من الأخطاء اللغوية الاستبدال بياء النسبة في الانتساب للجد الانتسابَ إليه بإضافة اسمه إلى ( الآل ) ، كآل فلان .
فإخبارك عن نفسك أنك من آل فلان إخبار صحيح ، لكن أن تقول : أنا فلان بن فلان آل فلان = خطأ ؛ لأنك انتقلت من سياق ذكر الاسم منسوبا إلى سياق الإخبار عن النسب لا عن اسم المنسوب . والصحيح أن تقول : الفلاني ، بياء النسبة .
والفرق بين السياقين كالفرق بين قولك : فلان بن فلان الفلاني ، وقولك : فلان بن فلان الذي ينتسب إلى فلان . فقولك الأخير يصح في سياق خاص ، تكون فيه تريد بيان نسب أحدهم ، لكنه لا يصح في سياق ذكر الاسم منسوبا عند إرادة ذكر الاسم .
وعلى هذا الناس كلهم قديما وحديثا : لا يكتب أحدهم اسمه ولا اسم غيره هكذا ( فلان بن فلان الذي ينتسب لفلان ) ! وكانت ( آل فلان ) مثلها ، في عدم الاستعمال ، حتى شاعت في العصور المتأخرة ، فاستساغها بعض الناس تقليدا وجهلا بلغتهم .
وإن مما قاله سيبويه سيد النحويين وصاحب أول كتاب في النحو ( الكتاب) في أول باب النسبة منه ، أن قال : (( اعلم أنك إذا أضفت رجلا إلى رجل ، فجعلته من آل ذلك الرجل = ألحقت به ياءي الإضافة )) ، يقصد ياء النسبة المشددة .
حتى عرفوا المنسوب بأنه : (( الاسم الملحق بآخره ياء مشددة مكسور ما قبلها ، علامة للنسبة إليه )) ، كما في المفصل للزمخشري .
ولم أجد هذا الاستعمال المعاصر الذي يستبدل بياء النسبة الإضافةَ إلى (الآل) في شيء من كتب تراجم الصحابة ، ومن قبلهم من العرب ، ومن بعدهم من التابعين والأشراف والعلماء والرواة والملوك . ولم يستعمله أحد بهذا الاستعمال المعاصر حتى في أشرف البيوت ، كبيت النبوة . حتى لقد قيل في المنتسب لبيت النبوة : ( فلان النبوي ) ، ولم يقولوا : فلان آل النبي !
ولقد استعرضت المعتمد من كتب الأنساب ، وأمهات كتبه المحتج بها : فلم أجدهم ينسبون رجلا فيقولون في نسبه : فلان بن فلان آل فلان .
وإنما يذكرون هذه الإضافة ( آل فلان ) في سياق الإخبار .
ومن هذه الكتب التي استعرضتها لهذا الغرض ( من خلال البرامج الحاسوبية) :
(نسب معد واليمن الكبير) ، و(جمهرة النسب) ، كلاهما للكلبي .
و(نسب قريش) لمصعب الزبيري .
و(جمهرة نسب قريش) للزبير بن بكار .
و(نسب عدنان وقحطان) للمبرد
و(جمهرة أنساب العرب) لابن حزم
و(الإنباه عن قبائل الرواة) لابن عبد البر .
وغيرها .
ولذلك أقول في ذكر اسمي : ( العوني ) ، ولا أقول : ( آل عون ) ، كما يفعل بعض من لا علم عنده .

حاتم العوني.