نعت المناوي، بأنه "الإمام الكبير"، محل نظر ظاهر
الحمد لله، وبعد:
الأخ الكريم/ خالد، وفقه الله،
هذه شهادةٌ صدرت مِن غير معتبَر، ولَقَبٌ خرج مِمَّن قوله في هذا الباب هدر؛ إذْ القوم بعضهم مِن بعض في الجملة.
وطالب العلم الحقّ، لا يكون أبدًا حاطب ليل؛ وإنَّما لسان حاله:
" قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ".
وبيني وبينك حِكمة منتقاة، وقَولة مصطفاة، يقول المحبِّي - وهو هو صاحب "خلاصة الأثر" – في مقدَّمة "نفحة الرَّيحانة":
(لا فخر للاقطٍ، تناول كل ساقط).
ثم هذه موعظة بليغة مِن المحبِّي – نفسه – على كلٍّ مُتَرْجِمٍ أو باحثٍ أو طالب عِلم أنْ يقف عندها، وأنْ يتبصّر في مراميها، قال رحمه الله في مقدَّمة "النفحة":
(وإنِّي مُحاسِب لقلبي إذا مال، وللساني إذا قال؛ لا أمدح إلّا ممدوحًا، ولا أقدح إلّا مقدوحًا، ولا يستفزّني رعد كل سحابة، ولا يستخفّني طنين كل ذبابة).اهـ.
وعلى طالب العلم قبل الاقتباس، أنْ يتبصَّر مدلولات الألفاظ؛ باعتبار قائلها، والسياق التي سيقَت فيه، وواقع الحال التي نشأت عليه؛ فمصطلحات مثل: أهل السُّنة، السَّلف، البِدعة، الحقّ، الباطل، الإمام الكبير، .. إلخ ..
جميع مدلولات هذه الألفاظ تختلف باعتبارات متعدِّدة؛ فينبغي التنبّه إلى ذلك، والتيقّظ له.
ثمّ إنَّ التزيُّد في التلقيب قد يقع مِن مُحسِنٍ؛ لغرض أو لغفلة أو لوهم، وغير ذلك ..؛ فلا ينبغي استثمار الغرض في غير موضعه، ولا يصحّ استثمار الغفلة أو الوهم على غير مراد الواقع فيهما، لو فاق مِن غفلته، وارتفع عنه وَهمه.
والعلم عند الله، وهو يقول الحقّ ويهدي السبيل.
***
وراجع:
د. ليلي الصَّبَّاغ: محمَّد الأمين المحبِّي المؤرّخ، وكتابه: "خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر"، (ص64 - 65، 73 - 75، 164، 268 - 272، ...).
الشيخ العاصمي: ملتقى أهل الحديث، التحذير من إطراء ومدح الصوفية.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=34514