بسم الله الرحمن الرحيم

حقيقة قصة يأجوج و مأجوج -الحقيقة الرابعة و الخامسة و السادسة-:

الحقيقة الرابعة: أن عددهم عظيم لا يعلمه إلا الله، ففي حديث بعث النار يقول الله تعالى لآدم عليه السلام:" أخرج بعث النار قال وما بعث النار قال من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين...قالوا يا رسول الله وأينا ذلك الواحد قال أبشروا فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألفا"، وفي رواية –عند مسلم- فقال: " ابشروا فإن فيكم أمتين ما كانتا في شئ إلا كثرتاه ". أي غلبتاه كثرة وهذا يدل على كثرتهم و أنهم أضعاف الناس مرارا عديدة، كما قال الحافظ في النهاية.
و مما يدل كذلك على كثرتهم الكاثرة أن أولهم يمر على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها و يمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء-كما في صحيح مسلم-.
الحقيقة الخامسة: أنهم قبيلتان أو أمتان عظيمتان يقع منهم فساد عريض، لا قدرة لأحدهم على قتالهم، كما جاء في الحديث الصحيح أن الله تعالى يقول لعيسى عليه السلام:" إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم"، فعند خروجهم لن يستطيع أحد مواجهتهم، بل يتحصن المؤمنون، حتى يرسل الله على يأجوج و مأجوج دودا صغيرا يسمى النغف..
و هم يتميزون عن سائر البشر بالاجتياح المروع و التخريب و الإفساد في الأرض بصورة لم يسبق لها مثيل، كما أن من صفاتهم: البغي و العتو، فإنهم حينما لا يجدون أحدا أماهم-بعد تحصن المؤمنين- يظنون أنهم قتلوا أهل الأرض، فيطمعون في القضاء على أهل السماء، فيرسل أحدهم حربته إلى السماء فتعود مختضبة بالدماء، فتنة و ابتلاء لهم-عياذا بالله-.
الحقيقة السادسة: أنهم كلهم من أهل النار، فهم كفار، بلغوا الغاية في الكفر، و لا أدل على ذلك من طمعهم في قتل من في السماء، و حديث بعث النار، و فيه يقول الرسول صلى الله عليه و سلم:" أبشروا فإن منكم رجلا و من يأجوج و مأجوج ألفا"- و الحديث في صحيح مسلم-.
بل ورد أنهم فداء المؤمنين يوم القيامة، يقول الحافظ ابن كثير في البداية و النهاية:".. ولا ينافي الأخبار عنهم –أي يأجوج و مأجوج- بأنهم من أهل النار لأن الله يطلع رسوله صلى الله عليه وسلم على ما يشاء من أمر الغيب وقد أطلعه على أن هؤلاء من أهل الشقاء وأن سجاياهم تأبى قبول الحق والانقياد له.."2/131.

يتبع إن شاء الله تعالى