30-09-2013
ومن أهم النقاط التي يتحدث فيها الليبراليون الذين يريدون فصل الدين عن كل ما يتعلق بالحياة نقطة هامة وهي علاقة الدين بالأخلاق, فيريدون أن ينفوا تماما وجود أي علاقة أو ارتباط بينهما مدعين أن الأخلاق في جانب والدين في جانب آخر ولا علاقة بينهما البتة.


يزداد الهجوم الليبرالي على الدين في شتى أنحاء أوروبا يوما بعد يوم, وكأنهم لا يرضون عن حبسه بين أربعة جدران منعزلة لا يخرج من خلالها الدين ليباشر حياة الناس, ففي كل يوم يصب أحد منهم جام لعناته على الدين ومؤسساته في دلالة واضحة على أن الليبرالية لا تقبل بوجود الدين –كل دين- إطلاقا حتى لو كان دينا مهمشا بترت كل علاقة له بالحياة.
ومن أهم النقاط التي يتحدث فيها الليبراليون الذين يريدون فصل الدين عن كل ما يتعلق بالحياة نقطة هامة وهي علاقة الدين بالأخلاق, فيريدون أن ينفوا تماما وجود أي علاقة أو ارتباط بينهما مدعين أن الأخلاق في جانب والدين في جانب آخر ولا علاقة بينهما البتة.
ومن أخر من هاجم الدين في أوروبا عالم البيولوجيا التطورية ريتشارد دوكينز الذي قال في مقابلة مع المنتج جيسون مايكس ونشره موقع سي أن أن: أنه لا علاقة للأديان بالأخلاق، ويقول "أن الفكرة البدائية التي تقول بكون الإنسان يحصل على البوصلة الأخلاقية من الدين هي فكرة فظيعة ومروعة, وأنه لا يتعين على الإنسان أن يستلهم بوصلة الأخلاق من الدين، لأنه عندما ينظر في الكتب الدينية المقدسة ويستلهم منها بوصلته الأخلاقية، فسيكون الأمر مروعاً مثل الرجم الذي تشدد عليه ديانات" ويقصد بذلك الإسلام.
وأضاف دوكينز: "نحن نختار مثلاً من الإنجيل الآيات التي تعجبنا ونرفض تطبيق الآيات التي لا تعجبنا. فما هو المعيار الذي نعتمده في تفريق الملائم لنا من تلك التي لا تلائمنا. إن المعيار في ذلك ليس دينيًا وهو المعيار الذي يقود الشخص الحديث في بوصلته الأخلاقية ولا علاقة له البتة بأمور الدين".
ويدعي دوكينز أن بوصلة الأخلاق لأي شخص هي جزء من القرن بل والعقد الذي يعيش فيه بغض الطرف عن الدين. ويقول: "لذلك فإننا نعيش في القرن الحادي والعشرين وبوصلة الأخلاق في هذا القرن تختلف عمّا كانت عليه قبل 100 أو 200 عام. نحن أقل عنصرية مما كان عليه أسلافنا وأقل "تمييزاً جنسيًا". بل إننا ألطف مما كنا عليه، هذا يعني أن أمرًا تغيّر وبالتأكيد لا علاقة له بالدين".
أما عن رأيه في الكنيسة فلا يختلف أيضا عن رأيه في الدين حيث يرى أنها لا تمثل أي بعد روحي وليس لها قيمة تأثيرية في حياة الناس, فيرى أنها ابتعدت كثيرا عن أي دور وأصبحت فقط كما يقول: "أصبحت الكنائس تجارة كبيرة بل وشركة حرة بما يجعل من كبرى الكنائس تتنافس في ما بينها للحصول على الدعم الخالي من الضرائب".
وفي تقييمه أن المسيحية في حالة احتضار أما الإسلام فيتأسف وهو يعترف بأنه ينتشر انتشارا واسعا في أوروبا والولايات المتحدة.
ويرغب ذلك الليبرالي في وجود تشريع يجبر الآباء على عدم التدخل في ديانة أبنائهم بل ويعتبر أن تعليم الأب لابنه ديانته اشد جرما من جريمة الاعتداء عليه جنسيا مما يؤكد سعي الليبرالية إلى تفريغ العالم من كل قيمة دينية ولكي يهدر قيمة التربية والتنشئة على المعايير الدينية.
إن الليبرالية والدين –وخصوصا الإسلام- نقيضان لا يجتمعان, فإذا ظهر أحدهما لابد وأن يختفي الآخر ولابد للبرالية أن تصل بصاحبها إلى الإلحاد الذي وصل له دوكينز بعد أن خلع نفسه من ربقة الدين والالتزام بأي من معاييره وقيمه.
فلابد لأبناء الإسلام أن يعرفوا الغايات التي يريدها الليبراليون والتي لن تقتصر على إشاعة الفواحش والمنكرات في المجتمعات الإسلامية بل ستتعدى ذلك إلى محاولة النيل من الأديان كلها في نفوس أتباعها حتى تخرج أجيال لا تعرف إلها ولا خالقا وبالتالي لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا.