تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 10 12345678910 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 195

الموضوع: إظهار رحمة النبي صلى الله عليه وسلم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,757

    افتراضي إظهار رحمة النبي صلى الله عليه وسلم

    إن إبراز جوانب شخصية النبي - صلى الله عليه وسلم - الإنسانية ، والاستفادة من مواطن العبر والدروس فيها ، حري أن يحيي في الأمة روح العزة والسُّؤدد ، ويُصلح ما فسد من أخلاقها وآدابها ، بسبب الزحف الحضاري للأمم المختلفة التي سيطرت بقوتها وثقافاتها وإعلامها على وسائل التوجيه والتربية في شتى المجالات . وإن إظهار ما جُبل عليه من حسن الخلق ، والرِّفق في المعاملة ، والعدل في الغضب والرِّضا ، والحلم والأناة ، لهو من أكبر الدواعي على يؤثر تأثيرًا بالغًا في إقبال الناس على دعوته ، والسماع له ، ولا غرو فقد زكَّاه الله - عز وجل - من فوق سبع سماوات ، زكى عقله فقال : { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى } زكى لسانه فقال : { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } زكى قلبه فقال : { مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى } زكى بصره فقال : {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى } زكى صدره فقال : { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } زكى خلقه فقال : { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } زكاه كله فقال : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }
    وقد قال له ربه : { فَبِمَا رَحْمَة مِّنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَو كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ }
    وكان لهذا الخلُق الرَّفيع أكبر الأثر في الإقبال على هذا الدين العظيم ، وذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - كان بعيدا عن أساليب العنف والشدة والغلظة ، فاستطاع بحسن عرضه وكمال خلقه وصدقه ، أن تتسلل دعوته إلى بيوت مكة شيئا فشيئا ، حتى غزت بيوت كبار كفار مكة ؛ فاتهمه حينها كفار مكة بأنه ساحر : يفرق بين المرء وابنه ، وبين المرء وأخيه ، وبين المرء وزوجته ، وبين المرء وعشيرته .
    وإن هناك مواقف عديدة وعظيمة تدل على عظيم رحمته وشفقته بأمته وأنه بهم رءوف رحيم ، قال تعالى : { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِين َ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }.
    من صور رحمته صلى الله عليه وسلم :
    عن أنس - رضي الله عنه - قال : كان غلام يهودي يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فمرض فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده ، فقعد عند رأسه ، فقال له : أسلم ، فنظر إلى أبيه ، وهو عنده ، فقال له : أطع أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - ، فأسلم فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار . أخرجه البخاري في صحيحه . وهذا يدل على رحمة النبي - صلى الله عليه وسلم - ورأفته بالناس على وجه العموم ، حيث استبشر بإسلام هذا الغلام . . وإن تعجب فعجب من موقف والده هذا .
    2ـ ومن مواقفه معهم ما قالته عائشة لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم - : يا رسول الله ! هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال : لقد لقيت من قومك ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ؛ إذ عرضت نفسي على عبد يا ليل بن عبد كلال ، فلم يُجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرتُ فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إنَّ الله - عز وجل - قد سمع قول قومك لك ، وما ردُّوا عليك ، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ، قال : فناداني ملك الجبال وسلَّم عليَّ ، ثم قال : يا محمد! إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال ، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك ، فما شئت ؛ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين . فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بل أرجو أن يُخْرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا .متفق عليه
    وفي هذا الموقف العظيم منه - صلى الله عليه وسلم - دليل على فرط رحمته وشفقته بهم ، رغم الأذى الشديد الذي لقيه من المشركين ، والقدرة على الانتقام والتشفي.
    واستمر صلى الله عليه وسلم في دعوته ولم ييأس ، صابرا مثابرا مرابطا ، وأحزنه عدم استجابة كثيرٍ منهم فأنزل الله عليه : { لَعَلَّكَ بَاخِع نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ }.
    قال ابن كثير رحمه الله : وهذه تسليةٌ من الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - في عدم إيمان من لم يؤمن به من الكفَّار كما قال تعالى : { فَلاَ تَذهَبْ نَفْسُكَ عَلَيهِمْ حَسَرَاتٍ } وكقوله { فَلَعَلَّكَ بَاخِع نَّفْسَكَ عَلَى آثَرِهِم } (1) الآية .قال مجاهد وعكرمة وقتادة وعطية والضحَّاك والحسن وغيرهم : { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ } أي : قاتل نفسك ، قال الشاعر :
    ألا أيّهذاَ البَاخعُ الحُزنُ نفسَه ... لشيء نَحَتْهُ عَنْ يَدَيه الَمقَادِرُ أهـ
    فهذا موقف عظيم منه - صلى الله عليه وسلم - ؛ فمع ما ناله منهم لم ينتقم وصبر وتحمل الأذى ، في سبيل أن يسلموا . وكان كذلك فقد دخلوا بعد فتح مكة في دين الله أفواجًا كما قال الله - عز وجل - : { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ ، وَرَأَيتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا ، فَسَبِّح بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا } .
    3ـ موقف آخر يدل على كما رحمته بأمته صلى الله عليه وسلم
    عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تلا قول الله - عز وجل - في إبراهيم : { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي } .وقال عيسى - عليه السلام - : { إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ }
    فرفع يديه وقال : اللهُمَّ أمَّتي أمَّتي ، وبكى فقال الله - عز وجل - : يا جبريل ، اذهب إلى محمد - وربُّك أعلم - فسله ما يُبكيك ؟ فأتاه جبريل - صلى الله عليه وسلم - ، فسأله فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما قال - وهو أعلم - فقال الله : يا جبريلُ اذهب إلى محمد فقل : إنَّا سنُرضيكَ في أمَّتك ولا نسُوءك . أخرجه مسلم في صحيحه .قال القاضي عياض :
    هذا موافق لقول الله عز و جل ولسوف يعطيك ربك فترضى ]

    وإلى لقاء آخر إن شاء الله .



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,356

    افتراضي رد: إظهار رحمة النبي صلى الله عليه وسلم . ( دعــوة للمشاركة )

    بارك الله فيكم شيخنا الحبيب؛ وفي موضعكم المبارك.
    ومن مواقف الرحمة عند النبي صلى الله عليه وسلم - وهي كثيرة -:
    ما رواه البخاري ومسلم في ((الصحيحين))، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَامَ يَبُولُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَهْ مَهْ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُزْرِمُوهُ دَعُوهُ» فَتَرَكُوهُ حَتَّى بَالَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: «إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ، وَلَا الْقَذَرِ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ» أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَأَمَرَ رَجُلًا مِنَ الْقَوْمِ فَجَاءَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَشَنَّهُ عَلَيْهِ.
    فيا لها من رحمة لا تدانيها رحمة مخلوق آخر
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,356

    افتراضي رد: إظهار رحمة النبي صلى الله عليه وسلم . ( دعــوة للمشاركة )

    وفي رواية عند البخاري وغيره: قَالَ الأَعْرَابِيٌّ وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلاَ تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا. فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْأَعْرَابِيِ ّ: «لَقَدْ حَجَّرْتَ وَاسِعًا» يُرِيدُ رَحْمَةَ اللَّهِ.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,356

    افتراضي رد: إظهار رحمة النبي صلى الله عليه وسلم . ( دعــوة للمشاركة )

    وقالت عائشة رضي الله عنها - كما في ((الصحيحين)): «مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا، مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بِهَا».
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,356

    افتراضي رد: إظهار رحمة النبي صلى الله عليه وسلم . ( دعــوة للمشاركة )

    ومن مواقف رحمته صلى الله عليه وسلم ما حكاه خادمه أنس بن مالك رضي الله عنه - كما في ((الصحيحين)) قال:
    ((خَدَمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي: أُفٍّ، وَلاَ: لِمَ صَنَعْتَ؟ وَلاَ: أَلَّا صَنَعْتَ)).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,356

    افتراضي رد: إظهار رحمة النبي صلى الله عليه وسلم . ( دعــوة للمشاركة )

    ومن مواقف رحمته صلى الله عليه وسلم حتي مع غير المسلمين:
    ما حدث مع أسارى بدر؛ قال ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنه كما في ((صحيح مسلم)):
    فَلَمَّا أَسَرُوا الْأُسَارَى، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ: «مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ الْأُسَارَى؟» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا نَبِيَّ اللهِ، هُمْ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةِ، أَرَى أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُمْ فِدْيَةً فَتَكُونُ لَنَا قُوَّةً عَلَى الْكُفَّارِ، فَعَسَى اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ لِلْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَرَى يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟» قُلْتُ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَرَى الَّذِي رَأَى أَبُو بَكْرٍ، وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تُمَكِّنَّا فَنَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ، فَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ، وَتُمَكِّنِّي مِنْ فُلَانٍ نَسِيبًا لِعُمَرَ، فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَصَنَادِيدُهَا ، فَهَوِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَلَمْ يَهْوَ مَا قُلْتُ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جِئْتُ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ قَاعِدَيْنِ يَبْكِيَانِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَبْكِي أَنْتَ وَصَاحِبُكَ؟ فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ، وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنْ أَخْذِهِمِ الْفِدَاءَ، لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُهُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ - شَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ مِنْ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} [الأنفال: 67] إِلَى قَوْلِهِ {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} [الأنفال: 69] فَأَحَلَّ اللهُ الْغَنِيمَةَ لَهُمْ.
    فأين الذين ينعقون كالغربان: نُشِرَ الإسلامُ بحد السيف؛ فليأتوا لنا بأرحمَ منه صلى الله عليه وسلم.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,055

    افتراضي رد: إظهار رحمة النبي صلى الله عليه وسلم . ( دعــوة للمشاركة )

    أنس بن مالك رضي الله عنه وهو يصف رحمة الرسول بالأطفال إذ قال: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّه "
    اسباب ضعف طلب العلم فى مصر .pdf (400.2 كيلوبايت, المشاهدات 66)
    صفحتى على الفيس بوك
    https://www.facebook.com/profile.php...26&ref=tn_tnmn

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,757

    افتراضي رد: إظهار رحمة النبي صلى الله عليه وسلم . ( دعــوة للمشاركة )

    بارك الله فيكما وأحسن إليكما .
    10ـ ( وذلك باعتبار ما ذكرتما ـ مع الرجاء ترقيم ما يكتبه أي مشارك ، بارك الله فيكم جميعا )
    ـ رحمته بعمه أبي طالب :
    كان عمه أبو طالب من أشد مناصري دعوته ، ولأجل هذا حرص على إسلامه ، لكن سبق في علم الله أنه يموت كافرًا ؛ فعن سعيد بن المسيب ، عن أبيه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا عم قل : لا إله إلا الله ، كلمة أشهد لك بها عند الله ، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ، فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرضها عليه ، ويعيد له تلك المقالة ، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم : هو على ملَّة عبد المطلب ، وأبى أن يقول : لا إله إلا الله ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أما والله لأستغفرنَّ لك ما لم أنه عنك ، فأنزل الله - عز وجل - : { مَا كَانَ للنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَّسْتَغْفِرُوا لِلمُشْرِكِينَ وَلَو كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الجَحِيمِ }. وأنزل الله تعالى في عمه أبي طالب مخاطبًا رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - : { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَّشَاءُ ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِالمُهْتَدِينَ } .متفق عليه .
    ومع هذا فقد نفعته مواقفه هذه مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد قال العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - للنبي - صلى الله عليه وسلم - : ما أغنيتَ عن عمك؟ فإنه كان يحوطك ويغضب لك ، قال : (( هو في ضحضاح من نار ، ولولا أنا لكان في الدَّرك الأسفل من النَّار .
    والمعنى أنه - صلى الله عليه وسلم - شفع له عند ربه حتى خفف له كما ورد في بعض روايات الحديث .
    11 ـولعلَّ من أبلغ وأعظم مظاهر رحمته - صلى الله عليه وسلم - بأمته ، موقفه في عرصات القيامة ، في يوم يشيب له الولدان يوم يفر المء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه ، عندما يشفع الشفاعة العُظمى ، كما في حديث أنس بن مالك الطويل وفيه : فأنطلقُ فأستأذنُ على ربِّي فيُؤذن لي ، فأقومُ بين يديه ، فأحمدُهُ بمحامِدَ لا أقدر عليه الآن ، يُلهمُنيه اللهُ ، ثمَّ أخِرُّ له ساجدًا ، فيقال لي : يا محمد ارفع رأسك ، وقل يُسمع لك وسل تُعطه ، واشفع تُشفَّع ، فأقول : ربِّ أمَّتي أمَّتي فيقالُ : انطلق فمن كان في قلبه مثقالُ حبَّةٍ من برة أو شعيرة من إيمان فأخرجه منها ، فأنطلق فأفعل ، ثمَّ أرجع إلى ربِّي فأحمده بتلك المحامد ، ثمَّ أخر له ساجدًا ، فيقال لي : يا محمد ارفع رأسك ، وقل يُسمع لك وسل تُعطه واشفع تُشفَّع فأقول : أمَّتي أمَّتي ، فيقال لي : انطلق فمن كان في قلبه مثقال حبَّةٍ من خردل من إيمان فأخرجه منها ، فأنطلق فأفعل ، ثمَّ أعود إلى ربي فأحمده بتلك المحامد ، ثمَّ أخر له ساجدًا ، فيقال لي : يا محمد ارفع رأسك وقل يُسمع لك ، وسل تُعطه واشفع تشفَّع ، فأقول : يا ربِّ أمتي أمتي ، فيقال لي : انطلق فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبَّةٍ من خردلٍ من إيمان ، فأخرجه من النَّار فأنطلق فأفعل . أخرجه مسلم في صحيحه .هذه الصور المشرقة النيرة تعطينا جانبًا عظيمًا من جوانب رأفته ورحمته وشفقته على أمته - صلى الله عليه وسلم - ، فها هو يقول - صلى الله عليه وسلم - : مثلي كمثل رجل استوقد نارًا فلما أضاءت ما حولها ، جعل الفراشُ وهذه الدَّواب التي في النَّار يقعن فيها ، وجعل يحجُزُهُنَّ ويغلبنَهُ ، فيقتحمنَ فيها ، قال : فذلكُم مثلي ومثلُكُم ، أنا آخِذٌ بحُجَزِكُم عن النَّار ، هلمُّ عن النَّار ، هلمُّ عن النَّار . . فتغلبُوني تقحَّمون فيها . خرجه مسلم أيضا . وبوب النووي في المنهاج كتاب الفضائل فقال : باب شفقته - صلى الله عليه وسلم - على أمته ومبالغة في تحذيرهم مما يضرهم
    وصدق ـ بأبي هو وأمي ـ صلى الله عليه وسلم ؛ فكم واجهه من أذى قريش ، حين ضربوه وسبوه ، وأخرجوه من أحب البلاد إليه وما زال يدعوهم ويدعوهم ، ويعفو عن مُسيئهم ، ويحلم عليهم حتى أنقذ الله به الكثير منهم من النَّار .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,757

    افتراضي رد: إظهار رحمة النبي صلى الله عليه وسلم . ( دعــوة للمشاركة )

    12 ـ وكان صلى الله عليه وسلم يخشى أن يموت قومه على الكفر ، وتتجلى رأفته ورحمته في أبهى صورها في دعوته لهم ، وإصراره على إنقاذهم من النار ، مع ما جابهوه به من الأذى والاستهزاء والسُّخرية والعناد . فعن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } . صعد النبي - صلى الله عليه وسلم - على الصَّفا ، فجعل يُنادي : يا بني فهر ! يا بني عدي ! لبطون قريش حتى اجتمعوا ، فجعل الرَّجل إذا لم يستطع أن يَخرج أرسل رسولاً لينظر ما هو ، فجاء أبو لهب وقريش فقال : أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تُريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقيَّ ؟ قالوا : نعم ، ما جربنا عليك إلا صدقًا . قال : فإنِّي نذير لكم بين يدي عذابٍ شديدٍ . فقال أبو لهب : تبًا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا فنزلت : { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَب وَّتَبَّ ، مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ } . أخرجه البخاري وغيره .ومن هذا أيضا أنه كان صلى الله عليه وسلم حريصا عليهم ، رحيما بهم ، مشفقا كالأب الحنون ، فعن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه و سلم : قال : إن مثلي ومثل ما بعثني الله به ، كمثل رجل أتى قومه فقال : يا قوم إني رأيت الجيش بعيني وإني أنا النذير العريان فالنجاء فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلتهم وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم فذلك مثل من أطاعني واتبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق . أخرجه البخاري ومسلم . وبوب عليه النووي في المنهاج : ( باب شفقته صلى الله عليه و سلم على أمته ) والنذير العريان معناه كما قال العلماء : أصله أن الرجل إذا أراد إنذار قومه وإعلامهم بما يوجب المخافة نزع ثوبه وأشار به إليهم إذا كان بعيدا منهم ليخبرهم بما دهمهم ، وأكثر ما يفعل هذا ربيئة قومه وهو طليعتهم ورقيبهم . فنادى عليهم : فالنجاء . أي : اطلبوا النجاء . كل هذا لحرصه عليهم ورحمته وشفقته بهم .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    111

    افتراضي رد: إظهار رحمة النبي صلى الله عليه وسلم . ( دعــوة للمشاركة )

    لا تنسوني بالدعاء يرحمكم الله : سليم عبدالمالك

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,757

    افتراضي رد: إظهار رحمة النبي صلى الله عليه وسلم . ( دعــوة للمشاركة )

    جزاك الله خيرا لكنه مختصر ومقتصر على معاملة غير المسلمين ، ونحن هنا نظهر رحمته صلى الله عليه وسلم للعالمين مع المسلمين وغيرهم من الصغار الكبار والرجال والنساء ، ناهيك عن أننا قصدنا التوسع بقدر الإمكان ، وذلك بإيراد الإخوان المشاركين هنا جزاهم الله خيرا زيادات يثرون به الموضوع . ونشترط صحة الأحاديث والآثار في ذلك ، وما ذكر ـ في الرابط المشار إليه ـ من حديث : اذهبوا فأنتم الطلقاء . لا يصح . ولك الشكر على إفادتنا . نفع الله بك .
    ومن رأفته ورحمته مثلا في واقعة أمامة بنت بنته وهو يحملها في الصلاة ، وسأذكرها لاحقا ـ بإذن الله ـ لشغلي الآن ، والله المستعان .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,757

    افتراضي رد: إظهار رحمة النبي صلى الله عليه وسلم . ( دعــوة للمشاركة )

    13 ـ ومن رحمته وشفقته صلى الله عليه وسلم بالصغار ، ما جاء من حديث أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يصلي وهو حامل أمامه بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم ولأبي العاص بن الربيع ، فإذا قام حملها وإذا سجد وضعها . متفق عليه .
    وقد حملها رحمة بها وشفقة عليها لما كانت العرب تألفه من كراهة البنات وحملهن فخالفهم في ذلك حتى في الصلاة للمبالغة في ردعهم والبيان بالفعل قد يكون أقوى من القول ، كما قاله العلماء ، فيما نقله الحافظ في الفتح عن بعضهم .
    وقال ابن حجر أيضا : وفيه تواضعه صلى الله عليه و سلم وشفقته على الأطفال وإكرامه لهم جبرا لهم ولوالديهم .أهـ
    قلت : ففيه حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم ورأفته وملاطفته للصبيان جبرا لهم ولوالديهم، وهذا فيه التواضع مع الصبيان، وسائر الضعفة ورحمتهم وملاطفتهم، ولذا أعاد البخاري ـ لله دره ـ هذا الحديث في كتاب الأدب ـ وبوب عليه: باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته .
    فائدة تتعلق بالحديث : قال الحافظ ابن رجب في الفتح : وقال ابن أبي شيبة : من فعل ذلك على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، رجونا أن تكون صلاته تامة . قال : ويجزئ عمن فعل كفعل أبي برزة في صلاته .

    قال الجوزجاني : وأقول : إن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم نجاة لا رجاء ، وإنما الرجاء في اتباع غيره فيما لم يكن عنه .
    ثم خرج حديث أبي قتادة في حمل أمامة بإسناده .
    ومراده : الإنكار على ابن أبي شيبة في قوله : ( ( أرجو ) ) ، وأن مثل هذا لا ينبغي أن يكون فيه رجاء ؛ فإنه اتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك نجاة وفلاح .

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,757

    افتراضي رد: إظهار رحمة النبي صلى الله عليه وسلم . ( دعــوة للمشاركة )

    14 ـ وكذا في حديث بُرَيْدَةَ قال : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُنَا، فَجَاءَ الْحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمِنْبَرِ، فَحَمَلَهُمَا فَوَضَعَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: 15] نَظَرْتُ إِلَى هَذَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ، فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قَطَعْتُ حَدِيثِي وَرَفَعْتُهُمَا ". خرجه أحمد وأصحاب السنن وغيرهم .
    وقد قطع الخطبة صلى الله عليه وسلم وما طابت نفسه حتى نزل فحملهما ؛ رحمة ورأفة بهما وهو الرءوف الرحيم صلى الله عليه وسلم . قال المباركفوري في تحفة الأحوذي : قوله : إنما أموالكم وأولادكم فتنة . أي : اختبار وابتلاء من الله تعالى لخلقه ليعلم من يطيعه ممن يعصيه فلم أصبر أي عنهما لتأثير الرحمة والرقة في قلبي حتى قطعت حديثي أي كلامي في الخطبة ..أهـ

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,356

    افتراضي رد: إظهار رحمة النبي صلى الله عليه وسلم . ( دعــوة للمشاركة )

    15- ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالحيوان:
    ما رواه أبوداود عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأَيْنَا حُمَرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا، فَجَاءَتِ الْحُمَرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرِشُ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا». وَرَأَى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَّقْنَاهَا فَقَالَ: «مَنْ حَرَّقَ هَذِهِ؟» قُلْنَا: نَحْنُ. قَالَ: «إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ».
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,356

    افتراضي رد: إظهار رحمة النبي صلى الله عليه وسلم . ( دعــوة للمشاركة )

    16- ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالحيوان:
    ما ورد في الصحيحين عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: مَرَّ ابْنُ عُمَرَ بِنَفَرٍ قَدْ نَصَبُوا دَجَاجَةً يَتَرَامَوْنَهَ ا، فَلَمَّا رَأَوْا ابْنَ عُمَرَ تَفَرَّقُوا عَنْهَا، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ مَنْ فَعَلَ هَذَا».
    وفي لفظ عند البخاري: «لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ مَثَّلَ بِالحَيَوَانِ».
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,356

    افتراضي رد: إظهار رحمة النبي صلى الله عليه وسلم . ( دعــوة للمشاركة )

    17- ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالحيوان:
    ما رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ، اشْتَدَّ عَلَيْهِ العَطَشُ، فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الكَلْبَ مِنَ العَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ بِي، فَنَزَلَ البِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ، فَسَقَى الكَلْبَ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ [ص:10]، وَإِنَّ لَنَا فِي البَهَائِمِ أَجْرًا؟ فَقَالَ: «نَعَمْ، فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ».
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,356

    افتراضي رد: إظهار رحمة النبي صلى الله عليه وسلم . ( دعــوة للمشاركة )

    18-ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالحيوان:
    ما رواه أحمد وغيره عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَاتَ يَوْمٍ خَلْفَهُ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لَا أُخْبِرُ بِهِ أَحَدًا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ فِي حَاجَتِهِ هَدَفٌ، أَوْ حَائِشُ نَخْلٍ، فَدَخَلَ يَوْمًا حَائِطًا مِنْ حِيطَانِ الْأَنْصَارِ، فَإِذَا جَمَلٌ قَدِ أتَاهُ فَجَرْجَرَ، وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ - قَالَ بَهْزٌ، وَعَفَّانُ: فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ - فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرَاتَهُ وَذِفْرَاهُ، فَسَكَنَ، فَقَالَ: «مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ؟» فَجَاءَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: هُوَ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «أَمَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَهَا اللَّهُ، إِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ».
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,757

    افتراضي رد: إظهار رحمة النبي صلى الله عليه وسلم . ( دعــوة للمشاركة )

    بارك الله فيك ، ما شاء الله .
    لقد سبق نبي الرحمة هؤلاء الذين يتشدقون بحقوق الحيوان ، وأسسوا ما يعرف بـ : منظمة حقوق الحيوان . بأكثر من ألف وأربعمائة سنة .
    لكن لقد غلت هذه المنظمة غلوا عجيبا حتى تعدوا وظلموا ، فانظر ماذا حدث :
    لقد غلت مُنظمة حقوق الحيوان حينما حدثت مشكلةُ كثرةُ القردةِ في الهند في عاصمتها نيودلهي فآذت الناس والمواطنين مما اضطرهم إلى التسلُحِ بالعصى والحجارة لحماية أنفسهم ضد هجمات هذه القردة فهم لا يقتلونها لأنها مُقدسةٌ في ديانتهم ،وليست هذه هي المشكلة لكن ما تبنته هذه المنظمة من موقفٍ غريبٍ فقالت : " إن المشكلة ليست زيادُة أعداد القردةِ بل زيادةُ أعدادِ البشر وقالوا إن البشر قد استولوا على الأراضي التي كانت القردة تعيشُ فيها، وأكلوا الثمار التي كانت تتغذى عليها ولذا لم تجد القردة سبيلاً للبقاء سوى الُلجوءِ إلى المُدُنِ" الأنترنت( بي بي سي أونلاين،بتاريخ 15/01/01 )بعنون القردة تغزو الحكومة الهندية .
    وهذا قول عجيب دال على قلة العقل والبصيرة ، فسبحان الله كيف ابتعد هؤلاء عن مقتضى العقل والحكمة وكيف عُكست المفاهيم والحقائق عندهم ، فجعلوا القردة بمستوى يكاد يصل إلى مستوى البشر ومكانتهم ، بل أعلى ، فالحمد لله على نعمة الإسلام ، الذي تنضبط به الأمور . وإن تعجب فعجب قولهم : إن الذي حملهم على هذا ـ بزعمهم ـ رأفتهم ورحمتهم بالحيوان ؟! سبحانك هذا بهتان عظيم .

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,757

    افتراضي رد: إظهار رحمة النبي صلى الله عليه وسلم . ( دعــوة للمشاركة )

    19ـ ومن الدلائل على رحمته ، عدم دعائه على المشركين ـ كما ذكر في الحديث المذكور آنفا برقم (2) وكذا ما جاء عن أبي هريرة قال : قيل : يا رسول الله ، ادع على المشركين . قال : إني لم أبعث لعانا ، وإنما بعثت رحمة . رواه مسلم في صحيحه .
    بعث صلى الله عليه وسلم رحمة للناس عامة وللمؤمنين خاصة متخلقا بوصفي الرحمان الرحيم ، ولقوله تعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.
    قال العلماء : أما للمؤمنين فظاهر وأما للكافرين فلأن العذاب رفع عنهم في الدنيا بسببه ، كما قال تعالى :{ وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم } . فعذاب الاستئصال مرتفع عنهم ببركة وجوده إلى يوم القيامة .
    وبعث صلى الله عليه وسلم رحمة ، وذلك من خلال المبالغة في النصح لهم ، والحرص على إيمانهم ، وبالصبر على جنانهم واعتداء الكثير منهم ، وترك الدعاء عليهم ؛ إذ لو دعا عليهم لهلكوا . وهذه الرحمة يشترك فيها المؤمن والكافر ، أما رحمته الخاصة فلمن هداه الله تعالى ، ونؤر قلبه بالإيمان ، وزين جوارحه بالطاعة .
    قال المناوي في فيض القدير: لأنه حشي بالرحمة والرأفة فاستنار قلبه بنور الله فرقت الدنيا في عينه فبذل نفسه في جنب الله فكان رحمة ومفزعا ومأمنا وغياثا وأمانا فالعذاب لم يقصد من بعثه .
    20ـ كذلك من رحمته بالمؤمنين ، ما جاء من حديث أبي هريرة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : يا رسول الله ، هلكت ! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : وما أهلكك . فقال الرجل: وقعت على امرأتي في رمضان - فقال له النبي صلى الله : فهل تجد ما تعتق به رقبة ؟ قال: لا . قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتاليين ؟ فقال : لا . قال : فهل تجد ما تطعم ستين مسكينا ؟ . قال : لا. ثم جلس. فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر ، فأعطاه إياه وقال له : تصدق بهذا . فقال الرجل: على أفقر منا ؟! فما بين لابتيها أحوج إليه منا . فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ، ثم قال : اذهب فأطعمه أهلك . متفق عليه .
    فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لم ينهر هذا الرجل ، ولم يشتمه ولم يوبخه ، لأنه جاء نادماً تائباً خائفاً ، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم بعلمه وحكمته أن هذا الرجل لا يستحق أن يوبخ ، بل يبين له الحق الذي جاء من عند الله ، ويعامل بالرفق واللين وهذا من رحمته صلى الله عليه وسلم التي مدحه الله تعالى بها في كتابه حيث قال :{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ } . وقال تعالى :{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِين َ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }.

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,757

    افتراضي رد: إظهار رحمة النبي صلى الله عليه وسلم . ( دعــوة للمشاركة )

    21 ـ رحمته صلى الله عليه وسلم بالعبد المملوك ، قد حرص صلى الله عليه وسلم على المملوك والرأفة به وعدم تكيفه ما لا يطيق ، فعن أبي هريرة : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال ( للمملوك طعامه وكسوته ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق ) وفي حديث آخر عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إذا صنع لأحدكم خادمه طعامه ثم جاءه به وفقد ولى حره ودخانه فلقعده معه فليأكل فإن كان الطعام مشفوها قليلا فليضع في يده منه أكلة أو أكلتين ) قال داود ـ أحد رواة الحديث ، وهو ابن قيس ـ : يعني لقمة أو لقمتين .
    وقوله : ( وقد ولى حره ودخانه ) الولى مثل الرمى القرب أي ومن حق من ولى حر شيء وشدته أن يلي قره وراحته فقد تعلقت به نفسه وشم رائحته
    قوله : ( مشفوها ) المشفوه القليل لأن الشفاه كثرت عليه حتى صار قليلا .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •