04-12-2013 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
وبلغت هذه الجرائم من الحدة التي جعلتها تطارد باب الفاتيكان, فقد ذكرت صحيفة إيطالية قول البابا السابق بنديكت السادس عشر بعد أن ضاق ذرعا بهذه الجرائم قال: "وهل باتت مهمتي تقديم الاعتذرات كلما تحرش راهب بأحد الأطفال؟ وهل ثمة داع أن اعتذر هذه المرة ما دمت قد أبديت أسفي واعتذاري الشديدين أمام ذوى الأطفال؟


تصادموا مع الفطرة الإنسانية حرموا الحلال المباح ادعوا محاربة الغريزة البشرية, غالبوا السنن فغلبتهم ووقعوا في الحرام الفاحش بصورة هستيرية وانتشرت بينهم الموبقات في السر وفاحت رائحتها وزكمت أنوف الجميع فانتشرت فضائحهم في كل مكان..
هذا هو ملخص ما فعله قساوسة النصرانية حينما قرروا الرهبنة وعدم الزواج فكانوا كما قال الله فيهم "وَرَهْبَانِيَّ ً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا", فنتج عنها كثيرا من الجرائم التي يندى لها الجبين مع النساء الراهبات أو مع المعترفات على كراسي الاعتراف أو في حفلات التعميد التي يجب فيها على المرأة أن تخلع ملابسها كاملة ويرشمها القس في كل جسدها بالميرون, وكانت الطامة الكبرى في الانتهاكات الجنسية للأطفال في داخل الأديرة والكنائس!! فهل هذا دين أو تدين؟
ففي كل وقت تطالعنا الأخبار عن قضايا وانحرافات كهنوتية جنسية موجهة للأطفال في الكنائس, ففي وقت قريب ذكر موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن القس لورانس سوبر، البالغ من العمر حالياً 80 عاماً، والذي تولى إدارة دير إيلينغ الكاثوليكي في لندن من 1991 إلى 2000، مطلوب بتهمة الاعتداء جنسياً على أطفال.
وبلغت هذه الجرائم من الحدة التي جعلتها تطارد باب الفاتيكان, فقد ذكرت صحيفة إيطالية قول البابا السابق بنديكت السادس عشر بعد أن ضاق ذرعا بهذه الجرائم قال: "وهل باتت مهمتي تقديم الاعتذرات كلما تحرش راهب بأحد الأطفال؟ وهل ثمة داع أن اعتذر هذه المرة ما دمت قد أبديت أسفي واعتذاري الشديدين أمام ذوى الأطفال؟
وكذلك قام البرلمان الايرلندي بتقديم اتهامات رسمية يتهم فيها الفاتيكان بأنه حاول التستر على انتهاكات جنسية ارتكبها رجال دين كاثوليك ضد الأطفال وذلك بعد إثبات لحالات تحرش كثيرة بالراهبات أيضا.
وقامت لجنة من الأمم المتحدة لحقوق الطفل بالبحث والتحقيق حول هذه القضية وطالبت الفاتيكان تقديم معلومات متوفرة لديه بعد قيامه بالتحقيق في أكثر من حالة سابقة ولكن الفاتيكان رفض الامتثال للطلب وقال أن سياسته هي الحفاظ على السرية فى مثل هذه الحالات.
وكان المبرر المعلن لرفض الفاتيكان لتقديم المعلومات إنه لن يصدر معلومات عن التحقيقات الداخلية في حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال إلا إذا تلقى طلبا بذلك من دولة أو حكومة للتعاون في الإجراءات القانونية رغم أن الفاتيكان قد وقع مسبقا على اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1990 والتي تخص حقوق الطفل وهى معاهدة تضمن مجموعة كاملة من حقوق الإنسان للأطفال ومن المفترض أن يلتزم بها الكرسى الرسولى [1].
وادعى الفاتيكان أن الإجراءات التأديبية الداخلية "غير متاحة للجمهور" من أجل حماية "الشهود والمتهمين ونزاهة العملية الكنسية" وهكذا دون النظر لحجم المشكلة وأبعادها المتعددة وخاصة أنها قد زادت حدتها بصورة كبيرة خلال الاعوام القليلة الماضية.
ومن العجب أن يدعي الكرسى الرسولى أنه –كما ورد في رده- "يشعر بحزن عميق إزاء محنة الاعتداء الجنسي", وأكد على أنه يحاول وضع مبادئ توجيهية لمكافحة الاعتداء الجنسي, إلا أنه أشار إلى أنه تنصل من المسئولية الملقاة على عاتقه بسبب التصرفات اللاأخلاقية للمؤسسات أو للأفراد الكاثوليك حول العالم، وقال إن الأساقفة المحليين يتحملون المسئولية عن ضمان حماية الأطفال دون ان يشرك نفسه في المسئولية والتقصير.
وكان البابا السابق بنديكت السادس عشر قد سبق أن وجه رسالة من 18 صفحة لضحايا عمليات الاغتصاب خلال زيارته لايرلندا عبر فيها عن "أسفه الشديد" جراء فضائح الاغتصاب والتحرش الجنسي التي طالت عدداً من الأطفال في مؤسسات كنسية أو خاضعة لإدارة رجال دين، واعتذر بشدة من الضحايا، قائلاً إن على رجال الدين المتورطين في هذه القضايا "تحمل مسؤولياتهم" و"التوبة".
ودائما ما تستهدف الكنائس طمس وإخفاء هذه الحقائق ويستهدف الفاتيكان الشئ نفسه للتستر عليها وإخفائها لأنه يعتبرها وصمة عار عليه ويفوق تأثيرها السلبي –حسب ما قال البابا السابق– "أقسى على المسيحية واشد ضررا من تأثير قرون الاضطهاد".
دائما يحاول أهل الديانة النصرانية معالجة الظواهر فقط ولا يمكنهم إطلاقا معالجة كل هذه الظواهر علاجا جذريا حقيقا, فالعلة معروفة وهي اصطدامهم بالشرع الحنيف الذي هذب الغرائز ولم يحاربها, وجعل لها مصرفا مباحا حلالا, فشق القوم على أنفسهم فشق الله عليهم ولم يستطيعوا أن يصلوا إلى فضيلة, والفضائل كلها تكون في اتباع شرع الله سبحانه الذي حذرنا من اتباع غير شرعه فقال "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى".


[1] هو كيان سياسي قانوني معترف به دوليا يرأسه "أسقف روما" أو رأس الكنيسة الكاثوليكية، المعروف عموما باسم بابا روما أو الحبر الروماني وهو الهيئة الإدارية داخل الفاتيكان.