قال الإمام محمد التميمي في كتابه ( كِتابُ المحن ) ص290 طبعة دار الغرب
حدثني أحمد بن محمد صاحبنا عن سليمان بن سالم قال : حدثني محمد بن زُريق عن عبدالله بن أبي جميل عن عبدالله بن أبي نجْدةَ الحمصي عن سليمان بن سالم عن شُرحبيل بن مسلم : أنَّ الأسودَ ذا الخمار تنبأ باليمن ( أي ادعى النُبوة ) فدعا أبا مسلم الخولاني فقال : اِشْهد أني رسول الله. قال : لا أسمع . قال : اِشْهد أنَّ محمداً رسول الله . قال : نعم . قال : فأمر بنارٍ فقُذِفَ فيها فخرجَ أبو مسلم يرشح عرقاً . فقيل للأسود ذي الخمار : انْفِهِ من بلادك وإلاَّ أفسدَ عليك الناس فأخرجوه ثم قدم المدينة وبها أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فقال له عمر : ما فعل الرجل الذي أحرقه الكذَّاب قال : ذلك عبدالله بن ثوب قال له عمر : أنشدك بالله أنت هو ؟ قال : نعم . قال : فأدخله عمر وأجلسه بينه وبينَ أبي بكر وقال : الحمد لله الذي أراني في هذه الأمة من فُعل به مثل ما فُعل بإبراهيم خليل الرحمن .
وروي أنه قدم على أبي بكر رضي الله عنه فقال له أبو بكر : استغفر لي . فقال الرجل : أنت أحق . فقال أبو بكر : أنت أحق أُلقيت في النار فلم تحترق فاسْتَغفرَ له ثم خرجَ إلى الشام فكان يُقال له : شبيهُ إبراهيم .