هز أكتاف الحبيب بتذكيره بالقديم الجديد

ومما يثبت المرء على الاستمرار أقوال العلماء :

ـ قال د. محمد موسى الشريف في رسالته (الصفات التي أنضجت دعوة النورسي وفكره):وهذه العبادة ـ أي عبادة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ تلاشت في نفوس أكثر الدعاة اليوم في شطرها الإنكاري، فلم يعودوا ينهون عن المنكر إلا قليلاً، ويرون المنكرات تمتلئ بها الأسواق والشوارع فلا يفكرون في وسيلة ينكرون بها على الناس منكراتهم، بينما طريقة الصالحين في كل زمان ومكان غير ذلك.

ـ قال بديع الزمان النورسي:إنّ أخذ الصدقة والهدية مقابل الأعمال المتوجهة للآخرة يعني قطف ثمراتٍ خالدة للآخرة، بصورة فانية في الدنيا.

ـ قال الغزالي في الإحياء: أما بعد: فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين، وهو المهم الذي ابتعث الله له النبيين أجمعين، ولو طوي بساطه وأهمل علمه وعمله لتعطلت النبوة، واضمحلت الديانة، وعمت الفترة، وفشت الضلالة، وشاعت الجهالة، واستشرى الفساد، واتسع الخرق، وخربت البلاد، وهلك العباد، ولم يشعروا بالهلاك إلا يوم التناد، وقد كان الذي خفنا أن يكون، فإنا لله وإنا إليه راجعون، إذ قد اندرس من هذا القطب عمله وعلمه، وانمحق بالكلية حقيقته ورسمه فاستولت على القلوب مداهنة الخلق ... انتهى

ـ قال الشيخ أحمد الحكمي: وأنت إذا نظرت ما حل بالناس اليوم من الشدائد والبلاء والقحط والوباء والجهل والغلاء وطمع الأعداء فيهم وغير ذلك، ثم نظرت إلى أحوالهم وأقوالهم وأفعالهم ومعاملتهم فيما بينهم ومعاملتهم فيما بينهم وبين ربهم لرأيت أموراً تشمئز منها القلوب السليمة، وتبكي لها عيون الإسلام وتقشعر منها جلد كل من له غيرة على الإسلام ولرأيتهم لم يتركوا موجب سخط إلا ارتكبوه، ولا سبيل هلكة إلا سلكوه، ومع ذلك لا منكر ولا نكير، ولا إنكار ولا تغيير،فإنا لله وإنا إليه راجعون، فإذا عرفنا أننا بسبب أفعالنا ابتلينا، ومن جهة جرائمنا أتينا، وما أصابنا من مصيبة فبما كسبت أيدينا، فاعلم أنه لا سبيل إلى تغيير ذلك،ولا حيلة إلى التخلص مما هنالك، إلا بالمعاونة على البر والتقوى، وبذل النصيحة في السر والنجوى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،فإن به قوام الدين بل هو أساسه وأصله، ولم ينج من غضب الله وأليم عقابه عند فشو المعاصي إلا أهله،