" كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَكَلَ مَعَ قَوْمٍ كَانَ آخِرَهُمْ أَكْلًا "
إسناده ضعيف .


أخرجه ابن معين في التاريخ والعلل ، والبيهقي في الشعب ، والخطيب البغداي في تاريخه ، والمقدسي في صفوة التصوف ، وغيرهم .

والحديث مرسل لأنه من رواية جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مرفوعا ، والهروي في إسناده وهو مجهول الحال .

قال الإمام البيهقي رحمه الله في شعب الإيمان :
9187 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، قَالَا: نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، أَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَيَّاعٌ الْهَرَوِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ إِذَا أَكَلَ مَعَ قَوْمٍ كَانَ آخِرَهُمْ أَكْلًا " زَادَ أَبُو عَبْدِ اللهِ فِي رِوَايَتِهِ، قَالَ الْعَبَّاسُ: قُلْتُ لِيَحْيَى: ابْنُ بَيَّاعٍ الْهَرَوِيُّ هَذَا، فَقَالَ: كَانَ بِبَغْدَادَ؟ قُلْتُ: وَهَذَا مُرْسَلٌ، وَفِي هَذَا الْمَعْنَى الْحَدِيثُ الثَّابِتُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ " .

وقال الإمام القسطلاني رحمه الله في المواهب اللدنية بالمنح المحمدية :
وكان- صلى الله عليه وسلم- إذا أكل مع قوم كان آخرهم أكلا.
رواه البيهقى فى الشعب عن جعفر بن محمد عن أبيه مرسلا.

وفي مشكاة المصابيح :
وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل مع قوم كان آخرهم أكلا . رواه البيهقي في " شعب الإيمان " مرسلا
وفي مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح :
وعن جعفر بن محمد رضي الله تعالى عنه وهو الإمام جعفر الصادق عن أبيه أي الإمام محمد الباقر وهو تابعي كما سبق سمع أباه الإمام زين العابدين وجابر بن عبد الله قال كان رسول الله إذا أكل مع قوم كان آخرهم أكلا رواه البيهقي في شعب الإيمان أي مرسلا كما هو في الأصول المعتمدة والنسخ المصححة ولأن تعريف المرسل صادق عليه فإن التابعي إذا رفع الحديث من غير ذكر الصحابي فحديثه مرسل إجماعا وإنما الخلاف في أن المرسل هل هو حجة على ما هو عليه الجمهور أم لا على ما عليه الشافعي فما في بعض النسخ من ترك قوله مرسلا موهم أن يكون الحديث متصلا وهو مخل بالمقصود ويمكن أنه تركه اعتمادا على وضوحه عند أهله


وقال الشيخ الألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة :
5747 - ( كانَ إذا أكلَ معَ قومٍ ؛ كان اَخرَهُم أَكلاً ) .
ضعيف .
أخرجه ابن معين في " التاريخ والعلل " ( ق 64 / 2 ) - ومن
طريقه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 5 / 122 / 3076 ) ، والخطيب في " تاريخ
بغداد " ( 10 / 239 - 240 ) ؛ كلاهما عن عباس بن محمد الدوري : حدثني
يحيى بن معين - : ثنا عبد الرحمن بياع الهَرَوي عن جعفر بن محمد عن أبيه
قال : . . . فذكره . وقال - يعني : الدوري - " قلت : ليحيى : من بياع الهروي ؟
فقال : كان ببغداد " .
قلت : في جواب يحيى هذا إشارة قوية إلى أنه لا يعرف شيئاً عن الهروي إلا
أنه كان ببغداد ، فلا غَرْوَ أن خلت كتب التراجم التي تحت يدي من ترجمته ، فهو
إذن مجهول لا يعرف .

ثم إن الحديث مرسل ؛ لأن جعفر بن محمد هو ابن علي بن الحسين بن علي
ابن أبي طالب . وأبوه محمد بن علي بن الحسين مات سنة بضع عشرة بعد المئة اهـ .

لكن وجدتُ في الجامع الصحيح للسنن والمسانيد للأخ صهيب عبد الجبار قال :
(هب)، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال:
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَكَلَ مَعَ قَوْم كَانَ آخِرَهُمْ أَكْلًا " (1)
_________
(1) صححه الألباني في هداية الرواة: 4184



ثم رجعت إلى هداية الرواة فوجدت الشيخ يقول :
قلت : وهو على شرط الشيخين اهـ .

ويغني عنه هذا الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه مرفوعا :
إن ساقي القوم آخرهم شربا .


وفي التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد :
وقد روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان آخرهم أكلا ، وذلك من مكارم الأخلاق ، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ساقي القوم آخرهم شربا".