بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله وحده، والصلاوة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومَن آمن به ممن جاء بعده
أما بعد
فقد ورد في فضل سور القرآن أحاديث وآثار كثيرة منها الصحيح ومنها الحسن ومنها الضعيف بل ومنها الموضوع.
وسأحاول إن شاء الله تعالى أن أجمع هنا كل ما ورد من الأحاديث والآثار الواردة في فضائل السور سواء المقبول منها والمردود.
وأستعين الله سبحانه وتعالى في تحقيقها تحقيقا علميا مختصرا غير مخلّ
أسأل الله الهداية والتوفيق والسداد.
وأبدأ بالحديث الذي ورد في فضل سور القرآن سورة سورة وهو حديث أُبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض عليَّ القرآن في السنة التي مات فيها مرتين، وقال: «يا أُبي، إن جبريل عليه السلام أمرني أن أقرأ عليك القرآن وهو يقرئك السلام». فقال أُبيّ: فقلتُ لمَّا قرأ عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: كما كانت لي خاصةً فخُصَّني بثواب القرآن مما علمك الله وأطلعك عليه. قال:
«نَعَمْ يَا أُبَيُّ، ما من مسلم قرأ سورة فاتحة القرآن فكأنما قرأ ثلثي القرآن، وكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة.
قال: ومن قرأ سورة البقرة فصلوات الله عليه ورحمته وأعطي من الأجر كالمرابط في سبيل الله سنة لا تسكن روعته. وقال لي: يا أبي، مر المسلمين أن يتعلموا سورة البقرة، (فإن تعلمها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة)[1] قلت يا رسول الله وما البطلة؟ قال السحرة.
قال: ومن قرأ سورة آل عمران أعطي بكل آية فيها أمانًا على جسر جهنم.
قال: ومن قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل شيء ورث ميراثاً وأعطي من الأجر كمن اشترى محرراً وبرئ من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم.
قال: ومن قرأ سورة المائدة أعطي من الأجر بعدد كل يهودي ونصراني تنفس في دار الدنيا عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة يشيعها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قرأ سورة الأنعام صلى الله عليه واستغفر له أولئك السبعون ألف ملك، بعدد كل حرف في سورة الأنعام يوماً وليلة .
قال: ومن قرأ سورة الأعراف جعل الله يوم القيامة بينه وبين إبليس ستراً وكان آدم له شفيعاً يوم القيامة.
قال: ومن قرأ سورة الأنفال وبراءة فأنا شفيع له وشاهد يوم القيامة أنه برئ من النفاق، وأعطي من الأجر بعدد كل منافق ومنافقة في دار الدنيا عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات، وكان العرش وحملته يصلون عليه أيام حياته في الدنيا.
قال: ومن قرأ سورة يونس أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بيونس وكذب به وبعدد من غرق من فرعون.
قال: ومن قرأ سورة هود أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بهود وكذب به، ونوح وشعيب وصالح وإبراهيم، وكان يوم القيامة عند الله من السعداء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: علموا أرقاءكم سورة يوسف فإنه أيما مسلم تلاها وعلمها أهله وما ملكت يمينه هون الله عليه سكرات الموت وأعطاه القوة أن لا يحسد مسلمًا.
قال: ومن قرأ سورة الرعد أعطي من الأجر عشر حسنات بوزن كل سحاب مضى وكل سحاب يكون إلى يوم القيامة، وكان يوم القيامة من الموفين بعهد الله.
قال: ومن قرأ سورة إبراهيم أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من عبد الأصنام وبعدد من لم يعبدها.
قال: ومن قرأ سورة الحجر أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد المهاجرين والمستهزئين بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم.
قال: ومن قرأ سورة النحل لم يحاسبه الله بالنعيم الذي أنعم الله عليه في دار الدنيا وأعطي من الأجر كالذي مات فأحسن الوصية.
قال: ومن قرأ سورة (بني إسرائيل)[2] فرقّ قلبه عند ذكر الوالدين أعطي قنطارين في الجنة، والقنطار ألف أوقية ومائتا أوقية، الأوقية منها خير من الدنيا وما فيها.
قال: ومن قرأ سورة الكهف فهو معصوم ثمانية أيام من كل فتنة تكون، فإن خرج الرجال في تلك الثمانية أيام عصمه الله من فتنة الرجال، قال:ومن قرأ الآية التي في آخرها: ﴿قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي﴾ إلى آخر السورة من تلاها حين يأخذ مضجعه كان له نور يتلألأ إلى الكعبة، حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يستيقظ.
