للشيخ العلامة عبد اللَّه بن سليمان بن بليهد ( رئيس القضاة ) رحمه الله تعالى .
القول الصريح

فتوى علماء المدينة


ـ ما قول علماء المدينة المنورة *زادهم اللَّه فهمًا وعلمًا* في البناء على القبور واتخاذها مساجد ، هل هو جائز أم لا ؟ وإذا كان غير جائز بل ممنوع منهي عنه نهيًا شديدًا ، فهل يجب هدمها ومنع الصلاة عندها أم لا ؟
وإذا كان البناء في مسبلة كالبقيع ، وهو مانع من الانتفاع بالمقدار المبني عليه ، فهل هو غصب يجب رفعه لما فيه من ظلم المستحقين ومنعهم استحقاقهم أم لا ؟
وما يفعله الجهال عند هذه الضرائح من التمسح بها ودعائها مع اللَّه والتقرب بالذبح والنذر لها وإيقاد السرج عليها هل هو جائز أم لا ؟ وما يفعل عند حجرة النبي صلى الله عليه وسلم من التوجه إليها عند الدعاء وغيره والطواف بها وتقبيلها والتمسح بها ؟
وكذلك ما يفعل في المسجد الشريف من الترحيم والتذكير بين الأذان والإقامة وقبل الفجر ويوم الجمعة هل هو مشروع أم لا ؟
أفتونا مأجورين وبينوا لنا الأدلة المستند إليها لا زلتم ملجأ للمستفيدين .

الجواب : نقول وباللَّه التوفيق :

أما البناء على القبور فهو ممنوع إجماعًا ؛ لصحة الأحاديث الواردة في منعه ، ولهذا أفتى كثير من العلماء بوجوب هدمه مستدلين على ذلك بحديث علي رضي اللَّه عنه أنه قال لأبي الهياج : «ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن لا تدع تمثالًا إلا طمسته ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته» رواه مسلم .
وأما اتخاذ القبور مساجد والصلاة فيها فممنوع مطلقًا ، وإيقاد السرج عليها ممنوع أيضًا ؛ لحديث ابن عباس : «لعن رسول اللَّه زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج» رواه أهل السنن . وأما ما يفعله الجهال عند الضرائح من التمسح بها والتقرب لها بالذبح والنذر ودعاء أهلها مع اللَّه ، فهو حرام ممنوع شرعًا لا يجوز فعله أصلًا .
وأما التوجه إلى حجرة النبي صلى الله عليه وسلم عند الدعاء ، فالأولى منعه كما هو معروف من معتبرات كتب المذهب ؛ ولأن أفضل الجهات جهة القبلة ، وأما الطواف بها والتمسح بها وتقبيلها فهو ممنوع مطلقًا والتسليم في الأوقات المذكورة فهو محدث .
هذا ما وصل إليه فهمنا السقيم ، وفوق كل ذي علم عليم .
25/رمضان سنة 1344هـ
وكيل رئيس القضاة وأمين الفتوى بالمدينة المنورة محمود شويل ، قاضي المدينة المنورة ومفتي الحنفية إبراهيم بري ، نائب القاضي ومفتي المالكية محمد صادق العقبي ، نائب القاضي ومفتي الشافعية السيد زكي برزنجي ، وكيل مفتي الحنابلة ونائب القاضي حميده بن الطيب ، مدرس ألفا هاشم مدني ، نائب الحرم محمد الاخميمي الأزهري ، مغربي مدني محمد العمري ، من علماء نجد محمد بن تركي ، مدرس مدني محمد صقر ، نائب القاضي سابقًا ومسود الفتوى الآن أحمد بساطي ، قاضي المدينة سابقًا عمر كردي قاضي المدينة سابقًا أحمد كماخي ، مدرس مدني المبلود بن أبي بكر ، مدرس مدني سعيد وصديق ؛ مدرس مدني محمد البشير أخو الفا هاشم ، مدرس مدني الطيب التومبوكستي ، مدرس مدني خليل الفلاتي .