الفرق الدلالي بين الجَذْوة بقراءة حفص ، والجِذْوة بقراءة ابن كثير المكي
قرأ ابن كثير الاسم الثلاثي ( جَذْوَة ) بكسر الجيم في قول الله تبارك وتعالى : چ فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آَنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ چ ( القصص: 29 ) .
المعنى اللغوي للاسم
الجِذْوَةُ في اللغة بكسر الجيم عود غليظ في رأسه نار ، يؤكد صحة ذلك ما ذكره الأزهري بقوله : " وقال أبو سعيد: الجِذوة عود غليظ يكون أحد رأسيه جمرة " ، وأمَّا الجَذْوَةٌ بفتح الجيم فهي القطعة الملتهبة من الجمر ، يدل على صحة ذلك ما ذكره ابن منظور بقوله : " وقال مجاهد أَو جَذْوة من النار ؛ أَي قطعة من الجمر " .
البنية الصرفية للاسم
الاسم ( جَذْوَة ) وفق القراءة الأولى اسم ثلاثي مجرد ، معتل الآخر ، مؤنث مجازي ، وهو اسم جنس جامد يدل على ذات ، مفرد ، ووزنه الصرفي فَعْلَة ، وأمَّا الاسم ( جِذْوَة ) وفق القراءة الثانية ، فوزنه الصرفي فِعْلَة .
المعنى الدلالي للصيغ الصرفية للاسم
الصيغة الصرفية للاسم ( جَذْوَة ) أفادت معنى قطعة من الجمرة الملتهبة يدل على صحة ذلك ما ذكره أبو السعود بقوله : " أي قطعة وشعلة من النار " .
وأمَّا الصيغة الصرفية للاسم ( جِذْوَة ) وفق القراءة الثانية فأدت أنَّ سيدنا موسى – عليه الصلاة والسلام – أراد أنْ يأخذ من النار التي رأها عودًا غليظًا في رأسه نار ، يؤكد صحة ذلك ما ذكره ابن عادل بقوله : " العودُ الغليظُ سواء كان في رأسه نار أم لم يكن ، وليس المراد هنا إلا ما يكون في رأسه نارٌ " .
جملة القول : إِنَّ سيدنا موسى - عليه السلام – توجه إلى النار ؛ ليأتي منها بعود غليظ فيه جمرة ؛ ليتدفؤوا بها ، يؤكد ذلك ابن عطية بقوله : " وهي القطعة من النار في قطعة عود كبيرة لا لهب لها إنما هي جمرة " .