قال: ومن قرأ سورة مريم أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بزكريا، وكذب به ويحيى ومريم وعيسى وموسى وهارون وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وإسماعيل عشر حسنات، وبعدد من دعا لله ولداً وبعدد من لم يدع لله ولداً.
قال: ومن قرأ سورة طه أعطي يوم القيامة ثواب المهاجرين والأنصار،
قال: ومن قرأ سورة ﴿اقترب للناس حسابهم﴾ حاسبه الله حساباً يسيراً، وصافحه وسلم عليه كل نبي ذكر اسمه في القرآن.
قال: ومن قرأ سورة الحج أعطي من الأجر حجة وعمرة بعدد من حج واعتمر فيما مضى وفيما بقي.
قال: ومن قرأ سورة المؤمنين بشرته الملائكة يوم القيامة بالروح والريحان وما تقر به عينه عند نزول ملك الموت.
قال: ومن قرأ سورة النور أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل مؤمن ومؤمنة فيما مضى وفيما بقي.
قال: ومن قرأ سورة الفرقان بعث يوم القيامة وهو موقن أن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ودخل الجنة بغير حساب.
قال: ومن قرأ سورة ﴿طسم﴾ الشعراء كان له من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بنوح وكذب به. وهود وشعيب وصالح وإبراهيم، وبعدد من كذب بعيسى وصدق بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وعليهم أجمعين.
قال: ومن قرأ سورة ﴿طس﴾ النمل كان له من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بسليمان وكذب به، وهود وشعيب وصالح وإبراهيم، وخرج من قبره وهو ينادي لا إله إلا الله.
قال: ومن قرأ سورة ﴿طسم﴾ القصص لم يبق ملك في السموات والأرض إلا شهد له يوم القيامة أنه كان صادقاً إن كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون.
قال: ومن قرأ سورة العنكبوت كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل المؤمنين والمنافقين.
قال: ومن قرأ سورة الروم كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل ملك سبح الله بين السماء والأرض وأدرك ما ضيع يومه أو ليلته.
قال: ومن قرأ سورة لقمان كان له لقمان رفيقاً يوم القيامة وأعطي من الحسنات عشراً بعدد من عمل بالمعروف وعمل بالمنكر.
قال: ومن قرأ سورة تنزيل السجدة و تبارك الذي بيده الملك فكأنما أحيا ليلة القدر.
قال: ومن قرأ سورة الأحزاب وعلمها أهله وما ملكت يمينه أعطي الأمان من عذاب القبر.
قال: ومن قرأ سورة سبأ لم يبق نبي ولا رسول إلا كان له يوم القيامة رفيقاً ومصافحاً.
قال: ومن قرأ سورة الملائكة[3] دعته يوم القيامة ثمانية أبواب من الجنة أن ادخل من أي الأبواب شئت.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن لكل شيء قلباً وإن قلب القرآن يس، قال:ومن قرأ سورة يس يريد بها الله غفر الله له وأعطي من الأجر كمن قرأ القرآن اثنتي عشرة مرة، وأيما مريض قرئ عنده سورة يس نزل إليه بعدد كل حرف منها عشرة أملاك يقومون بين يديه صفوفاً يصلون عليه ويستغفرون له ويشهدون قبضه ويشهدون غسله ويتبعون جنازته ويصلون عليه ويشهدون دفنه، وأيما مريض قرأ سورة يس وهو في سكرات الموت لم يقبض ملك الموت روحه حتى يجيئه رضوان خازن الجنة بشربة من شراب الجنة فيشربها وهو على فراشه فيقبض ملك الموت روحه وهو ريان ويدخل قبره وهو ريان ويخرج من قبره وهو ريان ويحاسب وهو ريان ولا يحتاج إلى حوض من حياض الأنبياء حتى يدخل الجنة وهو ريان.
قال: ومن قرأ سورة الصافات أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل جني وشيطان، وتباعدت منه مردة الشياطين، وبرئ من الشرك وشهد له حافظاه يوم القيامة أنه كان مؤمناً بالمرسلين.
قال: ومن قرأ سورة ﴿ص﴾ أعطي من الأجر بوزن كل جبل سخره الله تعالى لداود عليه السلام عشر حسنات، وعصمه الله أن يصر على ذنب صغير أو كبير.
قال: ومن قرأ سورة الزمر لم يقطع الله رجاءه وأعطاه الله ثواب الخائفين الذين خافوا الله عز وجل.
قال: ومن قرأ سورة ﴿حم﴾ المؤمن[4] لا يبقى روح نبي ولا صديق ولا شهيد ولا مؤمن إلا صلوا عليه واستغفروا له.
