الحمد لله وحده، والصلاة والسلام علي من لانبي بعده، وبعد :
فما أجملَ أن يقرأَ طالبُ العلمِ كتابًا أعجبه, ثم يدونُ في قِرطاسٍ ما أمتعَهُ, ويحفظ بعد ذلك ما كتبه ودونه, ثم يهدي زبدة ما كتبه وحررهلأخ له في الله, يريد سبيل النجاه، فيسعد بهذه الهديه,ويشكر رب البريه, ويشكر بعد ذلك من قدم الهديه فمن لم يشكر الناس لم يشكر رب البريه.
أما بعد : فقد قرأت كتاب ( الأيمان والنذور ) من كتاب ( صحيح فقه السنه ) للشيخ الفاضل أبي مالكٍ / كمال بن السيد سالم فأعجبني مادون وحرر لسببين :
الأول منهما : خلو كتابه من التقليد مع اهتمامه الشديد بكلام العلماء المتقدمين منهم والمتأخرين.
وثانيهما : اهتمامه بتوضيح رتبة الأحاديث من حيث الصحة والضعف.
فلخصت مسائل كتابه هذا الموسوم بالأيمان والنذور بأسلوب يسير، وأحببت أن أقدمها لاخواني هديه, هي وإن كانت من قليل البضاعه إلا أنني أريد بها وجه الله واتحاف إخواني بما كتبت. فباسمه أبدأ وعليه أتوكل فقد آن الشروع إلي ما قصدت فأقول :
المسألة الأول : لاينبغي الإكثار من الحلف.
والدليل : قول الله تعالي ( ولاتطع كل حلاف مهين ) فقد قال بعض المفسرين : الحلاف كثير الحلف في الحق والباطل.
المسألة الثانية : يكره الحلف في البيع والشراء.
والدليل: قول النبي-صلي الله عليه وسلم-( الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة ) متفق عليه.
المسألة الثالثة : الحلف لايكون إلا بالله.
والدليل : قول النبي -صلي الله عليه وسلم-( ألا ان الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ) متفق عليه.
المسألة الرابعة : إذا حلف المسلم لأخيه بالله فينبغي أن يصدقه وإن علم منه ضده.
والدليل : قول النبي-صلي الله عليه وسلم- رأي عيسي ابن مريم -عليه السلام-رجلا سرق فقال عيسي سرقت قال كلا والذي لا اله الاهو فقال عيسي آمنت بالله وكذبت عيني. متفق عليه
المسألة الخامسة : من قال والله أو بالله أو تالله فحنث فعليه كفارة لانعقاد يمينه وكذلك الحلف بأي اسم من أسمائه سبحانه التي لا يسمي به غيره كالرحمن.
والدليل: اتفاق العلماء على ذلك.
وللحديث بقية إن شاء الله، والسلام