اسم الكتاب : المختار من الرحلات الحجازية إلى مكة والمدينة النبوية .
اختيار وتهذيب وفهرسة
الناشر : دار الأندلس الخضراء للنشر والتوزيع بجدة .
الطبعة : الأولى 1421 هـ .
عدد المجلدات : أربعة مجلدات .
لقد سطر كثير من العلماء الذين حجوا ما وجدوه في تلك المسالك ، ووصفوا ما وقفوا عليه من الصعوبات والمهالك ، وقصوا قصصاً ورووا أحداثاً جدير بجيلنا أن يطلع عليهـا ويتذكر نعمة الله تعـالى عليه بتيسير المناسك وسبلها ، وهؤلاء العلماء الذين سطروا هذه الرحلات كان أكثرهم أدباء فجاءت عباراتهم رقيقة جزلة رصينة فسطروا تلك الرحلات في أسلوب قصصي جذاب معجب ، ولم تنقصـهم الدقة ولا الأمانة العلمية فيما سطروه ، فصـارت تلك الرحلات سجلاً كاملاً لأحوال الأمة الإسلامية منذ القرن السـادس – بداية التسطير الشـامل لرحلات الحج – حتى القرن الرابع عشر .
وتأتي أهمية كتب رحلات الحرمين من عشرة جوانب : الأول : وصف كثير من هذه الكتب لأهل الحجاز وماهم عليه من قرب أو بعد عن الله تعالى وما يسود عباداتهم من الصفاء أو البدع ، وما هم عليه من حرص على أداء التكاليف الشرعية أو تفريط فيها . الثاني : في بعض تلك الكتب وصف دقيق كامل للهيئة الاجتماعية ، فعادات السكان وطبيعتهم من حاضرة وبادية مسطرة ، وكذلك هيآتهم ولباسهم وسلوكهم ، وطعامهم وشرابهم ، وحفلاتهم ونزهاتهم ، وحزنهم وفرحهم . الثالث : وقد جاءت هذه الرحلات سجلاً كاملاً لما عليه كثير من ساسة الحجاز آنذاك من ظلم الحجاج وأخذهم بفادح الضرائب ، وكيف كان الحكام يسوسون العامة إلى آخر الشؤون السياسية المعروفة ، وقد تعرضت إلى حال الدول المسيطرة على الحجاز من أيوبيين ومماليك وعثمانيين ، ومن ثم صورت حالة العثمانيين وتدهورهم إلى ضعف ثم انهيار . الرابع : تعرض كثير من تلك الكتب إلى الحالة الاقتصادية عند الحجازيين . الخامس : في كثير من تلك الكتب مسائل متنوعة شرعية ، ولطائف أدبية ، وحكايات متنوعة تستحق بها أن تستحوذ على اهتمام القارئ وتكون من المرصدات التي يعدها لفراغه ويتسلى بالاطلاع عليها .
السادس : هذه الكتب توضح العاطفة الدينية التي كانت تتأجج في صدور الحجاج ، وكيف كانوا على أتم استعداد لبيع أرواحهم وأموالهم في سبيل رؤية مرابع الطهر والقداسة ، وتصور كيف كان الحجاج ينسى كل تعبه عند رؤية مكة أو مدينة ، وكيف كان يقبل على تلك المقدسات باكياً مستغفراً متطهراً تائباً مستغفراً . السابع : في هذه الكتب تتضح بجلاء معاني الأخوة الإيمانية ، وصورت تلك الكتب تساوي الناس في المشاعر ، وتنافسهم في أداء المناسك وتلك المفاخر ، وتصور تلك الكتب كيف كان كثير من الحجاج يبثون همومهم بعضهم إلى بعض ، وكيف كانوا يتبادلون الرأي في أحوال أوطانهم ، ويتقارضون الحلول للمشكلات الكائنة ببلدانهم . الثامن هناك رحلات لبعض الكفار الذين جاءوا مستخفين بأسماء إسلامية لكن بروح صليبية حاقدة ، وأهمية هذه الرحلات هو معرف كيف ينظر الغرب إلينا وإلى ديننا وقيمنا وأخلاقنا وتقاليدنا ، وإدراك الأهداف الاستعمارية التي كانت واضحة في ثنايا كتبهم . التاسع : في تلك الكتب أهمية عامة للمسلمين وأخرى خاصة بالحجازيين ، فهي تحكي لهم كيف كانت ربوعهم وديارهم ، وكيف كان آباؤهم وأجدادهم ، وتصل حاضرهم بماضيهم . العاشر : في تلك الكتب المختارة فوائد عديدة وعبر وعظات ونصوص صالحات أن تقرأ على الناس .
عمل المؤلف في الكتاب :
- انتقى المؤلف من كتب الرحلات ما فيه استفاضة في الحديث عن الجوانب العشرة المذكورة سابقاً ، واستثنى عدداً من كتب الرحلات التي كادت أن تخلو من الجوانب المفيدة المشوقة للقارئ ، أو كان بعضها مفيداً في بابه في غير الحجاز ، أو لغير ذلك ، واستثنى لذلك ستة عشر رحلة ذكرها بأسمائها في مقدمة الكتاب .
- لم يذكر المؤلف من مسار الرحلات المختارة إلا ما كان متصلاً بالحجاز أو سبيلاً إليه ، فيبدأ بذكر أقرب مدينة يبدأ بها المصنف الحديث عن الحجاز .
- رتب الكتب المختارة ترتيباً زمنياً بحسب زمن القيام بالرحلة ، وهذا يساعد على الاطلاع على تغير الناس والأحوال باختلاف الزمان .
- إن أغنت الرحـلة المخـتارة عن لاحقتها في ذكر الأحداث ووصفها حذف ما تكرر في الأخرى .
- حذف كل ما يسئم القارئ من استطراد ، أو ما كان يمكن حذفه من صلب الكتاب ، مما لا فائدة منه ترجى .
- في بعض الكتب تجاوزات عقدية وشرعية حذفها ، وأبقى ما لابد منه معلقاً عليه ، كما قام كذلك بحذف الأحاديث والآثار الموضوعة أو الضعيفة .
- استفاد من تحقيقات محققي كتب الرحلات فأبقى بعضها ، وأكمل عملهم ، فترجم لكل مفتقر إلى ترجمة ، وخرج الأحاديث والآثار ، وشرح الغريب ، وعرف بالمدن والبلدان .
- وضع عدداً من الفهارس الكاشفة ، ووضع فهرساً للفوائد ، مرتباً على نحو يكون فيه حاوياً كل ما في الكتاب من فوائد وعظات .
كتب الرحلات المختارة :
- رحلة ابن جبير الأندلسي المسماة : التذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار .
- رحلة ابن رشيد الفهري المسماة : ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة .
- رحلة قاسم بن يوسف التجيبي السبتي المسماة : مستفاد الرحلة والاغتراب .
- رحلة ابن بطوطة المسماة : تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار .
- رحلة فارتيما الإيطالي .
- رحلة العياشي المسماة : ماء الموائد .
- رحلة جوزيف بتس الإنجليزي .
- رحلة الحسين بن محمد الورثيلاني .
- رحلة بيرتون إلى مصر والحجاز .
- رحلة عثمان بن إبراهيم السنوسي المسماة : الرحلة الحجازية .
- رحلة أركان الحرب محمد صادق باشا المسماة كوكب الحج .
- رحلة اللواء إبراهيم رفعت باشا المسماة مرآة الحرمين .
- رحلة محمد لبيب البيتوني المسماة الرحلة الحجازية .
- رحلة محمد رشيد رضا المسماة رحلة الحجاز .
- رحلة محمد بهجة البيطار المسماة : الرحلة النجدية الحجازية.
- رحلة خير الدين الزركلي المسماة : ما رأيت وما سمعت .
- رحلة شكيب أرسلان المسماة : الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف .
- رحلة إبراهيم المازني المسماة : رحلة إلى الحجاز .
- رحلة محي الدين رضا المسماة رحلتي إلى الحجاز .
- رحلة علي الطنطاوي المسماة أرض النبوة .
- رحلة في منزل الوحي لمحمد حسين هيكل .
- رحلة عبد الغني شهبندر المسماة رحلة الحجاز .
- رحلة محمود ياسين المسماة الرحلة إلى المدينة المنورة .
- رحلة علي الطنطاوي المسماة من ذكريات الحج .
ملحق الكتاب :
هناك مقالات لطيفات موجزات تصلح للحاق بركب الرحلات الحجازية جعلها المؤلف في آخر الكتاب ، ويحتويها المجلد الرابع من الكتاب مع الفهارس ، وهذه المقالات هي :
- بعض ما رأيناه في الحجاز للأستاذ محمد طلعت باشا حرب .
- الحج للدكتور عبد الوهاب عزام .
- حديث الحج في المدينة المنورة للدكتور عبد الوهاب عزام .
- من ذكريات الحج للأستاذ عبد القدوس الأنصاري .
- قبل خمسين عاماً كانت حجتي الأولى للدكتور حسين مؤنس .
- هكذا كانت المعاناة في الطريق إلى الحج للشيخ محمد بن صالح بن سلطان .
- الحجاج بين عهدين للأستاذ محمد بن أحمد العقيلي .
وهذا الكتاب ثروة تاريخية اجتماعية ، وشرعية دينية ، ومتعة أدبية ، ويصلح أن يعد قصصاً للناشئة والكبار ، يطلعون عليها ويعتبرون ويتفكهون ، كما أنه مرجع مهم لأصحاب التاريخ ومحبيه ، ومن قرأ فيه عرف قيمته ، وشغف به ، والله تعالى أعلم .
انتهى منقولا من موقع : التاريخ