قال الامام الذهبي- رحمه الله- في ترجمة أبو الخطاب عمر بن دحية في تاريخه:" قرأت بخط الضياء الحافظ: "وفي ليلة الثلاثاء رابع عشر ربيع الأول توفي أبو الخطاب عمر بن دحية. وكان يتسمى بذي النسبين بين دحية والحسين. لقيته بإصبهان، ولم أسمع منه شيئاً، ولم يعجبني حاله. وكان كثير الوقيعة في الأئمة. وأخبرني إبراهيم السنهوري بإصبهان: أنه دخل المغرب، وأن مشايخ المغرب كتبوا له جرحه وتضعيفه. وقد رأيت منه أنا غير شيء مما يدل على ذلك".قال الذهبي ايضا 'قال ابن واصل:" وكان أبو الخطاب مع فرط معرفته الحديث وحفظه الكثير له، متهماً بالمجازفة في النقل، وبلغ ذلك الملك الكامل، فأمره يعلق شيئاً على "الشهاب"، فعلق كتاباً تكلم فيه على أحاديثه وأسانيده، فلما وقف الكامل على ذلك، قال له بعد أيام: قد ضاع مني ذلك الكتاب فعلق لي مثله، ففعل، فجاء في الثاني مناقضة للأول. فعلم السلطان صحة ما قيل عنه. فنزلت مرتبته عنده وعزله من دار الحديث آخراً وولى أخاه أبا عمرو الذي نذكره في العام الآتي". -ثم قال الامام الذهبي- قال ابن نقطة:" كان موصوفاً بالمعرفة والفضل، ولم أره. إلا أنه كان يدعي أشياء لا حقيقة لها. ذكر لي أبو القاسم بن عبد السلام - ثقةٌ - قال: نزل عندنا ابن دحية، فكان يقول: أحفظ "صحيح" مسلم، و"الترمذي" قال: فأخذت خمسة أحاديث من "الترمذي"، وخمسة من "المسند" وخمسةً من الموضوعات فجعلتها في جزءٍ، ثم عرضت عليه حديثاً من "الترمذي" فقال: ليس بصحيحٍ، وآخر فقال: لا أعرفه. ولم يعرف منها شيئاً.
قلت: "ما أحسن الصدق، ولقد أفسد هذا المرء نفسه".اه.نعم ما احسن الصدق وكفى به منجاة و بالكذب مرداة اذا اصل الخير في الصدق واصل الشر في الكذب فقد روى البخاري في صحيحه -كتاب الادب باب قول الله تعالى يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين- ومسلم- كتاب البر والصلة باب قبح الكذب وحسن الصدق وفضله- عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً"وروى البخاري بسنده عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنما ثلاثة نفر ممن كان قبلهم يمشون إذ أصابهم مطر، فأووا إلى غار فانطبق عليهم، فقال بعضهم لبعض: إنه والله يا هؤلاء لا يُنجيكم إلا الصدق، فليدعو كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه، فأخذ كل واحد منهم يذكر أمرًا ذكره"