قال: ومن قرأ سورة ﴿حم﴾ السجدة[5] أعطي من الأجر بعدد كل حرف فيها عشر حسنات.
قال: ومن قرأ سورة ﴿حم عسق﴾[6] كان ممن تصلي عليه الملائكة ويستغفرون له ويسترحمون له.
قال: ومن قرأ سورة الزخرف كان ممن يقال له يوم القيامة يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون ادخلوا الجنة بغير حساب.
قال: ومن قرأ سورة الدخان في ليلة الجمعة غفر له. وقال من قرأ سورة الجاثية ستر عورته وسكن روعه عند الحساب.
وقال من قرأ سورة ﴿حم﴾ الأحقاف أعطي من الأجر بعدد كل رمل في الدنيا عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات. وقال من قرأ سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان حقاً على الله أن يسقيه من أنهار الجنة.
قال: ومن قرأ سورة الفتح فكأنما شهد مع محمد صلى الله عليه وآله وسلم فتح مكة.
قال: ومن قرأ سورة الحجرات أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من أطاع الله ومن عصاه.
قال: ومن قرأ سورة ﴿ق﴾ هون الله عليه تارات الموت وسكراته. وقال من قرأ سورة الذاريات أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل ريح هبت وجرت في الدنيا.
قال: ومن قرأ سورة الطور كان حقاً على الله أن يؤمنه من عذابه، وأن ينعم عليه في جنته.
قال: ومن قرأ سورة النجم أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وجحد به.
قال: ومن قرأ ﴿اقتربت الساعة وانشق القمر﴾ في كل غب بعث يوم القيامة ووجهه على صورة القمر ليلة البدر، ومن قرأها كل ليلة كان أفضل وجاء يوم القيامة ووجهه مسفر على وجوه الخلائق يوم القيامة.
قال: ومن قرأ سورة الرحمن رحم الله ضعفه، وأدى شكر ما أنعم عليه.
قال: ومن قرأ سورة ﴿إذا وقت الواقعة﴾ كتب ليس من الغافلين.
قال: ومن قرأ سورة الحديد كتب من الذين آمنوا بالله ورسله.
قال: ومن قرأ سورة المجادلة كتب من حزب الله يوم القيامة.
قال: ومن قرأ سورة الحشر لم تبق جنة ولا نار ولا عرض ولا كرسي والحجب والسموات السبع والأرضون السبع والهواء والرياح والطير والجبال والشجر والدواب والشمس والقمر والملائكة إلا صلوا عليه واستغفروا له فإن مات من يومه أو ليلته كان شهيداً.
قال: ومن قرأ سورة الممتحنة كان المؤمنون والمؤمنات شفعاً له يوم القيامة.
قال:ومن قرأ سورة عيسى[7] كان عيسى مصلياً مستغفراً له ما دام في الدنيا ويوم القيامة هو رفيقه. ومن قرأ سورة الجمعة أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من أتى الجمعة، وبعدد من لم يأتها في أمصار المسلمين.
قال: ومن قرأ سورة المنافقين برئ من النفاق. قال ومن قرأ سورة التغابن دفع عنه موت الفجاءة.
قال: ومن قرأ سورة ﴿يا أيها النبي إذا طلقتم النساء﴾ مات على سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ومن قرأ سورة ﴿يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك﴾ أعطاه الله توبة نصوحاً.
قال: ومن قرأ سورة تبارك فكأنما أحيا ليلة القدر. قال ومن قرأ سورة ن والقلم أعطاه الله ثواب الذين حسن الله أخلاقهم.
قال: ومن قرأ سورة الحاقة حاسبه الله حساباً يسيراً.
قال: ومن قرأ سورة ﴿سأل سائل﴾[8] أعطاه الله ثواب الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. والذين هم صلواتهم يحافظون.
قال: ومن قرأ سورة نوح كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح.
قال: ومن قرأ سورة الجن أعطي بكل حرف منها بعدد كل جني وشيطان صدق بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وكذب به عتق رقبة.
قال: ومن قرأ سورة المزمل رفع الله عنه العسر في الدنيا والآخرة.
قال: ومن قرأ سورة المدثر أعطي من الأجر عشر حسنات، بعدد من صدق بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وكذب به بمكة.
قال: ومن قرأ سورة ﴿لا أقسم بيوم القيامة﴾ شهدت أنا وجبريل له يوم القيامة أنه كان مؤمناً بيوم القيامة. وجاء وجهه مسفر به على وجوه الخلائق يوم القيامة.
قال: ومن قرأ سورة ﴿هل أتى على الإنسان﴾ كان جزاؤه على الله جنة وحريراً.
قال: ومن قرأ سورة ﴿والمرسلات عرفا﴾ كتب ليس من المشركين.
قال: ومن قرأ ﴿عم يتساءلون﴾ سقاه الله برد الشراب يوم القيامة.
قال: ومن قرأ سورة ﴿والنازعات غرقاً﴾ لم يكن حسابه في القبور والقيامة إلا بقدر صلاة مكتوبة حتى يدخل الجنة.
قال: ومن قرأ سورة ﴿عبس وتولى﴾ جاء يوم القيامة وجهه ضاحكاً مستبشراً.
قال: ومن قرأ سورة ﴿إذا الشمس كورت﴾ أعاذه الله أن يفضحه حين ينشر صحيفته.
قال: ومن قرأ سورة ﴿إذا السماء انفطرت﴾ أعطاه الله من الأرض بعدد كل قبر حسنة، وبعدد كل قطرة ماء حسنة، وأصلح شأنه يوم القيامة.
قال: ومن قرأ سورة ﴿ويل للمطففين﴾ سقاه الله من الرحيق المختوم يوم القيامة.
قال: ومن قرأ سورة ﴿إذا السماء انشقت﴾ أعاذه الله أن يعطيه كتابه وراء ظهره.
قال: ومن قرأ سورة ﴿والسماء ذات البروج﴾ أعطاه الله من الأجر بعدد كل يوم جمعة وكل يوم عرفة يكون في الدنيا عشر حسنات.
قال: ومن قرأ سورة ﴿والسماء والطارق﴾ أعطاه الله بعدد كل نجم في السماء عشر حسنات.
قال: ومن قرأ سورة ﴿سبح اسم ربك الأعلى﴾ أعطاه الله من الأجر عشر حسنات بعدد كل حرف أنزله الله على إبراهيم وموسى ومحمد صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين.
قال: ومن قرأ سورة ﴿هل أتاك حديث الغاشية﴾ حاسبه الله حساباً يسيراً.
قال: ومن قرأ سورة ﴿والفجر وليال عشر﴾ غفر له. قال:ومن قرأها في سائر الأيام كانت نوراً يوم القيامة.
قال: ومن قرأ سورة ﴿لا أقسم بهذا البلد﴾ أعطاه الله الأمن من غضبه يوم القيامة.
قال: ومن قرأ سورة ﴿والشمس وضحاها﴾ فكأنما تصدق بكل شيء طلعت عليه الشمس والقمر.
قال: ومن قرأ سورة ﴿والليل إذا يغشى﴾ أعطاه الله حتى يرضى، وعافاه من العسر ويسر له اليسر.
قال: ومن قرأ سورة ﴿والضحى والليل إذا سجى﴾ كان فيمن يرضاه الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يشفع له في تسجيه، وأعطاه عشر حسنات يكتبها الله بعدد كل يتيم وسائل.
قال: ومن قرأ سورة ﴿ألم نشرح لك صدرك﴾ أعطي من الأجر كمن لقي محمداً صلى الله عليه وآله وسلم مغتماً ففرج عنه يوم القيامة.
قال: ومن قرأ ﴿والتين والزيتون﴾ أعطاه الله خصلتين العافية واليقين ما دام في الدنيا، فإذا قرأ حرفاً أعطاه الله من الأجر بعدد من قرأ هذه السورة صيام يوم.
قال: ومن قرأ سورة ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق﴾ فكأنما قرأ المفصل كله،
قال: ومن قرأ سورة ﴿إنا أنزلنا في ليلة القدر﴾ أعطاه الله من الأجر كمن صام رمضان وأحيا ليلة القدر.
قال: ومن قرأ سورة ﴿لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين﴾ كان يوم القيامة مع خير البرية مسافراً ومقيماً.
قال: ومن قرأ سورة ﴿والعاديات ضبحاً﴾ أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعها.
قال: ومن قرأ سورة القارعة ثقل الله ميزانه يوم القيامة.
قال ومن قرأ سورة ﴿ألهاكم التكاثر﴾ لم يحاسبه الله بالنعم التي أنعم عليه في دار الدنيا، وأعطي من الأجر كأنما قرأ ألف آية.
قال: ومن قرأ سورة ﴿والعصر﴾ ختم الله بالصبر وكان مع أصحاب الحق يوم القيامة.
قال: ومن قرأ سورة ويل لكل همزة أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من استهزأ بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه.
قال: ومن قرأ سورة ﴿ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل﴾ عافاه الله أيام حياته في الدنيا من القذف والمسخ.
قال: ومن قرأ سورة ﴿لإيلاف قريش﴾ أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من طاف بالكعبة واعتمر بها.
قال: ومن قرأ سورة ﴿أرأيت الذي يكذب بالدين﴾ غفر له إن كان للزكاة مؤدياً.
قال: ومن قرأ سورة ﴿إنا أعطيناك الكوثر﴾ سقاه الله من أنهار الجنة، ويعطى من الأجر عشر حسنات وأعطي بعدد كل قربان قربة العباد في يوم عيد ويقربون من أهل الكتاب والمشركين.
وقال: ومن قرأ ﴿قل يا أيها الكافرون﴾ فكأنما قرأ ربع القرآن، وتباعدت منه الشياطين وبرئ من الكفر، ويعافى من الفزع الأكبر. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مروا صبيانكم فليقرءوها عند المنام فلا يعرض لهم شيء
قال: ومن قرأ سورة ﴿إذا جاء نصر الله والفتح﴾ فكأنما شهد مع محمد صلى الله عليه وآله وسلم فتح مكة.
قال: ومن قرأ سورة ﴿تبت يدا أبي لهب وتب﴾ رجوت أن لا يجمع الله بينه وبين أبي لهب في دار واحدة.
قال: ومن قرأ سورة ﴿قل هو الله أحد﴾ فكأنما قرأ ثلث القرآن، وأعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من آمن بالله وبملائكته ورسله والليل يعطيه أجر مائة شهيد.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قرأ ﴿قل أعوذ برب الفلق﴾ و ﴿قل أعوذ برب الناس﴾ فكأنما قرأ جميع الكتب التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه صلى الله على محمد وآله وعليهم أجمعين.»
هذا الحديث أخرجه بطوله ابن الشجري في الأمالي الشجرية (1/79)، وابن عدي في الكامل (7/2588)، وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/240)، وقال بعده: (قد فرَّق هذا الحديث أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره، فذكر عند كل سورة منه ما يخصها، وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك، ولا أعجب منهما لأنهما ليسا من أصحاب الحديث، وإنما عجبت من أبي بكر بن أبي داود كيف فرَّقه على كتابه الذي صنفه في فضائل القرآن، وهو يعلم أنه حديث مُحال.)
ثم قال: (حديث فضائل السور مصنوع بلا شك)
وقال: (نفس الحديث يدل على أنه مصنوع؛ فإنه قد استنفد السور، وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثواب بكلام ركيك في نهاية البرودة، لا يناسب كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.)
قلت: والحديث له طرق كلها تالفة:
الطريق الأولى: تفرد بها أبو الخليل بزيع بن حبان، قال الدارقطني: وهو متروك.
الطريق الثانية: تفرد بها مخلد بن عبد الواحد، قال ابن حبانفي «المجروحين»: منكر الحديث جدا ينفرد بأشياء مناكير لا تشبه أحاديث الثقات،فبطل الاحتجاج به.
الطريق الثالثة: تفرد بها ميسرة بن عبد ربه، قال عبد الرحمن بن مهدي: قلت لميسرة بن عبد ربه: من أين جئت بهذه الأحاديث: «من قرأ كذا فله كذا»؟ قال: وضعته أرغب الناس فيه.
الطريق الرابعة: تفرد بهاهارون بن كثير، قال ابن عدي: وهارون غير معروف، ولم يحدث به عن زيد بن أسلم غيره، وهذا الحديث غير محفوظ عن زيد.
وروى العقيلي في الضعفاء (1/175): عن عبد الله بن المبارك قال في حديث أبي بن كعب في فضائل السور: أظن الزنادقة وضعته.
وقال العجلوني في كشف الخفا (2/419): فضيلة قراءة كل سورة، رووا ذلك وأسندوه إلى أبي بن كعب، ومجموع ذلك مفترى وموضوع بإجماع أهل الحديث.
ـــــــــــــــ ـــ
[1] - صحّ هذا الجزء من الحديث من وجه آخر عند مسلم وسيأتي إن شاء الله، والحكم على هذا الحديث بالوضع كما سترى إنما هو حكم إجمالي، لكن قد تصح بعض أجزائه كهذا الموضع من طريق آخر فتنبه.
[2] - أي سورة الإسراء
[3] - أي سورة فاطر؛ لأنه ورد ذكر الملائكة في أولها: ﴿جاعل الملائكة رسلا﴾
[4] - أي سورة غافر، وتسميتها المؤمن لذكر قصة مؤمن آل فرعون فيها
[5] - أي سورة فصلت لأن بها سجدة
[6] - أي سورة الشورى
[7] - أي سورة الصف وسميت سورة عيسى لذكر عيسى عليه السلام فيها
[8] - أي سورة المعارج