلت جريدة "الشروق" أمس، إلى بيت الدكتور فور انتشار خبر وفاته بالمستشفى العسكري بعين النعجة، وهو العملاق الذي وهب حياته للوطن إلى آخر أيام عمره، رغم المرض الذي ألزمه الفراش منذ أشهر دون أن ينتبه لمرضه أحد من ساسة ونخبة هذا الوطن.كانت الساعة تشير إلى الواحدة والنصف زوالا، عندما وصلنا إلى بيت الفقيد الواقع بحي البناء بدالي إبراهيم، أول ما لفت انتباهنا ونحن نهم بالدخول، التواجد الكبير للمثقفين من تلامذته ورفقائه وحتى من شيوخ العلم والمعرفة في بلادنا، والذين حرصوا على التواجد ببيته بالرغم من تأخر وصول جثمانه من المستشفى بسبب بعض الإجراءات الإدارية. ترددنا في دخول المنزل للوهلة الأولى من أجل لقاء زوجته ورفيقة عمره، إلا أن صهره وهو شقيق زوجته اقترب وطلب منا الدخول، كما طلب من ابنه مرافقتنا إلى داخل البيت الذي رحل إليه الدكتور أبو القاسم سعد الله، حديثا رفقة عائلته، ورغم ذلك إلا أننا لم نتمكن من مقابلة زوجته ورفيقة عمره التي مازالت تحت وقع صدمة رحيل رفيق دربها وزوجها وأخبرتنا أختها "أنها ليست في الحالة التي تسمح لها بالحديث عن رفيق دربها، وكما بقيت في الظل طيلة حياته كذلك قررت بعد موته"، تفهمنا الموقف بالنظر إلى حجم الفاجعة التي ألمّت بكل عائلة الفقيد، الذي كان الأب الحنون والجد والمعلم والمربي والعالم المتواضع، ولأن ابنه الوحيد كان غائبا حاولنا الحديث مع صهره، الذي أخبرنا أن زوج أخته أبو القاسم سعد الله، رحل إلى هذا البيت الذي سماه "بيت الأردن" بعد عودته من المملكة الهاشمية سنة 2002، وأنه كلفه بتولي بناء البيت الوحيد الذي امتلكه حديثا، وكان يرسل له المال من أجل بناء بيت على القطعة الأرضية التي حصل عليها في إطار العقار الذي استفاد منه أساتذة التعليم العالي، وحاله تشبه حال ملايين الجزائريين الذين يعانون مشاكل متشابهة يوميا.لم نتمكن من لقاء ابنه الوحيد بسبب تواجده بالمستشفى من أجل إجراءات نقل أبيه إلى البيت، وتجدر الإشارة إلى أن جثمان الدكتور أبو القاسم سعد الله، سيوارى يوم غد الأحد الثرى بمسقط رأسه بڤمار.سعد الله.. صوفي في محراب التاريخبوفاة الدكتور أبو القاسم سعد الله، تُطوى صفحة من صفحات كتاب أعلام الجزائر، الذين تركوا بصماتهم على تاريخها الفكري والثقافي والأكاديمي. وُلد المرحوم بتاريخ 1930/07/01م بضواحي ڤمار (وادي سوف)، وقبل أن يصبح مؤرخا وباحثا ذائع الصيت، حفظ القرآن الكريم وتلقى مبادئ العلوم من لغة وفقه ودين من رجالات الإصلاح الاجتماعي والديني، عايش جمعية العلماء المسلمين، وباشر الحركة التعليمية في مدارسها، هاجر إلى تونس سنة 1947م. حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة مينوسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1965، وقبلها كان قد درس في جامعة القاهرة ونال شهادة الماجستير فيها سنة 1962، ومن الألقاب التي ظلّت لصيقة بالدكتور أبو القاسم سعد الله، لقب "شيخ المؤرخين الجزائريين"، وبالفعل استحقّ هذا اللّقب بلا منازع.للدكتور أبو القاسم سعد الله، كتب ودراسات ومقالات عديدة، وقد جمع بعضها في كتابه الشهير: "أبحاث وأراء في تاريخ الجزائر" ويقع في خمسة مجلدات، والأستاذ الدكتور أبو القاسم سعد الله، ظل يمارس العمل الصحفي ويكتب المقالات للصحف والمجلات. ويٌعد من رجالات الفكر والثقافة والصحافة والإصلاح في الجزائر، وإضافة إلى إتقان الدكتور سعد الله اللغة العربية، فهو يتقن عددا من اللغات الأخرى على غرار اللغة الفرنسية، والإنجليزية، وهو دارس للفارسية والألمانية.من أهم مؤلفات الأستاذ الدكتور أبو القاسم سعد الله، موسوعته الشهيرة تاريخ الجزائر الثقافي (9 مجلدات) الصادرة عن دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1998، إضافة إلى "أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر" (5 أجزاء) دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1993-1996-2004، الحركة الوطنية الجزائرية (4 أجزاء)، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1969-1992-1997، بحوث في التاريخ العربي الإسلامي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 2003 ...، وغيرها كثير.أما في مجال الأدب فقد أبدع سعد الله ديوانه "الزمن الأخضر" الصادر بالجزائر سنة 1985، إضافة إلى عدد من المؤلفات الأدبية على غرار "سعفة خضراء"، المؤسسة الوطنية، الجزائر 1986، دراسات في الأدب الجزائري الحديث، دار الآداب، بيروت 1966، تجارب في الأدب والرحلة، المؤسسة الوطنية الجزائر 1982، قضايا شائكة دار الغرب الإسلامي بيروت 1989، في الجدل الثقافي دار المعارف تونس 1993، هموم حضارية دار الأمة الجزائر 1993.