دعــــــــــاة الحضارة والمدنية الزائفة
يدعون النزاهة والحرية وتاريخهم ملييء بالخيانات حتي المقابر لم تسلم من سرقتهم لها
اكليل صلاح الدين الذي سرقه لورانس العرب وأهداه الى المتحف الامبراطوري الحربي في لندن وقد علّق ساخرا " ان صلاح الدين لم يعد بحاجة اليه".
هذه قصة سرقة واحدة، قام بها المستعمر.. قد لا تكون عند البعض بذات أهمية..
وقد يقول قائل، لقد سرق وقتل وصادر المحتل بشتى أشكاله وأنواعه كل شيء.. البشر والحجر، أنقف عند إكليل ذهبي.
حكاية سرقة الآثار من قبل المستعمر حكاية طويلة قد نبدؤها ولكن لا نعلم متى ستنتهي. تصوروا معي المسلات الفرعونية تعرض في أهم العواصم الأوروبية، حجر الرشيد أين هو.؟ والقائمة تطول.
ولكن أن نشعل شمعة خير من لعن الظلام، وأمة لا تعرف تاريخها لا يمكن لها بناء مستقبلها.
وبداية القصة هي:
قيام القيصر الالماني غليوم الثاني ترافقه زوجته برحلة إلى الشرق، أعد لها إعداداًَ جيداً زار فيها كلاً من اصطنبول ودمشق والقدس، فوصل أولاً في تشرين الأول 1898 إلى اصطنبول، واستقبله السلطان عبد الحميد الثاني بكل حفاوة وتقدير، وتذكاراً لزيارته لهذه العاصمة التاريخية أنشئ في ساحة السلطان أحمد باصطنبول حوض بديع، وارتدى الامبراطور أثناء هذه الزيارة رداء المشير العثماني، وسلّم به على السلطان وهو سائر إلى الجامع مجاملة وصداقة. وبعد ذلك زار الامبراطور الألماني فلسطين ووصل إلى القدس في تشرين أول 1898 بقصد الحج وتدشين كنيسة القيامة بالقدس، بعد إعادة ترميمها على يد «المبشرين الكاثوليك الألمان»، وبعد ذلك قدم إلى سورية فوصل دمشق في الثامن من تشرين الثاني عام 1898 فاستقبله الوالي ناظم باشا استقبالاً رائعاً، وأقام له منصة خاصة على سفح جبل قاسيون كانت نواة حي المهاجرين بدمشق، وأعُجب الإمبراطور بمناظر الغوطة البديعة وأطل من هذه البانوراما على أحياء دمشق وقصورها، وتوجت زيارة الامبراطور غليوم الثاني بإلقاء خطبة في دمشق أعلن فيها حمايته العلنية لثلاثمئة مليون مسلم، مما أثار استياء كل من إنكلترا وروسيا؛ لأن مئتين وخمسين مليوناً من هؤلاء كانوا من رعاياهما، كما زار الامبراطور ضريح السلطان صلاح الدين الأيوبي، جانب جامع بني أمية الكبير، وأهداه إكليلاً رائعاً صنع خصيصاً في برلين ووضعه على قبر السلطان، بعد أن كُتب عليه بالألمانية (غليوم الثاني قيصر ألمانيا وملك بروسيا تذكاراً للبطل السلطان صلاح الدين الأيوبي) .
وقيل إنه كتب عليه: "فارس بلا خوف ولا ملامة، علّم خصومه طريق الفروسية الصحيح".
وفي نفس اليوم ألقى الإمبراطور غليوم الثاني خطاباً بدمشق تحدث فيه عن القائد صلاح الدين الأيوبي قال فيه:
( أراني مبتهجاً من صميم فؤادي عندما أفتكر بأنني في مدينة عاش بها من كان أعظم أبطال الملوك الغابرة بأسرها الشهم الذي تعالى قدره بتعليم أعدائه كيف تكون الشهامة ألا وهو المجاهد الباسل السلطان الكبير صلاح الدين الأيوبي...).
وبقي هذا الإكليل على الضريح حتى دخل الإنكليز دمشق مع الأمير فيصل عام 1916 فسرقه الكولونيل لورنس (الجاسوس البريطاني) بدعوى أنه من الغنائم الحربية وأخذه إلى بلاده. وتقدم "لورنس العرب" إلى المسؤول عن المعرض بمتحف لندن الحربي ليقدم له مجموعة من مقتنياته منها ما هو مسروق ومنها ما هو مهدى إليه من الأعيان العرب...
فطلب القيم على المعرض أن يقدم لورنس كتاباً يشرح فيه من أين حصل على الإكليل الذهبي.
فما كان منه إلا أن ذكر حقيقة هذا الإكليل وأنه أخذه " سرقه " من فوق قبر صلاح الدين.
وذكر سبب فعلته : " لأن صلاح الدين لم يعد بحاجة إليه..!».
هكذا تتم سرقة تراثنا وحضارتنا علي ايدي هؤلاء اللصوص ادعياء الحضارة وما هم الا مرتزقة عاونهم بعض الرويبضة من منافقي امتنا ....
المصدر
الموسوعة العربية
ومقال للأستاذ: شمس الدين العجلاني موقع نبض سوريا