هي سنة الحياة ..

إنْ لم يكن لك وجود الأقوياء ؛ كنت في ذيل قافلة الضعفاء الذين يسمعون ويطيعون .. والطريق إلى بناء قوتك المؤثرة الفاعلة : زمنٌ طويل من العلم والعمل والبناء الجاد .. وكل ذلك إدارةً على حكمة المرحلية الموصلة إلى غاية التأثير المرجُــوّة ..

ومعرفة حجمك في الابتداء : أصلٌ موصل إلى تمكينك في الانتهاء .. وبداية الـِجـدِّ الصادقة توصل إلى إشراقة زمنٍ جميلٍ تسعى إلى تحقيقه الهممُ العلية ..

ومن لم يكن ذاهباً في نصرة إرادته ووجوده ، وبقائه .. جاءه الآخرون يأخذون كلَّ خيرٍ في أرضه وسمائه !! ..

واسمعوا إلى سلطان الثغر الشمالي في تلك الديار الأندلسية < المظفر بن الأفطس > حين أرسل حكمةً مخبرةً بواقع الحياة ، وحقيقة مُسَلَّمة يعرفها من قرأ نظام الكون والتاريخ ..

أرسل كتابــاً إلى المعتمد بالله واحدٍ من ملوك الأندلس ، يقول فيها : ( أَيُّهَا الملك : إِنَّ الرُّوْم إِذَا لَمْ تُغْــزَ غَـــزَتْ ، وَلَوْ تَعَاقدنَا تَعَاقدَ الأَوْلِيَاء المُخلِصين فَلَلْنَا حَدَّهُم، وَأَذْلَلْنَا جَدَّهُم، وَرَأْيُ السَّيِّد المعتمدِ عَلَى اللهِ سرَاجٌ تُضيء بِهِ ظُلمَات المنَى ) .

تلك هي الحقيقة الكاشفة .. إنْ لم نكن هناك ، كانوا هم هنا !! ؛ فمن كان متوسعــاً في النجاح ، زاد نجاحه كما فعل أجدادنا الأولون .. ومن تقوقع ، ورضي بالدون والحاصل ؛ تلاش وجوده وتأثيره مع الزمن ، أو عاش ذليلاً لكــلِّ قوي متسلط ، وليس له من الحجة إلا الصمت والسكوت ، ولزوم الزوايا والبيوت ..

حسن محمد الحملي.