ومن تحقيقاته "حكاية العشّاق في الحب والاشتياق"، الأمير مصطفى بن إبراهيم باشا، الجزائر 1982، رحلة ابن حمادوش الجزائري الجزائر 1982.ومن ترجماته "شعوب وقوميات" الجزائر 1958، الجزائر وأوروبا، جون ب. وولف، الجزائر 1986، حياة الأمير عبد القادر، شارل هنري تشرشل، الجزائر ــ تونس 1982.وإضافة إلى هذا الإرث العلمي الزاخر الذي تركه الأستاذ الدكتور أبو القاسم سعد الله، وإلى مئات الطلبة وربما الآلاف الذين تتلمذوا على يديه سواء بجامعة الجزائر، أو عن طريق ما تركه من مؤلفات علمية، عاش المرحوم مدافعا عن القيم والثوابت الوطنية، وقد كان له حضور كبير على الساحتين العربية والدولية، اشتهر فيها بمواقفه العلمية والفكرية المعتدلة،رحم الله سعد الله، وأسكنه فسيح جنانه.عالم يرفض الأضواء وشعاره "نكران الذات" "إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء"، قول منسوب إلى سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، تمثلته أمس، حينما بلغني نعي شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله، الذي رحل عن عمر ناهز 83 عاما، قضاها دون كلل ولا ملل طالبا ومدرسا وباحثا ومؤلفا، يصطاد جواهر التاريخ الوطني في أرجاء المعمورة الفسيحة.. فما ترك عبر القارات الخمس، متحفا ولا مركزا علميّا ولا جامعة عالمية تحوي وثائق أو مخطوطات قديمة تتعلق بماضي الجزائر القريب والبعيد، إلا وحط بها رحاله، منقّبا عن مآثر وآثار هذه البلاد التي عشقها منذ صغره، فعاش صوفيا متبتلا في محراب تاريخها التليد، ينفض عنه غبار الطمس والنسيان والتنكر.ولأجل تلك المهمة الجليلة التي تفرغ لها بإخلاص، رفض كل المناصب السياسية والمسؤوليات الرسمية التي تصرفه عن همّه النبيل، فقدم للجزائر بمفرده وجهده الشخصي ما عجزت كافة المؤسسات العلمية عن إنجازه طيلة عقود. ويكفيه شرفا وفخرا أنه جمع بعد سنوات طويلة من البحث والتمحيص "تاريخ الجزائر الثقافي" في تسعة مجلدات.وهو الحقل المعرفي السحيق الذي لم يطرقه سواه، لأنه خشي أن يجهل العالم إسهام الجزائر الثقافي في مجرى الحضارة الإنسانية عندما يُقرن تاريخها فقط بالبطولات الحربية والثورات العسكرية عبر القرون.ونقل مقربون من المرحوم ان الجنرال الراحل العربي بلخير قد استجداه في الكثير من المرات ليتقلد منصب وزير الجامعات والتعليم العالي لكن سعد الله كان يردد دائما: "أنا لم أخلق إلا للبحث العلمي".لا أظنّ أن رحم الجزائر ستلد رجلا آخر في مقام هذا العالم الكبير. ففقدانه اليوم هو ثلمة غائرة ستتهدم على أنقاضها عرى عديدة من تاريخ الجزائر، مع هذه الرفعة السامية والمشوار الحافل بالعطاء. فقد تميز الرجل بأخلاق العلماء الكبار الذين يتسمون بالتواضع ونبذ الشهرة والهروب من الأضواء التي لاحقته باستمرار، لكنه كان أسمى من الوقوع في درك الغرور وتقديس الذات.زرته في شهر مارس من عام 2007 في مكتبه بالمركز الوطني للبحث في تاريخ الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، بأعالي الأبيار، وجدته عند مدخل الباب ينتظرني في الموعد المحدد بالدقيقة، لأنه لا يستقبل ضيوفه وهو جالس فوق أريكته على طريقة المسؤولين، بل ينهض من مكانه ويتقدم للترحيب بزوّاره احتراما لهم.صافحته ثم هممت بتقبيل ناصيته كما يفعل الناس عندنا احتفاء بأهل العلم، فرجع قليلا إلى الخلف، وأبى عليّ ذلك، ثم خاطبني: "أعزّك الله يا بني".جلست إلى جنبه ثلاث ساعات كاملة، وتشعّب بنا الحديث الشيق عن أبحاثه ومؤلفاته ومسيرته العلمية، من مسقط الرأس بمدينة قمار إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مرورا بالزيتونة والأزهر وبغداد، لكني وجدت نفسي أمام عالم يتحفظ جدا في الحديث عن ذاته.فكنت المتحدث وهو المستمع! وأقصى ما يهمس به، هو أن يؤكد معلومة أو يصوّب أخرى، ولم يتلفظ طيلة المجلس الذي جمعنا بكلمة واحدة، لا بالفرنسية ولا بالإنجليزية ولا بالفارسية ولا بالألمانية، وهي اللغات التي أتقنها جميعها بهدف التمكن من الغوص في أعماق التاريخ الوطني، بل كان حريصًا على الكلام العربي الفصيح، وإن شذّ عن ذلك، نطق بلهجة محليّة من وادي سوف، ما زال يرطّب بها لسانه الذي لم يتبدّل بعد 60 عاما من الغربة.وفي غضون ذلك المجلس الطيب الذي سكب عليه من عطر روحه الزكية بنفحات العلم، أبلغتُ عالمنا الجليل أنه قد وقع عليه الاختيار من طرف اتحاد الطلبة لنيل "وسام الاستحقاق السنوي"، كأهم شخصية جزائرية خدمت الثقافة، وأن عليه حضور مراسيم الحفل البروتوكولي لاستلام الوسام الذي سيغطيه التلفزيون وتشارك فيه شخصيات حكومية.. لمحت التأثر الواضح في نظرات عيونه، شكرني على المبادرة، لكنه رفض أن يشاركنا الاحتفالية، مؤكدا لي أنه لا يستحق التكريم جزاء خدمته للثقافة! ثم اعتذر بلباقة، قائلا إن وقته لا يسمح بذلك، وحتى لا يحملني على العودة بخفيّ حنين، فأخرجَ من عنده منزعجا، أبدى لي عمدة المؤرخين الاستعداد لتقديم محاضرة مفيدة للطلبة في مناسبة أخرى، ما جعلني أفهم أن الرجل لا يحبّ الأضواء ويتحاشى مجالس المديح والثنايا. وقتها صدقت فعلا تلك الرواية المتداولة على نطاق واسع، والتي مفادها أن الدكتور أبا القاسم سعد الله رفض رفضا قاطعا أن يتولّى شؤون وزارة الثقافة بعد إلحاح شديد من المرحوم قاصدي مرباح.. إنها أخلاق العلماء الكبار الذين يتواضعون بسموّ منزلتهم، ولا تزيدهم شهرتهم إلا تقديرا وتشبّثا بمكانة ونزاهة وشفافية رجل العلم الخالص.رحم الله الشيخ سعد الله، وعوض الجزائر في مصيبتها وتاريخها خيرا.أهل سوف تحت الصدمةأبو القاسم سعد الله يوصي بحبس مكتبته لدار الثقافة بالواديبدأ شيخ المؤرخين الجزائريين أبو القاسم سعد الله، تعليمه الأول بمسجد منطقة لبدوع قرب مدينة ڤمار بولاية الوادي، وسط غيطان النخيل أو ما كان يعرف بالمصائف، أين كانت العائلات تعود إلى وسط البلدة شتاءا وفي مزارع النخيل صيفا تناسبا مع الطبيعة والمناخ، وكان الطلبة يزاولون تدريسهم للناس ولحفظة القرآن في تلك المصائف.وتتلمذ في المسجد على يد الطالب سي بلقاسم الزبيري، والطالب حسن لشلح وهما من معلمي القرآن وشيوخ البلدة القديمة، قبل أن يدخل مدرسة النجاح التابعة لجمعية العلماء وسط البلدة، وهي من أهم المدارس التعليمية آنذاك، وتعد من أولى المدارس أهمية على المستوى التاريخي والوطني، ليدرس بها على يد الشيوخ محمد الطاهر التليلي، والشيخ عبد العزيز سعداني، رحمهما الله والشيخ محمد سعداني، وبعد التفوق توجه لإكمال الدراسة بالزيتونة في تونس، والتي كانت حينها منارة علمية وثقافية ووجهة لكل طالبي العلم من أبناء الجزائر، خاصة من وادي سوف المتاخمة لمدينة توزر التونسية ثم القاهرة.عرف عليه الوفاء إلى أساتذته، فكان لا يبرح في كل مرة زيارة أساتذته الأوائل والشيوخ الذين تتلمذ على أيديهم والأخذ من أفكارهم حتى آخر زيارة له قبل سنتين، أين كان يزور في السنوات الأخيرة الشيخ العلامة محمد الطاهر التليلي، ابن ڤمار أيضا وتأثر بوفاته بشكل كبير خاصة بعد العزلة التي فرضها الشيخ التليلي على نفسه في أواخر حياته، وهو الذي كان متزوجا بخالته، كما كان يحضر بعض الفعاليات الثقافية بالمدينة حينما يكون موجودا بها.واشتهر في السنوات الأخيرة بشرائه عددا من المنازل القديمة وسط البلدة، في إطار محافظته على معالم التراث إضافة إلى الأبواب ذات الطابع التراثي القديم والتاريخية المصنوعة من الخشب والنحاس. وكان يؤمن حتى أخر أيامه أن الوادي ما يزال فيها مخزن كبير من التراث يجب أن يخرج إلى الواقع من خلال الكتابة والاهتمام بالمخطوطات، وكل ما هو تراثي بحت، فمدينة الألف قبّة غنية بتراثها، كما حقق في الكثير من الكتب والمؤلفات الوطنية والعربية، وحقق أيضا في مخطوطات محلية منها كتاب العدواني، ومنهجه دائما أن الجزائر تستحق أن نسخر لها كل جهودنا من خلال تخصيص الوقت والجهد الكافيين لخدمتها.أمر بأن تكون مكتبته حبسا لدار الثقافة بالوادي، من أجل أن ينهل منها طلاب العلم بولاية الوادي، التي أصبحت بها جامعة، ومن المرشح أن يطلق على الجامعة اسم الرمز الدكتور أبو القاسم سعد الله شيخ المؤرخين الجزائريين.ملك الأردن أهداه قصرا وعمادة شرفية ولم يكرّم أبدا في الجزائرأغضب النظام في العشرية الحمراء فـ"احتضنته" أمريكاقامة أخرى من قامات الجزائر، رحل في صمت مُطبق، وكأنه لم يُفن من عمره أكثر من ثمانين سنة، نقش فيها تاريخ الجزائر في كل البلدان، التي درس وعمل فيها وبلغات سبع كان يتقنها بطلاقة ويكتب بها في مختلف المجلات ويحاضر بها في مختلف الجامعات، من التركية إلى الفارسية إلى الإنجليزية والإيطالية والألمانية والفرنسية والعربية، ولكن زهده في المناصب وكفره بالمسؤوليات هو الذي جعله بعيدا عن العين وعن القلب أحيانا لدى صناع القرار.
    أتقن سبع لغات واعتبر تواجد الأتراك في الجزائر إستعمارا
    لم يكن يجد المؤرخ أبو القاسم سعد الله أي حرج في قول كلمة حقّ في وجه أي مسؤول، حتى ولو كان الرئيس الراحل هواري بومدين، فخلال إقامة المؤتمر التأسيسي لاتحاد الكتاب الجزائريين في نهاية الستينات، وكانت حينها جبهة التحرير الوطني هي المشرفة على كل الملتقيات والراحل محمد شريف مساعدية مسؤول الأمانة الدائمة للأفلان، هو المحرك لكل المبادرات، لم يهم الدكتور سعد الله المشاركة في هذا الاتحاد الحكومي، ولكنه عندما كان يتابع نشرة أخبار الثامنة التي كان يتلوها الراحل بلبحري، ذهل بوجود اسمه ضمن المكتب المسيّر للاتحاد، فرفع سماعة الهاتف وخاطب بحدّة الراحل مساعدية، طالبا منه حذف اسمه حالا من مكتب تابع لاتحاد لا يعنيه، وقال له بالحرف الواحد: إن لم تفعلوا ذلك حالا سيكون لي كلام آخر. ولم يجد مساعدية من حل سوى حذف اسم الرجل الزاهد، الذي نذر نفسه للعلم وليس لأمر آخر بدليل أنه رفض عمادة بعض الجامعات في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد. ويشهد رفاق الراحل أنه لم يحمل بطاقة أي حزب من الأحزاب، بما فيها الأفلان في حياته، رغم سلطان المادة مائة وعشرين التي كانت تجبر أي مسؤول على انضمامه إلى الحزب الوحيد.كان طلبة وادي سوف في جامعة الجزائر يتقربون منه، فيردّ عليهم من أول لقاء بهم، انسوا أنني سوفي، إن كنتم تتصورون أن المكان يمكن أن يقرب بين الناس فأنتم واهمون. وللأسف، فقد بحثنا في أرشيف الرجل عن تكريمات فلم نجد إلا مبادرة من دار الثقافة بوادي سوف أواخر الثمانينات في ندوة فكرية عن الشيخ العمودي، ولم تمر أيضا بسلام لأن أهل الندوة قرروا إطلاق اسم سعد الله على المكتبة الكبرى، وهو ما أغضب أمين المجاهدين في ذلك الوقت الذي انتقد إطلاق اسم رجل على قيد الحياة على مكتبة، وقال إن الشهداء هم الأولى بالتكريم، وراحت دول كثيرة من باكستان إلى أندونيسيا إلى الأردن تراود المؤرخ وتقدم له التكريمات وتمنحه المناصب العليا ومنها العمادة الشرفية من الحسين ملك الأردن الذي جهز له قصرا فاخرا.الأردن، التي قضى فيها ما يمكن اعتباره منفى اختياريا لمدة سبع سنوات في سنوات النار الجزائرية، من رجل طاله غضب النظام عندما صاح مرة في العشرية السوداء قائلا.. عيب على الجزائريين أن يتقاتلوا.. فهاجر إلى الولايات المتحدة وهي التي سبق له وأن حصل فيها على دكتوراه في التاريخ الحديث عام 1965 من جامعة مانيسوتا.من حميميات الرجل أنه تعلم اللغة التركية لأجل أن يدرس التاريخ العثماني في الجزائر، وخلص إلى أنه استعمار تركي وليس خلافة، مما أثار غضب الكثير من رجالات التاريخ ومنهم المسرحي محي الدين باشتارزي وسفير تركيا في الجزائر. كما لم يضبط أبدا مرتديا بدلة وربطة عنق وكان يقول لباسي تاريخ أيضا.


    ... / ...
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,727

    افتراضي رد: وفاة شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله

    ... / ...

    الوزير الأسبق لمين بشيشي:سعد الله أوصى ألا تقام له جنازة رسمية وألا يدفن في العالية"برحيل الدكتور سعد الله تكون ساحة التاريخ قد فقدت علما مهما من أعلامها، الشيء الإيجابي أنه ترك لنا ولمن بعدنا الكثير من المراجع المهمة جدا وسيظل "تاريخ الجزائر الثقافي" مرجعا مهمّا لكل الأجيال. كان صديقا قريبا جدا مني منذ كان أستاذا في الأردن ثم أستاذا هنا في الجزائر. عرفته في السبعينات وظل يحمل نفس الصفات والخصال الحميدة.. هادئ ومتواضع رغم ما لديه من رصيد ولكنه ظل دائما رجلا في مستوى كل المواطنين على اختلاف مستوياتهم".أعتبر ملاحظاته في "أناشيد للوطن" شهادة أعتز بها كثيرا، ولشدة تواضعه أوصى ألا تقام جنازة رسمية وأن يدفن في مسقط رأسه بقمار بدل مربع الشهداء بمقبرة العالية. رجل صادق صدوق إذا تكلم يفيد. هو درس في التواضع للجميع نعزي أنفسنا وأسرة المؤرخين الذين فقدوا أحد أعلامهم".الوزيرة السابقة والكاتبة زهور ونيسي:أثمن وقفة وزير المجاهدين الذي كرمه وطبع كل كتبه"فقدت الجزائر أحد علمائها الكبار جدا، الذي لن تحصل على قامة مثله إلا بعد 100 سنة. إنسان مجاهد ومكافح ومناضل، كرس طيلة حياته للبحث، فرحل وهاجر من مكتبة باريس إلى مكتبة الكونغرس الأمريكية فقط ليجمع التراث الجزائري. رجل أمة تمكن من جمع تاريخ الجزائر كله الجغرافي والسياسي والثقافي فاستحق لقب "مدرسة"، وأتمنى أن يعتني تلاميذه المؤرخون المحدثون بهذه المرجعية المهمة. التقيت به عدة مرات وأعرفه جيدا، لأنه من العائلة أيضا، وكذلك أعرفه من الجامعة وألجا إليه كلما غابت عني معلومة عند كتابتي لمسلسل "العلامة عبد الحميد بن باديس" فيساعدني بتواضع العلماء. وكذلك كان معنا في المجلس العلمي بوزارة المجاهدين، فكان يراجع كل ما ينتج من أعمال تاريخية. وبالمناسبة أثمن وقفة وزير المجاهدين الذي كرمه وطبع كل كتبه".الدكتور احمد حمدي:رائد الشعر الذي لقبه الإبراهيمي "بالناقد الصغير""كثير من القراء يعرفون الدكتور كمؤرخ ويجهلون أو يتجاهلون انه أديب وشاعر ورائد الشعر الجزائري الحديث "شاعر التفعيلة". كان من الأوائل رفقة محمد الصالح باوية وأبو القاسم خمار ممن أرسوا قواعد الشعر الحر في الجزائر، من جيل نازك الملائكة والبياتي والقباني الذين أرسوا قواعد الشعر الحديث، حيث نشر في 2 نوفمبر 1954 قصيدة "طريقي" وفيها تصور الجزائر المستقلة وتعبير عن حلم التحرر من قبضة الاستعمار. وأصدر أول ديوان في الشعر الحديث "النصر للجزائر" سنة 1957، وكتب المقدمة أحمد توفيق المدني ومحمود أمين العالم. وكان أول من حضر دراسة جامعية معمقة "محمد العيد آل خليفة رائد الشعر الجزائري الحديث"، كانت أطروحة الماجستير بجامعة القاهرة سنة 1960 وظلت مرجعا مهما للطلاب.أطلق عليه الشيخ الإبراهيمي "الناقد الصغير" وأعطته جبهة التحرير الوطني منحة للدراسة في أمريكا "مينوسوتا" وأعد أطروحة دكتوراه حول الحركة الوطنية الجزائرية. في عائلته كلهم دكاترة، خالد أحد أهم علماء الرياضيات في العالم العربي، عمر سليمان، أستاذ القانون الدولي وعلي في الفلسفة.الكاتب مراد أوزناجي:ظل مستنكرا لاتهام الأمير بالخيانة ووفيا لرموز الجزائرعرفته سنة 2002 وبقيت قريبا منه ومرافقا له حتى آخر أيامه، وفقت في محاورته في كتاب "حديث صريح مع أبو القاسم سعد الله" الذي صدر في جزأين، الأول تناول مساره، والجزء الثاني سلط الضوء على مواقفه وآرائه في الواقع العربي والدولي وأسئلة الراهن، وكان الهدف التعريف به للأجيال الصاعدة التي هي بأمس الحاجة للتعرف على قامة في التاريخ لن تتكرر.الناس تعرفه مؤرخا ولكنه بدأ شاعرا وقاصا وصحفيا، حيث كان مراسلا صحفيا لصحيفة البصائر من تونس، وكان ملازما للعربي التبسي والشيخ البشير الإبراهيمي الذي عرفه لعبد الكريم الخطابي الذي كان مسؤول حزب في تونس.ظل وفيا للبحث و التاريخ حتى آخر أيامه، كان رجلا متواضعا لا يحب الأضواء والخرجات الإعلامية، وكان وفيا للتاريخ ولرموز الجزائر، كثيرا ما عبر عن استيائه من محاولات الإساءة لرموز تاريخ الجزائر وعلى رأسهم الأمير عبد القادر، حيث كان يعلق على اتهامات الخيانة قائلا "فقد الجيش والأرض والدعم، ماذا يمكن أن يقدم أكثر مما قدم للجزائر.. يريدون دولة بلا رموز".الروائي الدكتور أمين الزاوي:متعفف .. لا يحب السلطة ولا السلطان"نعزي العائلة الصغيرة والعائلة الكبيرة من المثقفين والمؤرخين، ومن رافق الدكتور أبو القاسم سعد الله واحد من أواخر المثقفين الموسوعيين إبداعا وشعرا وبحثا، هذا التنوع الذي هو الأساس، فلا دولة وطنية بدون ثقافة كإسمنت حقيقي يجمع الجميع. مثقف الهامش الذي نجح في تحويله إلى قبلة للباحثين، فالكل يعود إلى مراجعه وكتاباته وبحوثه التحقيقية.أبو القاسم سعد الله رحمه الله مثقف متعفف لا يحب السلطة ولا السلطان، ما يهمه هو العلم والمعرفة.أنا أشبهه بثلاث شخصيات في التاريخ العربي هي الجاحظ الذي يقاسمه هاجس الكتب، وأبو حيان التوحيدي الذي هو أيضا مثقف الهامش، وأخيرا ابن خلدون الذي قدم حياته للبحث والعمران، ولو انه يختلف عنه ربما في العلاقة مع السلطة.يبدو لي أن من لم يقرأ "التاريخ الثقافي للجزائر" لن يستطيع فهم تفاصيل الثقافة الجزائرية.. سيظل مرجعا أساسيا للجزائر والتاريخ والأجيال المتعاقبة.. رحمة الله عليه".الدكتورة خولة الإبراهيمي:أبو القاسم سعد الله لم يمت لأن أعماله خالدة"للأسف لم أتعرف عليه معرفة شخصية. ولكن، أكيد أنني عرفت عنه الطيبة والأخلاق وعرفت من خلال أعماله مؤرخا متميزا ستشهد له أعماله طول الدهر. المثقف الحقيقي هو من يترك الأثر ويكون مرجعية فكرية للأجيال المتعاقبة وتبقى أعماله مصدرا للبحث العلمي والتاريخي والأدبي. اطلعت على "تاريخ الجزائر الثقافي" المكون من 9 أجزاء عن دار الغرب الإسلامي وأؤكد أن الجزائر فقدت قامة فكرية نادرة".مدير المركز الوطني للبحث في تاريخ الحركة الوطنية، جمال يحياوي:كان يقول: أيامي معدودات ومشاريعي كبيرةأتقدم أولا بالتعازي لكل المثقفين في الجزائر، بفقدان شيخ المؤرخين العالم أبو القاسم سعد الله، فقد كان موسوعة متنقلة حسب تعبير المثقفين والمؤسسات العلمية في العالم العربي. كرس حياته للبحث في تاريخ الجزائر وحضارتها، حتى تجاوز عمره العلمي 60 عاما. لم يتوقف لحظة عن التأليف والترجمة والتقديم والتحقيق. كان مثالا للعالم المفكر والمتواضع. كان يقول دوما، خاصة في الأشهر الأخيرة: أنا أيامي معدودات لكن مشاريعي كبيرة، وعليه لا يمكنني أن أضيع دقيقة واحدة من حياتي، حتى أكمل مشاريعي الثقافية. كان لا يبخل بالنصيحة على طلبة العلم، وأكثر من ذلك، كان هو من يعرض بعض أعماله عليهم لإبداء الرأي فيها. فقد أطلعنا أكثر من مرة على مقالة ينوي نشرها في جريدة "الشروق"، ويلحّ علي لإبداء الملاحظات إزاءها في تواضع كبير.الرجل كان أيضا مهموما بالدفاع عن الثقافة الجزائرية واللغة العربية في مختلف المحافل الدولية. كان دائما يردد أنه مهما كتبنا عن التاريخ الثقافي والحضاري للجزائر فلن نوفيه حقه، لهذا كان كثير الاطلاع على كل ما يكتب عن الجزائر من دراسات وأبحاث بمختلف اللغات العالمية خاصة الإنجليزية، وكان حريصا على ترجمة هذه الأعمال إلى اللغة العربية.أهم ما ميّز مسيرته أنه كان زاهدا في المناصب السياسية، فقد عرضت عليه وزارتا التعليم العالي والثقافة طيلة الثمانيات فرفضها رفضا قاطعا، وعندما سألته عن السبب كان يجيبني: أنا لم أخلق إلا للبحث العلمي.رئيس جمعية العلماء الجزائريين، عبد الرزاق قسوم:سعد الله في مقام مانديلا عندناماذا عساني أقول عن الشيخ أبو القاسم سعد الله، وهو جبل شامخ من العلم والمعرفة يسقط اليوم، وجه من وجوه الثقافة يغيب عن الساحة الوطنية والإسلامية، إن سقوط مثل هذا الجبل يحدث بلا شك زلزالا عميقا على الصعيد المحلي والعربي والعالمي.سعد الله مثقف تعددت جوانب العظمة في شخصيته، تلتقي به في الأدب والتاريخ والسياسة، ولكنك تجمع كل هذه في معادلة واحدة هي ثوابت الوطن، وبالتالي فإن سعد الله درع من الذائدين عن هوية الأمة، تميز بالوفاء للثوابت وبالعمل من أجل تعميقها وتقديم النموذج السلوكي للأجيال على اختلاف أنواعها، في كيفية التعلق بالوطن والدفاع عن انتمائه وتاريخه.يصعب عليّ إيجاد الكلمات في حق هذا الرجل على سعة اللغة العربية، ولكن ما يمكن أن نتسلى به هو أنه يغيب عنّا بعد أن ملأ المكتبة الوطنية بالموسوعات الثقافية المختلفة، وملأ القلوب والعقول بالمبادئ وقيم الوطنية الصادقة.ندعو الله له بالخلود في الجنة وأن يكون مع الصديقين والشهداء والصالحين لأنه بكلمة واحدة: هو في قامة مانديلا من حيث الثقافة والقيم والمبادئ.الدكتور محمد الهادي الحسني:لا أتصوّر فقدان سعد الله.. ولا أستطيع تصويرهنسأل الله أن ينزّل شآبيب الرحمة على روح شيخنا أبو القاسم سعد الله، وهذا قدر الله، فلكل واحد منا أجله، فلا نجزع من ذلك، فالفقيد سعد الله يلقى عند ربه إن شاء الله ما يفرحه، ولكن الخسارة في فقده لا أستطيع تصوّرها ولا أقدر على تصويرها، فهو كنز من العلم والأخلاق، صاحب العلم الواسع، ومع ذلك، لا تجده مصعّر الخد، ولا مرحا في سيره، ولا متطاولا في حديثه، بل يمشي كعباد الرحمان هونا، يوقر من يستحق التوقير، ولا أ_رف أن الشيخ سعد الله سبب أذى لأحد من الناس، عاش متواضعا هشّا بشّا في وجوه الخلق، يقول للجميع حسنا كما يوصي الإسلام، محسنا في عشرته بالمعروف، ونحن تلامذته ومن أعرف الناس به، استفدنا من علمه وتعلمنا من أخلاقه، وقد يسمه ما يؤذيه، بيد أنه يصفح ويعفو عن سفه السفهاء، فرحمه الله وأحسن مثوبته، وألهم أهله وشعبه وأمته جميل الصبر والسلوان.علي بن حاج يتأسف تجاهل العلماء إلا بعد وفاتهم:جهبذ نطّاس لا يعرف فضله إلا من اطّلع على مؤلفاتهتأسّف علي بن حاج، لعدم تذكّر الجزائر "علماءها" إلا بعد وفاتهم، واصفا المؤرّخ الكبير أبو القاسم سعد الله بأنّه "عالم من العلماء، ومؤرّخ فذّ قلّ نظيره في الشمال الإفريقي كلّه "لما عرف عنه ــ يكمل بن حاج ــ بدقّته التاريخية وثقافته الموسوعية وصرامته في مناقشة الرسائل العلمية المتخصصة"، منبّها إلا أنّه "لا يعرف هذا الجهبذ النطّاس إلا من اطّلع على مؤلفاته"، ليعود للتذكير بقول الشاعر "النّاس موتى وأهل العلم أحياء".علي بن حاج في منشور له على صفحته في الفيس بوك، أعاب على النّظام الجزائري ما قال أنّه "تضيق خناق" مورس ضدّ الفقيد بسبب "صرامته في عرض أحداث التاريخ وعدم المجاملة فيه"، مشيرا إلا أنّه تعرّض إلى "مساءلات أمنية في بحوث تاريخية" كما توفّي وفي نفسه غصّة " من ضياع حقيبته في مطار لعلّه أمريكي تحمل أنفس الوثائق في ما يخصّ التاريخ الثقافي للجزائر"، داعيا الله عزّ وجل بأن يرحمه رحمة واسعة.كان يقول: أخاف أن تنطفئ الشمعة قبل أن أكمل المشروعكتاب جديد عن دخول الإسلام إلى الجزائرعلمت "الشروق" من الكاتب مراد أوزناجي، أن الدكتور أبو القاسم سعد الله، كان بصدد تحضير مشروع تاريخي جديد وهو كتاب يعود إلى فترة الدخول الإسلامي، من القرن السابع ميلادي إلى القرن الـ16 ميلادي، وأكد أنه خطا فيه خطوات كبيرة ولم تبق إلا روتوشات قليلة جدا ليدخل مرحلة الطبع عند رضا رحموني "عالم المعرفة" وهو ناشر الدكتور.وكشف مرافقه أن شيخ المؤرخين كان يقول له في المدة الأخيرة "أخاف أن تنطفئ الشمعة ولا أكمل هذا المشروع"، وكان يريد أن يطبعه عند نفس الدار مباشرة بعد إضافة الروتوشات، ولكن تشاء الأقدار أن يرحل دون تحقيق ذلك. وأكد في معرض حديثه أن المرض في الفترة الأخيرة لم يثنه عن مشاركة الجزائريين مشاكلهم، وكان يعبّر عن المشاكل التاريخية للوطن في مقالات سبق وأن نشرتها الشروق.عبد الرحمان عثامنية أحد المقرّبين للفقيد:رفض عروض العلاج في الخارج وأصر على البقاء في الجزائرقال الأستاذ عثامنية، وهو من الأصدقاء المقرّبين للراحل أبو القاسم سعد الله، "عرفت الفقيد في سبتمر 62 بمناسبة آخر مؤتمر لاتحاد الطلبة المسلمين الذي انعقد في بن عكنون، ورغم الصعوبات التي اعترضت طريقه بعد عودته من أمريكا، إلا انه تمكن من شق طريقه وبناء مكانة في الساحة العلمية في الجزائر والعالم العربي والإسلامي، وعاش الفقيد حزينا على وضع البلاد لأنه كان حزينا على وضع البلد، كان ينتظر أن الثورة الجزائرية تعطي استقلال أبهر من الثورة المسلحة، وكان يقول دائما استطعنا أن نسير ثورة من أجل الاستقلال، ولكن عندما جاء الاستقلال لم نستطع أن نسيره أحسن تسيير، رحمه الله كان مثال العالم الزاهد، كيف لا وهو لم يمتلك بيتا إلا حديثا وسمى بيته بـ"بيت الأردن" لأن الأموال التي بنى بها البيت كانت من الأموال التي تقاضاها من عمله كأستاذ جامعي بالأردن، ورغم المناصب السامية التي عرضت عليه إلا أنه رفضها لأنه كان يرى مكانه في الجامعة، كما أنه رفض عروض العلاج في الخارج وبقي في الجزائر".الدكتور محمد لحسن زغيدي:الحكومة المؤقتة أرسلته للدراسة في أمريكاأكد الدكتور محمد لحسن زغيدي، أن الجزائر فقدت عملاقا ومربيا وعالما من رجالاتها وأولادها، لقد أعطى الرجل الكثير لهذا البلد، ووهب حياته يكفيه أنه ألّف العديد من الكتب عن تاريخ الجزائر، والتي تعد اليوم من أمّهات المراجع عن تاريخ الجزائر.وأضاف الدكتور محمد لحسن الزغيدي، وهو من المقرّبين لشيخ المؤرخين الراحل أبو القاسم سعد الله، متحدثا عن إصداراته قائلا: "يكفيه أنه كتب تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر، وترك أكثر من 40 عنوانا في المكتبات الجزائرية وثلاثين مجلدا". مضيفا أن الحكومة الجزائرية المؤقتة، هي التي أرسلت الدكتور أبو القاسم سعد الله، للدراسة في أمريكا الثورةّ، كما أرسلت جزائريين آخرين إلى مختلف الدول، وذلك في إطار تأطيرها وتكوينها للكوادر التي ستتولى تسيير الجزائر بعد الاستقلال.قبل أن يضيف: "واصل جهاده بالقلم فكان أستاذا وباحثا ومحاضرا في معظم جامعات العالم، وفي معظم جامعات الجزائر وترك تراثا يبقى إلى الأبد منهلا ومشربا للأجيال والباحثين". نويصع صالح:رفض نصيحة الأطباء بالتوقف عن الكتابةقال الدكتور صالح نويصع، وهو من تلامذة العالم الراحل أبو القاسم سعد الله: "زرت أستاذي الدكتور أبو القاسم سعد الله، وهو على الفراش المرض بمستشفى عين النعجة العسكري، وأخبرني أن الأطباء منعوه من الكتابة ولكنه رفض ذلك، وبقي يكتب إلى آخر لحظات حياته".تأبينية المرحوم سعد اللهتنظم جريدة "الشروق" تأبينية للمرحوم الراحل الدكتور أبو القاسم سعد الله، يوم الثلاثاء على الساعة 11 صباحا، بمقر الجريدة. وذلك بحضور تلاميذه ورفاقه وأصدقائه وبعض أفراد عائلته.الدعوة موجهة إلى كل الذين عرفوه عن قرب ولديهم شهادات حية عن حياته.
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,727

    افتراضي رد: وفاة شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله

    جامع تراث شيخ المؤرخين الجزائريين أبي القاسم سعد الله pdf

    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=325781
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,727

    افتراضي رد: وفاة شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله

    شيخ المؤرخين الجزائريين (أبو القاسم سعد الله)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    أبو القاسم سعد الله شيخ المؤرخين الجزائريين من مواليد 1930م بضواحي قمار من ولاية الوادي ، ‏الجزائر، باحث ومؤرخ، حفظ القرآن الكريم، وتلقى مبادئ العلوم من لغة ‏وفقه ودين ، وهو من رجالات الفكر البارزين، ومن أعلام الإصلاح ‏الاجتماعي والديني. ‏ له سجل علمي حافل بالإنجازات: من وظائف، ومؤلفات، وترجمات.
    ولد ببلدة قمار ولاية الودي جنوب شرق الجزائر. درس بجامع الزيتونة من سنة 1947 حتى 1954 واحتل المرتبة الثانية في دفعته. بدأ يكتب في صحيفة البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1954، وكان يطلق عليه «الناقد الصغير». كما درس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في القاهرة، وحاز على شهادة الماجستير في التاريخ والعلوم السياسية سنة 1962، ثم انتقل إلى أميركا سنة 1962، حيث درس في جامعة منيسوتا التي حصل منها على شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر باللغة الإنجليزية سنة 1965. توفي أبو القاسم سعد الله يوم 14/12/2013.
    التعليم:
    جامعة منيسوتا، قسم التاريخ (أمريكا) ‏
    الماجستير 1962 ،الدكتوراه، 1965‏
    جامعة القاهرة (مصر)، كلية دار العلوم.‏
    إضافة إلى اللغة العربية، يتقن اللغة الفرنسية، والإنجليزية، ودارس الفارسية والألمانية.
    كان الدكتور متخصصافي التأليف والترجمة
    == الوظائف العلمية والإدارية ==عمل في العديد من الوظائف.
    المؤلفات:
    موسوعة: تاريخ الجزائر الثقافي (9 مجلدات)، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1998.
    أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر (5 أجزاء)،دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1993-1996-2004.
    الحركة الوطنية الجزائرية (4 أجزاء)، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1969-1992-1997.
    محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث (بداية الاحتلال)، ط1، مصر، 1970، ط3، الجزائر، 1982.
    بحوث في التاريخ العربي الإسلامي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 2003.
    الزمن الأخضر، ديوان سعد الله، الجزائر، 1985.
    سعفة خضراء، المؤسسة الوطنية، الجزائر، 1986.
    دراسات في الأدب الجزائري الحديث, دار الآداب، بيروت، 1966.
    تجارب في الأدب والرحلة، المؤسسة الوطنية، الجزائر، 1982.
    منطلقات فكرية، ط2، الدار العربية للكتاب، تونس ـ ليبيا، 1982.
    أفكار جامحة، الجزائر، المؤسسة الوطنية للكتاب، 1988.
    قضايا شائكة، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1989.
    في الجدل الثقافي، دار المعارف، تونس، 1993.
    هموم حضارية، دار الأمة، الجزائر، 1993.
    التحقيق:
    حكاية العشاق في الحب والاشتياق، الأمير مصطفى بن إبراهيم باشا، الجزائر، 1982.
    رحلة ابن حمادوش الجزائري، عبد الرزاق بن حمادوش الجزائري، الجزائر، 1982.
    منشور الهداية في كشف حال من ادعى العلم والولاية، عبد الكريم الفكون، عمار، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1987.
    مختارات من الشعر العربي، جمع المفتي أحمد بن عمار، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط2 ،1991.
    تاريخ العدواني، محمد بن عمر العدواني، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1996.
    رسالة الغريب إلى الحبيب، تأليف أحمد بن أبي عصيدة البجائي، دار الغرب الإسلامي، 1991.
    أعيان من المشارقة والمغاربة (تاريخ عبد الحميد بك)، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 2000.
    http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%...84%D9%84%D9%87
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •