الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد :
فقد قال اللالكائي في السنة 671 - أخبرنا أحمد بن عبيد قال أخبرنا محمد بن الحسين قال أخبرنا أحمد بن أبي خيثمة قال حدثنا هارون بن معروف قال ثنا ضمرة عن صدقه قال
سمعت التيمي يقول لو سئلت أين الله تبارك وتعالى
قلت في السماء
فإن قال فأين عرشه قبل أن يخلق السماء
قلت على الماء
فإن قال لي أين كان عرشه قبل أن يخلق الماء
قلت لا أدري
ورواه ابن قدامة في إثبات العلو أنبأنا أبو بكر أنبأنا أبو القاسم ( هو اللالكائي ) فذكره مقتصراً على موطن الشاهد وذكر ابن القيم في تهذيب السنن أن ابن أبي خيثمة رواه في تاريخه بسنده المذكور آنفاً
وعلقه البخاري في خلق أفعال العباد عن ضمرة بن ربيعة
الكلام على رجال السند
1_ أحمد بن عبيد هو ابن الفضل قال عنه الذهبي : المحدث المعمر الصدوق شيخ واسط، وفي انساب السمعاني : ثقة صدوق من أهـل واسط .وكانت وفاتـه قبل الأربعمائة في حـدود سنة تسعـين وثلاثمائة (390) ( الأنساب 1 / 430 ، سير أعلام النبلاء 17/197)
2_ ومحمد بن الحسين هو عبد الله الزعفراني الواسطي ، وقد وثقه الخطيب البغدادي ، وقال : كان عنده عن أبي خيثمة كتاب التاريخ (تاريخ بغداد 2/0240)
استفدت هاتين الترجمتين من كتاب (( الإنقاذ من دعاوى الإنقاذ للتاريخ )) للدكتور سليمان العودة
3_ أحمد بن أبي خيثمة هو الحافظ الكبير صاحب التاريخ لا يسأل عن مثله
4_ هارون بن معروف ثقة من رجال التهذيب
5_ ضمرة بن ربيعة قال فيه الحافظ (( صدوق ربما أخطأ )) فمثله حسن الحديث في المرفوع فضلاً عن أثر مثل هذا
6_ صدقة هو ابن المنتصر الشعباني مترجم في الجرح والتعديل لابن ابي حاتم(ت1903 )والثقات لابن حبان (8/318)
وقال فيه أبو زرعة (( لا بأس به )) كما في الجرح والتعديل
وقد ظن الأخ عمرو بن عبدالمنعم في تحقيقه لخلق أفعال العباد أن صدقة هذا هو ابن يزيد الخراساني فضعف الأثر من أجل ذلك
ولعله لما رأى ضمرة شامياً جعله يروي عن صدقة الخراساني فقد سكن الشام
ولكن يعكر عليه أن صدقة بن المنتصر ذكروا في الرواة عنه ضمرة بن ربيعة بخلاف صدقة بن ربيعة ولهذا استظهر العلامة الألباني في مختصر العلو أن صدقة هذا هو ابن المنتصر الشعباني
فوائد مستفادة من الأثر
الفائدة الأولى عدم استنكار هذا العالم محمد بن إبراهيم التيمي للسؤال ب((أين الله ))
والمسلمون لا يجيبون عن هذا السؤال بإجابة واحدة فجاز السؤال قياساً مع جوازه بالنص _ وأعنبي به حديث الجارية _ وذلك أن سؤال الشخص عن أمرٍ اختلف فيه المسلمون لمعرفة مذهبه فيه جائز
الفائدة الثانية أن السلف لم يكونوا مفوضة فهذا التيمي من أعيان علمائهم يثبت العلو ولا ينكره عليه أحد
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم