مفتاح تفسير الجلالين
قبل عشرين عاماً خلت تعرفتُ على أحد طلبة العِلم المعتكفين في المسجد الحرام .
وكان ذلك الطالب من أبناء الصحراء الملثمِين ، الذين ينتسبون إلى دولة موريتانيا الإسلامية . وقد كنتُ أطارحه المسائل ويطارحني ، فنصحني بحفظ تفسير الجلالين أو قراءته ألف مرةٍ ! .
ولما سألتُه عن السبب قال: تفسير الجلالين تحفظه العجائز عندنا لشحذ القريحة وتقوية الملكة العلمية !. وكان يُكرِّر عليَّ ضرورة الافادة من تفسير الجلالين، وأن أكتفي به في التحصيل لمدة خمس سنوات، حتى تقوى وتستوي الملَكةُ ويشتدُّ عُودها .
وردَّد على مسامعي قول الشاعر :
وفي ترادفِ الفنونِ المنعُ جا
إذ توأمان اجتمعا لن يخرجا
وتذليل المسائل العويصة لا يستقيم لطالب العلم إلا بالرياضة العقلية والترويض على فهم المعانى العلمية الباسقة .
وأهم تلك العلوم علم التفسير ، ولذلك قال العلامة ابن عطية ( ت: 541هـ ) رحمه الله تعالى: ( فلما أردتُ أن أختار لنفسي، وأنظر في علمٍ أعدُّه لظلم رمسي ، سبرتها بالتتويع والتقسيم ،وعلمتُ أن شرف العلم على قدر شرف المعلوم ، فوجدتُ أمتنها حبالا وأرسخها جبالا وأجملها آثارا وأسطعها أنوارا ،علم كتاب الله جلت قدرته وتقدست أسماؤه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) .
وللإمام ابن تيمية ( ت: 728هـ ) برَّد الله مضجعه ، كلمة بليغة ضمَّنها المعنى السالف حيثُ قال : ( قد فتح الله عليَّ في هذه المرة من معانى أصول العلم بأشياء كان كثيرٌ من العلماء يتمنونها، وندمتُ على تضيِّيع أكثر أوقاتى في غير معانى القرآن) .
ومن التفاسير المتينة ( تفسير الجلالين ) لجلال الدين المحلي (ت : 864هـ ) وجلال الدين السيوطي(ت: 911هـ ) رحمهما الله تعالى، فقد جمع هذا التفسير مباحث ثمينة وفوائد رصينة في ثناياه ، وقلما يتنبه لها الطلبة .
وقد كان هذا الكتاب قبل قرنٍ من الزمان يُدرَّس لكبار الطلبة المنتهين ،لما حواه من مباحث عزيرة وذخائر نفيسة . وأكاد اجزم أن ( تفسير الجلالين ) حُرِّر لشحذ القريحة وقدح أذهان الطلبة ،لاستلال المعانى والقواعد من كلام الله تعالى . والاشادة بهذا التفسير لا تعني غضُّ الطرفِ عن عثراته ، ولا هضم فرائد صفحاته .
وقد وفقنى الله تعالى لقرآءة هذا التفسير وتدريسه للطلاب ومذاكره مسائلة ومباحثه، ولمستُ من البعض نفرةً من مطالعته ، نظراً لاختصار عباراته وغموض ألفاظه ، فشمَّرتُ مستعيناً بالله وحده لتحرير هذا المفتاح ، راجياً ممن وقف عليه الدعاء لي بالمغفرة والفلاح .
• مفتاح تفسير الجلالين :
1- العلامة المحلي والسيوطي قصدا من هذا التفسير تنمية الملكة العلمية التي تؤهل القارىء لفهم كلام الله تعالى والافادة منه في الاستدلال والاستشهاد . وطريقتهما في تنمية الملكة العلمية تضمين تفسير الآيات نكتة لغوية أو فقهية أو اصولية أو عقدية أو حديثية أو نكتة تتعلق بالقرآْءات . وإن لم تسعفهما الآيات في ايراد النُّكت التفسيرية اكتفيا بايضاح المعنى بعبارات موجزة ورشيقة .
2- كل عشر آيات في التفسير لا تخلو من نكتة علمية من النُّكت المشار إليها إما بدلالة الاقتضاء أو الاشارة أو التنبيه . مثال ذلك : الآيات العشر الأوائل من سورة يوسف ضمنها نكتتين تفسيريتين وهما :
أ- " ياآبتِ" : بالكسر دلالة على ياء الاضافة المحذوفة والفتح دلالة على ألف محذوفة قلبت عن الياء .
ب- ساجدين : جمعت بالياء والنون للوصف بالسجود الذي هو من صفات العقلاء . ولم يزدعلى ذلك من الفوائد . وهذه قاعدة في تفسير الجلالين، إذا كانت الآيات قصص أوجز الشيخان في التنكيت والتقعيد .
وفي الايات العشر الاوائل من سورة المؤمنون ،لم يُضمَّن التفسير أيَّ نُكتةٍ من النكت العلمية ، واكتفى بالتنبيه على المعاني اللطيفة في الآيات .
3- أنصح كل من أراد أن ينتفع بهذا النفسير القيِّم وتنمية ملكته العلمية، أن يقرأ متنا مختصرًا في النحووالصرف، ومتنا مختصراً في الأصول ، ويزيد عليهما فهم القواعد المهمَّة في معتقد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات . لأن التفسير ضمَّن مئات النُّكت التفسيرية التي تحتاج أصلا يساعد على الدُّربة لفهم المعاني على أتمِّ طريقة . والعلامة المحلي المؤسِّس لكتابه بارعٌ في النحو والأصول ، لكن عليه تعقبات عقدية ، قد يستفاد منها في معرفة سبب التخليط إذا تمكن الطالب من الترقِّي في العلم .
4- أكمل طرق الافادة من تفسير الجلالين هي قرآءة عشر آياتٍ في كل مجلسٍ من مجالس القرآءة ، وتأمل النُّكت التفسيرية والمعاني التي اشتملت عليها ومراجعتها وتكرارها حتى ترسخ ، لتراجع في مظانها من الكتب الأصلية .
5- يستعان بالقلم أثناء قرآءة التفسير، لتحديد النُّكت العلمية وطرق الافادة منها في فهم الايات ، ولسهولة الرجوع اليها عند الحاجة الى الاستظهار والاستذكار .
6- النُّكت العلمية في تفسير الجلالين هي :
أ- النُّكت اللُّغوية
ب- النُّكت العقدية
ج- النُّكت الاصولية
د- النُّكت الحديثية
ه- نُّكت القرآءات
و- النُّكت الفقهية .
7- النكت اللغوية : المقصود بها الوجوه الاعرابية والصرفية ومعاني الحروف . وهذه بعض مصطلحاتها :
استفهام التقرير – استفهام التعجب – الاستفهام الانكاري – واو العطف ،عطف التفسير – الفعل المقدَّر – ما المصدرية الظرفية – الاستعطاف – بدل الاشتمال – قرئ بالفوقانية – البناء للمفعول – متعلق بـ -كم الاستفهامية – المفعولين – فتح الأولين – اقامة الظاهر مقام المضمر – وفي قراءة بالتحتية ، وفي قراءة بالفوقانية – الادغام – الجملة حال – اللام زائدة – لعل: في الاصل للترجي – حُذفت الضمه للاستثقال – الالف المسهلة – صفة معرفة – النعت – وضع الظاهر موضع المضمر – التقاء الساكنين – الموصول – لام القسم – ما الموصولة وغيرها – الجملة الاعتراضية – وفي قراءة بالكسر استئنافا – تقدير القول – تعليللات لغوية – موفوعاً على الاستئناف – استفاهم استعطاف - تحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وادخال الف بينهما على الوجهين - تحقيق الهمزتين وابدال الثانية ألفا– حال عاملها معنى الاشاره – ضم الموحدة --التفات عن الغيبة– تقريرًا او تبكيتا– تغليب الحاضر على الغالب – اللام موطئة للقسم – اللام للابتداء – اللام المقدرة – هاء السكت – نون الرفع – نون الوقاية – هذا أونكِ فاحضري .
وهذه المصطلحات مبثوثة في تضاعيف الكتاب . وقد استوعبت النُّكت اللغوية ثلث التفسير تقريبا . وفي سورة الفاتحة افتتح العلامة المحلي التفسير بالنُّكت اللغوية، فقد أورد عند قول الله تعالى : "الحمد لله " ما نصه : ( جملة خبرية قصد بها الثناء على الله ). وأورد عند قول الله تعالى : " صراط الذين أنعمت عليهم " ما نصه : ( يبدل من الذين بصلته ، ونكتة البدل أفادت أن المهتدين ليسوا يهودًا ولا نصارى) .
والعلامة المحلي في استهلال التفسير في سورة الكهف أورد عند قول الله تعالى : "ولم يجعل له عوجا " : ( الجملة حال من الكتاب . و" قيما" : حال ثانية مؤكدة ) . وقد درج على هذا السبيل حتى خاتمة الكتاب .
وطريقة الافادة من النُّكت اللغوية هي: تدبر معانيها وتكرارها في الذهن لتقويم اللسان وتقريب بلاغة النص القرآني والكشف عن الفرائد القرآنية في الشواهد والأدلة . وأهم ما يجب التركيز عليه في النكت اللغوية : الأفعال والأسماء والتوابع والجمل والحروف وما يتعلق بها . فالافعال قسمان مبنية ومعربة، والاسماء: النكرة والمعرفة، والاسماء المبنية والاسماء المعربة، والتوابع هي: النعت وعطف النسق والتوكيد والبدل وعطف البيان . والجملة قسمان : جمل لا محل لها من الاعراب وجمل لها محل من الاعراب .
ومن التطبيقات على ذلك لفهم النُّكت اللغوية قول الله تعالى :" والمطلقاتُ يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء"، فأفادت مجييء الأمر في صورة الخبر . فلفظة يتربصن خبر وهي بمعنى الامر .
وقد يأتي العكس كقول الله تعالى : " قل من كان في الضلالِة فليمدد لهُ الرحمن مدَّا "،حيثُ أفادت مجيء الخبر في صورة الأمر . ومن ذلك أيضا قول الله تعالى :" ولقد أرسلنا نوحاً وابراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب"، فقد أفادت الآية العطف على سابقه، لأن نوحاً أول الرسل عليهم الصلاة السلام .
وفي قول الله تعالى :" كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك اللهُ العزيز الحكيم " أفادت الآية العطف على لاحقه .
وفي قول الله تعالى " ومنك ومن نوحٍ وابراهيمَ وموسى وعيسى بن مريم "، اجتمع الامران العطف على السابق واللاحق .
8-النُّكت العقدية : المقصود بها الاشارات والتنبيهات الايمانية والتعبدية . وهي قليلة ومبثوثة في ثنايا التفسير، وقد ضمن أكثرها في معاني الألفاظ والآيات القرآنية . مثال ذلك ما أورده عند قول الله تعالى:" ولباس التقوى ذلك خير" قال ما نصه : ( العمل الصالح والسمت الحسن) . وأورد عند قول الله تعالى :"الأعراب أشد كفرا ونفاقا " ما نصه :( لجفائهم وغلظ طباعهم وبعدهم عن سماع القرآن ) . وأورد عند قول الله تعالى :" تؤتي اكلها كل حين باذن ربها "ما نصه :( كلمة الايمان ثابتة في قلب المؤمن وعمله يصعد الى السماء ويناله بركته وثوابه كل وقت ) . وفي سور الزمر وغافر وفصلت ومحمد، نكت قيِّمة في بيان دلائل التوحيد والعبودية .
وطريقة الافادة من النكت العقدية هي ربط معاني الألفاظ بدلالات الآيات وتدبر أحكامها المعنوية والحسية ، والاعتبار بالشواهد القرآنية . وينبغي الحذر من المواضع التي زل فيها المفسران فيما يتعلق بتأويل الأسماء والصفات. وقد نبه عليها أهلُ العلم في كتب التفسير والعقيدة . فمن أمثلة عثرات تفسير الجلالين : تفسير الرحمة بلازمها مع تعطيل الصفة، وحصر الايمان في التصديق ، ونفي صفة النور عن الله تعالى، وتفسير الجعل بالايجاد ، وغيرها من الملاحظات العقدية التي يجب التفطُّن لها .
9- النكت الأصولية : المقصود بها التقريرات والضوابط المتعلقة بدلالات الأحكام الفقهية . وهذه بعض أمثلتها : أورد عند قول الله تعالى :"أن تضلَّ إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى" ما نصه : ( جملة الاذكار محل العِلة ، أي لتذكر إن ضلت ودخلت على الضلال لأنه سببه ) . وأورد عند قول الله تعالى :" وأشهدوا إذا تبايعتم " ما نصه:
( وهذا وما قبله أمرُ ندبٍ ) . وأشار التفسير إلى المنسوخات ،كما عند قول الله تعالى " ولكلٍ جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون " ، فقد أشار السيوطي الى أنه منسوخ بقول الله تعالى ": وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعضٍ " .
وفي التفسير تنكيتات في الأخذ بالقرآئن والأخذ بالعمومات ومفهوم النصوص ، والاشارة إلى مفهوم الموافقة والمخالفة، والمنطوق الصريح وغير الصريح،والفساد في العبادات والمعاملات ، وتخريج المناط وتحقيقه . وهي مبثوثة في آيات الأحكام ، ولله الحمد .
وطريقة الافادة من النكت الاصولية :فهم الأدلة المتفق عليها وربطها بالأحكام التكليفية ،
وضبط المحكم والمتشابه والمتواتر والآحاد ، لاستخراج دلالة النص الشرعي .
10- النُّكت الحديثية : المقصود بها ايراد النصوص النبوية وتخريج الأحاديث ومايتعلق بها من تعقيبات وفرائد . فقد أورد الشيخ عند قول الله تعالى :" وإنا إن شاء الله لمهتدون" ما نصه : ( وفي الحديث : :" لو لم يستثنوا لما بُينِّت لهم لآخر الأبد ") ولم يخرجه السيوطي كعادته رحمه الله . والتحقيق عدم رفعه ، وصحة وقفه على أبي هريرة رضي الله عنه .
وأورد المحلي عند قول الله تعالى :" في لوحٍ محفوظ" ما نصه : ( لوح من درة بيضاء ، طوله ما بين السماء والارض وعرضه ما بين المشرق والمغرب ) ، وهو من الغرائب
التي تنقل من غير أصل يعتمد عليه .
وطريقة الافادة من النكت الحديثية هي النهل من المعاني الصحيحة فيها، ومطالعة المصادر المنقول عنها، وفهم طريقة العزو عند المحدثين .
11- نُكت القرءآت : المقصود بها ايراد القراءات المتواترة والشاذة ، وتفسير الشواهد القرآنية بالمفردات القريبة من سياقها . وقد اعتمد الشيخان على تفسير القرآن بالقرآن في الغالب ، كما في قول الله تعالى : " يومئذ يودُ الذين كفروا لو تُسوَّى بهم الارض "حيث أورد تفسيرها بالاية الاخرى الموضِّحة لها وهي قول الله تعالى : "ويقول الكافرُ يا ليتني كنتُ ترابا " .
وأورد عند قول الله تعالى :" سيذَّكرُ من يخشى " تفسيرها بالاية الاخرى : " فذكِّر بالقرآن من يخافُ وعيد " . وفي التفسير اشارة إلى التمييز بين المكي والمدني في بعض المواضع ،كقول المحلي :" سورة القصص مكية الا موضوعين " .
وطريقة الافادة من نكت القرآءات، هي الوقوف على المعاني المتعددة في القرآءات القرآنية في كل سورة ، والتمعُّن في بلاغة واعجاز الكتاب العزيز . فقد ورد في التفسير عند قول الله تعالى: " وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير "، أن فيها وجه بقرآءة ( قُتِل ) .
وعند قول الله تعالى :" وأزواجٌ مطهرةٌ ورضوانٌ من الله " ، أورد الشيخ أن فيها قرآءتين "رِضوان "بكسر الفاء وبضمهما . وأشار أنهما لغتان .
وعند قول الله تعالى:" ورسولا إلى بني اسرآئيل أنِّي قد جئتُكم "، أورد الشيخ قراءة (إني ) بالكسر استئنافا، التى تكسر اذا وقعت في صدر الكلام .
وعند قول الله تعالى :" ولباسُ التقوى "، ورد فى التفسير أن ( لباسَ ) قرئت بالنصب عطفا على ( لباساً ) ، والرفع مبتدأ خبره جملة " ذلك خيرٌ من آيات الله ".
وعند قول الله تعالى :" يوم يغشاهم العذابُ من فوقهم ومن تحتِ أرجلهم ويقول " ، ورد في التفسير ما نصه : ( ويقول فيه – بالنون – أي : نأمر بالقول وبالياء . يقول أي: الموكَّل بالعذاب ) .
12- النُّكت الفقهية : المقصود بها مسائل الاحكام وما يتعلق بها من فوائد مختصرة .
وقد عني التفسير بالدلائل الفقهية، فقد ورد عند قول الله تعالى: " وعلى الذين يطيقونه فديةٌ طعام مسكين "ما نصه : ( طعام مسكين : قدر ما يأكله في يومه في غالب قوت البلد لكل يوم ) . وورد في التفسير عند قول الله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حُرُم " بيان حكم الصحابة الفقهي في حكم قتل النَّعم .
ووردت الاشارة إلى بعض أحكام الامام الشافعي(ت: 204هـ ) رحمه الله تعالى ،كما في التفسير عند قول الله تعالى : " ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهديُ محله " ، قال الشافعي :( أي : مكان الاحصار ) . وقد أشار العلامة المحلي إلى حكم تعليق المشيئة، والفرق بين السنين الشمسية والقمرية ، عند قول الله تعالى : " واذكر ربَّك إذا نسيتَ ".
وفي التفسير تعليل لبعض الاحكام الشرعية، فقد ورد بيان علة الصلاة والصوم عند قول الله تعالى :" واستعينوا بالصبر والصلاة " ، وعلة أيام الصيام المعدودة عند قول الله تعالى :" أياماً معدودات " ، وعلة القِصاص من القاتل عند قول الله نعالى : " ولكم في القصاص حياةٌ " . وعند تفسير قول الله تعالى :" كُتب عليكم إذا حضر أحدكم الموتُ " ،أفاد أن هذا منسوخ بآية الميراث وبحديث :" لا وصية لوارثٍ " .
13- تُراجع المسائل المستخرجة من التفسير بعد الافادة منها وتصحيحها من مظانها وتكرَّر عند الحاجة إليها في السفر والحضر ، ويستعان على ذلك بالمعاجم المعتبرة في كل علم . وبهذا يستوعب الطالب مجمل مسائل التفسير وفوائد القرآءات والعقيدة والحديث والفقه واُصوله واللغة ، وتقوى ملكته العلمية رويدا رويدا . ولا يعني هذا أن يستغني بهذا التفسير عن الكتب المهمة الأخرى . لكن يجعل هذا الكتاب أصلا له لتقوية ملكته .
14- العثرات التي وقعت في تفسير الجلالين ليست حجُةً في طرح التفسير ونبذه ، ففي كل كتاب تعقُّب واستدراك الا كتاب الله ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
15- تُكرَّر قرآءة تفسير الجلالين وتأمُّل مسائله على حسب الطاقة . وسيجد الطالب فائدة ذلك في : مراجعة محفوظاته من القرآن ، واستظهار المسائل العلمية في التفسير في الفنون المشار إليها .
أسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح . والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
المصادر :
1- تفسير الجلالين / طبعة مؤسسة الريان .
2- إرشاد العقل السليم / لأبي السعود / 1/22 .
3- المدخل إلى الشريعة والفقه الاسلامي / للأشقر/ 64 .
4- النحو القرآني / لجميل ظفر / 33 .
5- المدخل إلى القرآن الكريم / محمد دراز / 79 .
أ/أحمد بن مسفر بن معجب العتيبي
عضو هيئة التدريس بقوات الأمن الخاصه
(منقول)