تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الوَحْشَةُ بَيْنَ الأَحْبَابِ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2013
    المشاركات
    115

    Lightbulb الوَحْشَةُ بَيْنَ الأَحْبَابِ

    عِنْدَمَا تَفْقِدُ الأُنْسَ وَ أَنْتَ بَيْنَ مُحِبِّيكَ ، وَ تُسَيْطِرُ عَلَيْكَ مَشَاعِرُ الغُرْبَةِ ، وَ يُقْبِلُ قَلْبُكَ ثُمَّ يُدْبِرُ ،ثُمَّ يُقْبِلُ ثُمَّ يُدْبِرُ ، فَلَا يَسْتَقِرُّ عَلَى حَالٍ، وَ تَتَفَجَّرُ بِدَاخِلِكَ مَشَاعِرٌ مُضْطَرِبَةٌ بين الفَرَحِ وَ الغَمِّ..العَزْم ِ و الانْثِنَاءِ..ال طَّبْعِ وَ التَّكَلُّفِ ..المُخَالَطَةِ وَ المُجَانَبَةِ..ا لنُّطْقِ وَ الصَّمْتِ..الرِّ قَّةِ وَ الفَظَاظَةِ..الإ ِظْهَارِ وَ الكِتْمَانِ..الظ َّنِّ وَ اليَقِينِ..النُّ صْحِ وَ الغِشِّ..الكَرَا مَةِ وَ الهَوَانِ..الرِّ ضَاءِ وَ السُّخْطِ..الصَّ بْرِ وَ الجَزَعِ..الإِحْ سَانِ وَ الإِسَاءَةِ..الإ ِقْدَامِ وَ الإِحْجَامِ......." النُّورِ وَ الظُّلْمَةِ"
    =
    فَاعْلَمْ أَنَّهُ –جَلَّ جَلَالُهُ- أَوْحَشَكَ مِنْ خَلْقِهِ = لِيَفْتَح لَكَ بَابَ الأُنْسِ بِهِ.
    فَاقْبِلْ عَلَيْهِ وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    المشاركات
    356

    افتراضي رد: الوَحْشَةُ بَيْنَ الأَحْبَابِ

    قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
    " ومن علامات صحة القلب : أن لا يفتر عن ذكر ربه ، ولا يسأم من خدمته ، ولا يأنس بغيره ، إلا بمن يدله عليه ، ويذكِّرُهُ به ، ويذاكره بهذا الأمر"
    فالأنس بالله تعالى حالة وجدانية تحمل على التنعم بعبادة الرحمن ، والشوق إلى لقاء ذي الجلال والإكرام .
    قال أحد السلف : " مساكين أهل الدنيا ، خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها ، قيل : وما أطيب ما فيها ؟ قال : محبة الله ، والأنس به ، والشوق إلى لقائه ، والتنعم بذكره وطاعته ".


    وكما أنه لا نسبة لنعيم ما في الجنة إلى نعيم النظر إلى وجهه الأعلى سبحانه ، فلا نسبة لنعيم الدنيا إلى نعيم محبته ومعرفته والشوق إليه والأنس به ، بل لذة النظر إليه سبحانه تابعة لمعرفتهم به ومحبتهم له ، فإن اللذة تتبع الشعور والمحبة ، فكلما كان المحب أعرف بالمحبوب وأشد محبة له كان التذاذه بقربه ورؤيته ووصوله إليه وأنسه به أعظم .
    فالأنس بالله مقام عظيم من مقامات الإحسان الذي قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : ( أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ) .
    أخرجه البخاري (50) ، ومسلم (5) .
    قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعليقا على الحديث والأثر :
    " فهذان مقامان :
    أحدهما : الإخلاص ، وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه واطلاعه عليه وقربه منه .
    الثاني : أن يعمل العبد على مشاهدة الله بقلبه ، وهو أن يتنور قلبه بنور الإيمان" .


    يشير ابن رجب رحمه الله بكلامه هذا إلى منزلة المراقبة ، ومقام المشاهدة أو المعاينة كما يسميه بعض أهل العلم .
    فـ" المشاهدة " ناتجة عن معاينة آثار أسمائه وصفاته تعالى في الكون ، بحيث يترتب عن ذلك تنور القلب وتعلقه بالرب ، وهذه المنزلة هي التي قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام : ( أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ) فهي رؤية حُكْمية .
    أما " المراقبة " فهي العلم واليقين باطلاع الحق سبحانه على ظاهر العبد وباطنه ، وهي التي قال فيها عليه الصلاة والسلام : ( فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ) .
    قال الحافظ ابن رجب رحمه الله بعد كلامه السابق :
    " يتولد عن هذين المقامين : الأنس بالله ، والخلوة لمناجاته وذكره ، واستثقال ما يشغل عنه من مخالطة الناس والاشتغال بهم " .
    فمنزلة المراقبة إذا تحققت في العبد حصل له الأنس بالله تعالى .
    ووجه ذلك أنه إذا حصلت المراقبة يحصل القرب من الرب سبحانه ، والقرب منه جل وعلا يوجب الأنس .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •