على اعتبار هذه الآية
{وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ}
أفيدونا مأجورين
على اعتبار هذه الآية
{وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ}
أفيدونا مأجورين
للتذكير
للتذكير
أين طلبة العلم ؟!
قال الشنقيطي - رحمه الله - ((أضواء البيان)) (2/ 152):
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ.
ذَكَرَ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ أَنَّ الْإِنْسَانَ فِي وَقْتِ الْكَرْبِ يَبْتَهِلُ إِلَى رَبِّهِ بِالدُّعَاءِ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ، فَإِذَا فَرَّجَ اللَّهُ كَرْبَهُ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ، وَنَسِيَ مَا كَانَ فِيهِ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِيهِ قَطُّ.
وَبَيَّنَ هَذَا فِي مَوَاضِعَ أُخَرَ كَقَوْلِهِ: وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ الْآيَةَ [39 \ 8] ، وَقَوْلِهِ: فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ الْآيَةَ [39 \ 49] ، وَقَوْلِهِ: وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ [41 \ 51] وَالْآيَاتُ فِي مِثْلِ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ.
جزاكم الله خير .
بارك الله فيك!
ومصداق ما قلت قوله تعالى: "فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرّعوا".
قال القرطبي رحمه الله: "لولا تحضيض، وهي التي تَلي الفعل بمعنى هلاّ؛ وهذا عتاب على ترك الدعاء...والدعاء مأمور به حال الرخاء والشدّة.
وجاء في اللسان: "وتضرع إلى الله أَي ابتهل.
وعن الفرّاء: جاء فلان يتضرَّعُ ويَتَعَرَّضُ ويَتَأَرَّضُ ويَتصَدَّى ويَتَأَتَّى بمعنًى، إِذا جاء يطلب إِليك الحاجة، وأَضرَعَتْه إِليه الحاجة وأَضرَعَه غيره."
والله تعالى أعلم.
بارك الله فيكم جميعًا
قال شيخ المفسرين أبو جعفر الطبري ت 310 : يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَإِذَا نَحْنُ أَنْعَمَنَا عَلَى الْكَافِرِ ، فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ ، وَرَزَقْنَاهُ غِنًى وَسَعَةً ، وَوَهَبْنَا لَهُ صِحَّةَ جِسْمٍ وَعَافِيَةً ، أَعْرَضَ عَمَّا دَعَوْنَاهُ إِلَيْهِ مِنْ طَاعَتِنَا ، وَصَدَّ عَنْهُ {وَنَأَى بِجَانِبِهِ} يَقُولُ : وَبَعُدَ مِنْ إِجَابَتِنَا إِلَى مَا دَعَوْنَاهُ إِلَيْهِ ، وَيَعْنِي بِجَانِبه بنَاحِيَته.
وقال ابن حيان في البحر : فَذو دُعاءٍ عَريضٍ: أَىْ فَهوَ ذو دُعاءٍ بِإِزالَةِ الشَّرِّ عَنهُ وَكَشفِ ضُرِّهِ. والعَرَبُ تَستَعمِلُ الطُّولَ والعَرضَ فى الكَثرَةِ.
يُقالُ: أَطالَ فُلانٌ فى الظُّلمِ، وَأَعرَضَ فى الدُّعاءِ إِذا كَثَّرَ، أَىْ فَذو تَضَرُّعٍ واستِغاثَةٍ. وَذَكَرَ تَعالَى فى هَذِهِ الآيَةِ نَوعًا من طُغيانِ الإِنسانِ، إِذا أَصابَهُ اللهُ بِنِعمَةٍ أَبطَرَتهُ النِّعمَةُ، وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ ابتَهَلَ إِلَى اللهِ وَتَضَرَّعَ.
وقال الحافظ ابن كثير : وذلك لأنه إذا أصابته شدة قلق لها وجزع منها، وأكثر الدعاء عند ذلك، فدعا الله في كشفها وزوالها عنه في حال اضطجاعه وقعوده وقيامه، وفي جميع أحواله، فإذا فرج الله شدته وكشف كربته، أعرض ونأى بجانبه، وذهب كأنه ما كان به من ذاك شيء، { مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ }
ثم ذم تعالى مَنْ هذه صفته وطريقته (1) فقال: { كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } فأما من رزقه الله الهداية والسداد والتوفيق والرشاد، فإنه مستثنى من ذلك، كما قال تعالى: { إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } [ هود: 11 ]، وكقول (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرا له: إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له"، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن .