" إذا اشتهى مريض أحدكم شيئا فليطعمه "
أخرجه ابن ماجة في سننه ، وتمام الرازي في فوائده ، والضياء في المختارة ، وابن أبي حاتم في العلل ، والعقيلي في الضعفاء الكبير ، وأبو نعيم الأصبهاني في الأربعين من كتاب الطب ، وخيثمة الأطرابلسي في جزئه ، وغيرهم .


وسبب الحديث :

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَادَ رَجُلًا، فَقَالَ: «مَا تَشْتَهِي؟» قَالَ: أَشْتَهِي خُبْزَ بُرٍّ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ خُبْزُ بُرٍّ، فَلْيَبْعَثْ إِلَى أَخِيهِ» ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا اشْتَهَى مَرِيضُ أَحَدِكُمْ شَيْئًا، فَلْيُطْعِمْهُ» .

والحديث في إسناده صفوان بن هبيرة ، وهو لين الحديث كما قال الحافظ ابن حجر في التقريب ، وقال ابن أبي حاتم في العلل : قال أبي : هذا حديث منكر ، ، وقال المناوي في الفيض : وفيه صفوان ابن هبيرة ضعفه الذهبي وقال شيخ بصري لا يعرف ، وقال في التيسير : إسناده ضعيف .
وضعف إسناده ابن حجر كما في الفتوحات لابن علان .
وللحديث شاهد عن عمر أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات لكنه موقوف ، ولفظه : إذا اشتهي مريضكم الشئ فلا تحموه ، فلعل الله إنما شهاه ذلك ليجعل شفاءه فيه.


قلت : الحديث إسناده ضعيف ، ومعناه صحيح .

وقال الملا على القاري رحمه الله تعالى في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح :
إذا اشتهى مريض أحدكم شيئا فليطعمه
أي فإنه قد يكون شفاء كما شوهد في كثير حيث صدقت شهوة المريض له لا سيما إن كان من مألوفه الذي انقطع عنه .
وقال السندي في حاشيته على سنن ابن ماجة : " إذا اشتهى مريض أحدكم شيئا فليطعمه "
أَيْ غَيْر مُخَالِف لِمَرَضِهِ ، وَيَحْتَمِل أَنَّ الْمُرَاد وَلَوْ مُخَالِفًا ، وَكَثِيرًا مَا يَجْعَل اللَّه شِفَاءَهُ فِيمَا يَشْتَهِي وَإِنْ كَانَ مُخَالِفًا ظَاهِرًا .