تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: من قال : أنا أعلم من فلان فبعدا له .

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2011
    المشاركات
    7,011

    افتراضي من قال : أنا أعلم من فلان فبعدا له .

    قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى في سير أعلام النبلاء :

    وقال عبد الرزاق: أنبأنا معمر قال: كان يقال: إن الرجل يطلب العلم لغير الله ، فيأبى عليه العلم حتى يكون لله .
    قلت ( أي الذهبي ) : نعم يطلبه أولا، والحامل له حب العلم، وحب إزالة الجهل عنه، وحب الوظائف، ونحو ذلك.
    ولم يكن علم وجوب الاخلاص فيه، ولا صدق النية، فإذا علم، حاسب نفسه، وخاف من وبال قصده، فتجيئه النية الصالحة كلها أو بعضها، وقد يتوب من نيته الفاسدة ويندم.
    وعلامة ذلك أنه يقصر من الدعاوي وحب المناظرة، ومن قصد التكثر بعلمه، ويزري على نفسه، فإن تكثر بعلمه، أو قال:
    أنا أعلم من فلان فبعدا له .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,453

    افتراضي رد: من قال : أنا أعلم من فلان فبعدا له .

    قيلت وتقال، والعبرة بالغرض والسياق ..
    {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12].

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    المشاركات
    360

    افتراضي رد: من قال : أنا أعلم من فلان فبعدا له .

    قال بعض السلف : إذا رأيت الرجل لجوجًا مماريًا معجبًا برأيه فقد تمَّت خسارته .
    وإنما يعطى الجدل الفتانون ، فما ضل قوم بعد هدى إلا أوتوا الجدل ، وما يشتهي المناظرة إلا الباحثون عن أعراض الدنيا الزائلة ، وإنما كان الرجل من السلف لا يقع في المناظرة إلا اضطرارًا ،
    وما زلَّ من زلَّ في هذا الباب إلا بسبب الرياء والسمعة ، وإنما كان همُّ الأوائل الأعمال لا الأقوال ، وصار قصارى همّ بعضنا الآن الكلام طلبًا للظهور .
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك ، ودع العوام، فان من ورائكم أياما الصبر فيهن القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم."[ أخرجه الترمذي (3058) ك التفسير ، باب ومن سورة المائدة ، وقال : حسن غريب] .
    وهذه وصية نبوية غالية ، تشير إلى أمراض خطيرة:
    ( شح مطاع ، هوى متبع ، دنيا مؤثرة ، عجب وإعجاب بالرأي ) فيا لها من أمراض قتَّالة ، وأوبئة فتَّاكة ، تفتك بالدين ، وتقتل الإخلاص ، وإنَّما المرض العضال الحامل على كل هذا والمؤدي إليه : ( حب الظهور ، وشهوة التصدر ، والرغبة في الشهرة ، والعلو على الأقران ) فنسأل الله العافية من أمراض القلوب ، ونسأله هو العلي القدير أنْ يرزقنا الإخلاص ، وأنْ يجمعنا على الصالحين من عباده في الدنيا والآخرة .
    عن عبد الله بن المبارك قال : قيل لحمدون بن أحمد : ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا ؟!!
    قال : لأنَّهم تكلموا لعز الإسلام ، ونجاة النفوس ، ورضا الرحمن ، ونحن نتكلم لعز النفوس ، وطلب الدنيا ، ورضا الخلق .
    قال أبو قلابة لأيوب السختياني : يا أيوب إذا أحدث الله لك علمًا فأحدث لله عبادة ، ولا يكونن همك أن تحدث به الناس .
    قال الحسن البصري : همة العلماء الرعاية ، وهمة السفهاء الرواية .
    فإذا لم تجد القول موافقًا للعمل فاعلم أنه نذير النفاق .
    قال عبد الله بن المعتز : علم المنافق في قوله ، وعلم المؤمن في عمله .
    وحكى الذهبي عن
    أبى الحسن القطان قوله : ( أُصبت ببصري ، وأظن أنى عوقبت بكثرة كلامي أيام الرحلة ) ، ثم قال الذهبي : " صدق والله ، فقد كانوا مع حسن القصد وصحة النية غالباً يخافون من الكلام ، وإظهار المعرفة. واليوم يكثرون الكلام مع نقص العلم ، وسوء القصد ثم إن الله يفضحهم ، ويلوح جهلهم وهواهم واضطرابهم فيما علموه فنسأل الله التوفيق والإخلاص .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •