ابنَ غزّةَ العِزّةِ أيا رَجُلَ المُهمّاتِ الصّعبةِ
منال سامي حسن
ابنَ غزّةَ العِزّةِ أيا رَجُلَ المُهمّاتِ الصّعبةِ أينَكَ عنَّا مِن "زماااان"!
لطالَمَا انتظرْناكَ يا رجلُ، وكُنَّا على وشكِ أن نفقِدَ الأملَ!
لكنَّكَ أعدْتَهُ لنا يومَ أن أطللتَ علينا بوجْهِكَ الجميلِ، وطلعتِكَ البهيّةِ، وأطرَبْتَ الآذانَ، وغنَّيــــــــت َ!
حينَها؛ إذ سحرهُم صوتُكَ أدرَكَ الكثيرونَ أنَّهُمْ أخطئوا، وأنّهُ ما كانَ عليهِم أن ييأسُوا!
ورغْمَ طولَ مُدَّةِ الألَمِ عذرُوكَ يا بطلُ!
علِمْنا أنَّكَ كُنتَ تُعدُّ ما استَطَعْتَ مِنْ عُدَّةٍ وتتقوَّى!
أيمَ اللهِ لقدْ أبهرتَنِي...!
أرأيـــــــــــ ـتَ؟
أرأيْتَ أُسرَةً، همُّها لم يكُن يومًا همًّا واحدًا، والحوارُ وتواصلُ أفرادِها يكادُ ينعَدمُ، كلٌّ بنفسِهِ مشغولٌ، ولغيرِ أمرِهِ ليسَ يلتفتُ، لكنّ حرارَةَ حُبّكَ أذابَتِ الجليدَ، وغدَوا يجتَمِعُونَ، بل ويتحدّثُونَ، أجلْ [يجتمِعُونَ لمُشاهَدَتِكَ] و [يتناقلونَ أخبارَكَ]!
أرأيْتَ جارًا أزعَجَهُ قيامُ جارِهِ بالقُرآنِ بصوتٍ علا حتَّى وصلَهُ، فنادَاهُ: نُريدُ أن ننامَ، لكنّهُ ما عادَ أحدٌ ينزعِجُ مِن صوتِ تلفازِ الجارِ يسمعُهُ يظُنُّهُ صوتُ تلفازِهِ في بيتِهِ، غفِلَ عَنْ حقِّهِ طالَما أنتَ على المسرحِ تُغنِّي!
أُسرةٌ، وجارٌ!!
يا لِسذاجَتِي عمَّ أتحدّثُ، اعذُرْنِي فأنا مِنَ البُسطاءِ، ولم أعتَد الحديثَ في الأمورِ الكبيرةِ!
أرأيتَ كيفَ اجتَمَعَت صورةُ الضّفّةِ وغزّةَ مرّةٍ أُخرَى على شاشَتِنا الرّسميّة ينقُلُونَ للعالَمِ كيفَ هبَبْنا جميعًا سعادةً بِكَ في وقتٍ واحدٍ؟
ورئيسَنا الّذي لم تكُنْ لهُ غزّةُ إلّا غُصّةً في حلقِهِ، أرأيتَهُ كيفَ احتفَى بكَ وأنتَ ابنُها؟
أم كيفَ عيّنَكَ "سفيرَ النّوايا الحسنةِ" ومنَحَكَ "مزايا دُبلوماسيّة"!
ألَا قدْ رفعْتَ رؤوسَنا، فاحمِل يا -محبوبَ العربِ- الأمانَةَ، دُمْتَ ذُخرًا للقضيّةِ!
وعُذرًا يا -محبُوبَ العربِ- لم أذكُرِ اسمَكَ مرّةً، ولا أظنُّكِ تحتاجُ، فقد هنَّأتْكَ الصُّحُفُ الصّهيونيّةُ، هنأَكَ (أفيخاي أدرعي) المُتحدِّثُ باسمِ الجيشِ الصُّهيونيُّ بنفسِهِ!
تقولُ أنَّهُم نغّصُوا عليكَ فرحَتَكَ وترُدُّ عليهِم تهنِئَتَهُم؟ ألا فاعلَم أنّهُم بِنا يستهزِئون... يا حسرَتَى!
أخواتِي:
اليومَ فقَط علمتُ أنَّ: الشّيخ (عاهد زينُو) - غزّة :حازَ المرتبةَ الأولَى على 17 دولة عربيّة كأندَى صوتٍ في تلاوةِ القرآنِ الكريمِ بالتّلاواتِ العشرِ في 2007!
وأمسَ فقط علِمتُ أنَّ: (أُمّ حسن (عائشة) محمُود أبو شنب) زوجُ الشّهيدِ -نحسبُهُ كذلِكَ- (إسماعِيل أبو شنَب) حازت لقبَ "الأمّ المثاليّة" على 17 دولة عربيّة مِن أربعةِ شهورٍ!
فسُبحانَ اللهِ!
أهلُ الخيرِ مُغيَّبٌ ذكرُهُم، وأهلُ الفسادِ صيتُهُم ذائعٌ!
منال سامي حسن
موقع طريق الإسلام