صرح وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي "أجمن باغيش" بأن بلاده قد لا تنضم أبدًا للاتحاد الأوروبي، حيث نقلت صحيفة تلغراف البريطانية عن باغيش- خلال مؤتمر في يالطا لدعم التقارب بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي- قوله: "إن تركيا قد تتحصل نهاية المطاف على وضع يماثل وضع النرويج، فقد تحصل على حرية دخول خاصة للاتحاد بدلاً من أن تصبح عضوًا بهذا التكتل الإقليمي".
منذ سنتين نشر موقع ويكليكس وثيقة سرية بعثت من السفارة الأمريكية لدى الفاتيكان بروما، اتهمت بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر بأنه المسئول عن العداء المتزايد للفاتيكان بسبب عدم رغبته في انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
وحول هذه الوثيقة ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية على موقعها الإلكتروني أنه في عام 2004م صوت الكاردينال راتسينجر (البابا بنديكت بابا الفاتيكان) ضد السماح لتركيا الدولة المسلمة من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
ولعل هذا السبب يكون هو السبب الأقوى فيما نراه من مماطلة الاتحاد الأوروبي ورفضه لانضمام دولة تركيا المسلمة له، فإلى جانب المعايير الأوربية المطلوبة للانضمام للإتحاد، يظل عامل انتماء تركيا إلى العالم الإسلامي، وتَزَعُّم أوروبا للعالم المسيحي هو العامل الأكثر تأثيراً في هذه المشكلة.
فبسبب هذا العامل وغيره، صرح وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي "أجمن باغيش" بأن بلاده قد لا تنضم أبدًا للاتحاد الأوروبي، حيث نقلت صحيفة تلغراف البريطانية عن باغيش- خلال مؤتمر في يالطا لدعم التقارب بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي- قوله: "إن تركيا قد تتحصل نهاية المطاف على وضع يماثل وضع النرويج، فقد تحصل على حرية دخول خاصة للاتحاد بدلاً من أن تصبح عضوًا بهذا التكتل الإقليمي".
وأضاف الوزير التركي أن توقُّعه هذا سيتغير فقط إذا تغيرت مواقف دول أوروبية تجاه تركيا, وهي أول بلد مسلم يسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن بلاده تتعرض منذ سنوات طويلة إلى إجحاف شديد فيما يخص سعيها لدخول الاتحاد الأوروبي.
وأضاف باغيش أن تركيا ستستمر في سعيها للانضمام للاتحاد الأوروبي, داعيًا الاتحاد إلى التخلي عن "الإجحاف وقبول دول فتيَّة تتميز بالحيوية مثل تركيا وأوكرانيا".
فتعد مشكلة الهوية هي المشكلة الأكبر في العلاقة التركية/الأوربية، فبرغم تشبع دولة تركيا بالعلمانية، وتسلل هذه الفلسفة إلى مختلف المناحي في الدولة التركية، إلا أن تركيا لم تزل تمثل هاجساً لدى الكثيرين، لكونها آخر دول الخلافة الإسلامية، كما أن طبيعة الشعب التركي تختلف عن المسار المعمول به في الدولة، حيث يغلب على الشعب التركي حبه للدين وتمسكه به، بخلاف النخب الحاكمة سيما المؤسسة العسكرية، التي حمت العلمانية لعقود طويلة بفعل عدد من الانقلابات العسكرية.
لكن الطبيعة المحبة للإسلام دفعت بالشعب التركي إلى اختيار حزب العدالة والتنمية، المحسوب على التيار الإسلامي، لأكثر من مدة، كذلك نرى تضامناً من غالب الأتراك مع قضايا العالم الإسلامي، سيما القضيتين الفلسطينية والسورية.
هذه الأشياء وغيرها تجعل من مسألة الانضمام التركي إلى الاتحاد الأوربي ضرباً من المستحيل، فالأوربيون وأن تظاهروا بالعلمانية، إلا أن لطبيعيتهم المسيحية أثر شديد في طريقة تعاطيهم مع الأمور، سيما الأمور التي ترتب بدولة تنتمي إلى العالم الإسلامي، فضلا عن كونها تمثل واحدة من أكبر الدول الإسلامية.
وإلى جانب كون تركيا دولة إسلامية فهناك معوق آخر يرتبط بهذا الأمر، وهو أن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي يجعلها ثاني أكبر عضو في الاتحاد من حيث عدد السكان بعد ألمانيا، والعدد مرشح إلى الزيادة بحلول عام 2015م بحسب توقعات الخبراء، وعليه سيكون لتركيا الحق في الاستحواذ على أكبر عدد من الممثلين داخل البرلمان الأوروبي ويجعلها من الأعضاء الفاعلين فيه.
يذكر أن الجمهورية التركية تقدمت بطلب رسمي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في إبريل عام 1987م، ووقعت اتفاقية اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي في ديسمبر عام 1995م، وفى ديسمبر عام 1999م، اعترف بتركيا رسميًا كمرشح للعضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي، لكنه لم يتم انضمامها إليه إلى الآن.
|