كيف نواجه هذه الحملات المغرضة؟
إن المسلمين يملكون آليات كثيرة للذب عن الإسلام، ومواجهة هذه الحملات الغوغائية، سواء أكان على المستوى الرسمي أو التمثيل الدبلوماسي، وسفارات وقنصليات الدول المسلمة، أو عن طريق المنظمات الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان، إلا إننا نؤكد على دور المنظمات الإسلامية التي يحب أن تتكاتف وتتعاون على الوقوف بكل حزم لهذه الهجمات، فتعقد المؤتمرات والندوات القائمة على الحوار مع الآخر لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وشريعته.

لذا يجب العمل على المشاركة الفاعلة في وسائل الإعلام الغربية لبث برامج، أو نشر صفحات في جرائد مشهورة مدفوعة الأجر، كما لا ينبغي أن نغافل دور المؤسسات الثقافية، ودور النشر والترجمة، فهي مطالبة بتوزيع الكتب والنشرات للتعريف بالإسلام بلغات هؤلاء الذين ضللهم الإعلام الغربي، ولا نغافل عما قاله المفكرون المنصفون من الغرب من أمثال «جوستاف ليبون» و «برنارد شو» و «روجيه- رجاء- جارودي» وغيرهم، فقد مدحوا شريعة الإسلام، وقالوا في نبي الإسلام محمد صلّى الله عليه وسلم قولا عادلا محقا فيا حبذا لو جمعت أقوال هؤلاء وترجمت، ووصلت إلى العوام من أهل الغرب.

إن كل ما ذكرناه من حلول وآليات لصد هذه الهجمات على الإسلام تتطلب الدعم المادي من الحكومات، ومن أهل الخير للإنفاق على هذه المتطلبات، ولا نتحجج بأنها تحتاج إلى مال كثير، فلا شيء أغلى وأثمن عندنا من الإسلام، ومن حبيبنا محمد صلّى الله عليه وسلم وإذا نجحنا في التصدي لهم فلنستبشر بقول النبي صلّى الله عليه وسلم «من يردهم عنا وله الجنة؟» فهل نستطيع ردهم وإلجامهم حجرا؟ أم نتراخى ونتكاسل ونكتفي بالمشاهدة ومص الشفتين؟