الفوضى حينما تجتمعُ في إنسان !! ..
التعالـمُ معاناةٌ قديمةٌ اشتكى منها عقلاء العلماء ، ولهم مع هذا النوع الإنساني اسماً لا حقيقة : صولات وجولات .. وتعالم الأزمنة المعاصرة فاق كلَّ تعالمٍ سبق !! ..
فالواحد منهم : يجمع بين النقيض وضده ؛ فهو مسلم غير مسالم ، وسلفي علماني ، سني شيعي ، خارجي مرجئ ، .. يدعو إلى التخصص ، واحترام إنزال الناس منازلهم ، ثم تراه متطفلاً على سائر العلوم ، فهو السياسي المحنك ، والعالم في أمور الدين الفذ ؛ بل له دعوى الإحاطة بسائر المعارف والعلوم ..
وعندما يُسطّـر حروفــاً تسمى كلاماً ، يقول أهل العلم : سبحان من قسم العلوم والفهوم !! فلا علم آلة الاعتقاد أتقن ، ولا تأصيل الأصول حصًّل ، ولا مقاصد الشريعة علم ، ولا علوم القرآن قَـعَّـدَ ، ولا دراية مذهب واحد من المذاهب المشهورة عرف وسلك .. قصةٌ طويلةٌ من العبث ..
ثم بعد ذلك يـُـنكر على جماعة كبار علماء الإسلام ، وأئمة الديانة المعتبرين علمـاً وفضلاً .. وأنهم ليسوا على شيء من التدليل والتعليل .. ولا عجب في ذلك ؛ فالرجل متعالم ، ولا يدري أنه لا يدري ، فذاك < أحمق > فاتركوه .. هكذا قالها أهل العلم قبل مئات السنين ، أو يزيد ..
ومثاله : ما ورد في ظريف الأخبار المنقولة من تضاعيف كتب أئمتنا الجميلة ، وهي قصة ذكي ألمعي خارق في التعالم الذي فاق كل عالم نحرير ، والفضلاء من العقلاء وقفوا عند ساحل علومه يتعلمون كل فقه جميل ، وعلم أصيل ..
صاحبنا المتعالم جاء خبره في كتاب < أخبار الحمقى والمغفلين > ( ص 150 -151 ) لابن الجوزي - رحمه الله - : ( عن ثمامة بن أشرس قال : شهدت رجلاً ، وقد قدم خصماً له إلى بعض الولاة ، فقال : أصلحك الله أنا رافضي ناصبي، وخصمي جهمي مشبه مجسم قدري ، يشتم الحجاج بن الزبير الذي هدم الكعبة على علي بن أبي سفيان ، ويلعن معاوية بن أبي طالب ... فقال له الوالي : ما أدري مم أتعجب من علمك بالأنساب أم من معرفتك الألقاب؟! قال : أصلحك الله ، ما خرجت من الكُتَّاب حتى تعلمت هذا كله ) .. ما شاء الله ، لله الأمر من قبل ، ومن بعد
كتبه: حسن بن محمد الحملي