السلام عليكم
لكل علم من العلوم الشرعية متون عليها شروح وحواشي يوصي العلماء طلابهم بالتدرج فيها بحسب مستوياتها واتقان فهم شروحها بل وحفظ المتون إن أمكن
أعني: العقيدة ، الحديث، القراءات القرآنية والتجويد، الفقه، أصول الفقه، اللغة العربية
لكن : التفسير نلاحظ اختلافه عن كل هؤلاء
فلم أسمع بمنهجية في التفسير يعرفها طلاب العلم
أعني في الحديث تجد كل الطلاب يعرفون: البيقونية ثم نخبة الفكر ثم الباعث الحثيث ثم ألفية السيوطي أو ألفية العراقي حسب اختيار الشيخ
في العقيدة: الواسطية لابن تيمية وثلاثة الأصول لابن عبد الوهاب، الحموية لابن تيمية وكشف الشبهات لابن عبد الوهاب، التدمرية لابن تيمية والتوحيد لابن عبد الوهاب، معارج القبول، الطحاوية مع شرحها لابن ابي العز
في الفقه: أخصر المختصرات ثم زاد المستقنع أو دليل الطالب ثم منتهى الإرادات ثم الإقناع لطالب الإنتفاع
في النحو: الآجرومية، ثم قطر الندى ثم ..
أصول الفقه: متن الورقات ثم معاقد الفصول ثم مختصر التحرير ثم روضة الناظر
في القراءات : منظومة تحفة الأطفال ثم منظومة المقدمة لابن الجزري ثم الشاطبية ثم الدرة ثم طيبة النشر في القراءات العشر
السؤال: هل هناك متون في علم التفسير ؟؟
هل هناك منهجية في علم التفسير ؟؟
اسمحوا لي بالتجرؤ : هل التفسير علم أصلاً ؟؟
لا اتكلم عن أصول التفسير التي فيها متن لابن تيمية وكتيب لابن العثيمين
بل أتكلم عن التفسير نفسه ، تفسير الآيات من الفاتحة للناس
هل فيه متن يُحفَظ ؟؟ هل عليه شروح وحواشي ؟
إن اختلاف التفسير - كأحد العلوم الشرعية - عن باقي العلوم في الأوجه السابق ذكرها
يجعلني أرتبك ولا أعرف أيهما أقرب للصواب:
التفسير ليس علم أصلاً بل هو فتوحات ربانية على العلماء في أي تخصص، فتجد الفقيه يهتم بالجانب الفقهي واللغوي يهتم بالجانب اللغوي وعالم العقيدة يهتم بالتفسير الإعتقادي وصاحب القراءات يهتم بأثر اختلاف القراءات المتواترة على معنى الآية الواحدة المتعددة القراءات
فلا تشعر أن التفسير له منهج
ولا تشعر أنه علم له متون وشروح وحواشي كشأن أي علم شرعي
وليس له مستويات يعرفها طلاب العلم
بل تجد هذا العالم ينصحك بكذا وكذا وعالم آخر يُفَضّل كذا وكذا
فلا أعلم بماذا نفسر هذا الأمر ؟
هل التفسير علم شرعي ذو طبيعة خاصة ؟ وما وجه هذا الاختصاص وأسبابه ؟
أم ليس علم أصلاً بحيث لا يوجد شئ اسمه " عالم في التفسير فقط " بل يوجد عالم في اي تخصص شرعي ثم يتصدى للتفسير انطلاقاً من تخصصه ؟
فمن الممكن أن تجد عالم العقيدة لا يعرف طريقة تصحيح الحديث وتضعيفه ولا يعرف شئ عن القراءات القرآنية ويلم إلمام بسيط ببعض الأحكام الفقهية
وكذلك عالم الحديث سيكون عنده فكرة عامة عن أصول الفقه وفكرة عامة عن الفرق الإسلامية دون الغوص في نقاط خلافاتها الدقيق
وكذلك الفقيه
لكن هل هناك عالم في التفسير يختص في التفسير ولا يكون له تخصص آخر إلا مجرد الإلمام بالعلوم الأخرى