محتوى فروع اللغة العربية وتفعيل الإسلام في حياة الطلاب
(1)
أين يظهر المحتوى في اللغة العربية؟
إنه يظهر في موضوعات القراءة حيث الأسلوب العلمي غالبا، ومختارات النصوص حيث الأسلوب الأدبي غالبا، وأمثلة النحو وفقره، وقطع الإملاء وموضوعات الإنشاء، وأسطر الخط، وأمثلة البلاغة وفقرها، ونصوص الأسئلة والتدريبات.
ومم يتكون محتوى اللغة العربية؟
إن تحليل المحتوى يظهر المفاهيم والقوانين والنظريات والمبادئ و... إلخ حيث الجانب الثقافي المحتوي المعلومات المراد إيصالها إلى الطلاب، والقالب المصوغ فيه ذلك المحتوى من مقال أو قصة أو مسرحية أو رواية جيث الجانب الأدبي التعبيري، والظواهر اللغوية التي تعكس المختار من قواعد علوم اللغة المختلفة حيث المعلومات اللغوية.
ومَنْ يضع ذلك المحتوى؟
إنهم مؤلفو الكتب الذي يعكسون فكرهم على مختاراتهم.
كيف؟
إن كانوا علمانيين - وهذا هو الغالب- يرون أن الإسلام عبادة شعائرية لا تتصل بالحياة فإن محتواهم سيبوح بذلك مؤكدا الواقع المعاش مهما كان بعيدا عن الإسلام.
كيف؟
كتبت مقالات كثيرة في هذا الشأن، ويهمني هنا تناول جانب آخر يمثل منطلقا خصبا للمعلم الملتزم لتفعيل الإسلام في حياة طلابه من خلال تعليقه على قضايا المحتوى.
كيف؟
(2)
أ- في أحد الموضوعات يمدح المؤلف شخصا تبرع لمستشفى السرطان، والتبرع شيء محمود لا سيما إن كان إلى محتاج كالمرضى، لكننا لو رأينا كيف تبرع ذلك المتبرع لوجدنا السم في الدسم.
كيف تبرع؟
أرسل رسالة إلى البريد حيث يودع أمواله، وطلب إليهم أن يرسلوا التبرع عنه إلى المستشفى.
ماذا حدث هنا؟
لقد سوّغ المؤلف قضية الربا التي تمثل مثار اتفاق العلماء على حرمتها، والمعلم الملتزم لا بد أن يوضح هذه المسألة ولا يكرر ما في الدرس فقط.
2- وماذا أيضا؟
يكثر أن يورد المؤلف درسا أو أكثر عن الموسيقى وأثرها الإيجابي على المنشغل بها، وهنا ينبغي للمعلم الملتزم أن يذكر حكم الإسلام في الموسيقى، ويعرض الآراء المختلفة بأدلتها.
3- وماذا أيضا؟
يكثر أيضا أن يورد المؤلفون فن الرسم ويمدحونه إجمالا، وهنا ينبغي للمعلم الملتزم أن يبسط القول فيه؛ ليفرق بين رسم ما فيه روح ورسم ما لا روح فيه.
4- وماذا أيضا؟
يورد المؤلفون الوحدة الوطنية في أكثر من صورة وفي أكثر من درس إيرادا ليس فيه تفصيل الإسلام، وهنا ينبغي للمعلم الملتزم أن يبين أحكام الولاء والبراء، وأحكام غير المسلمين في المجتمع الإسلامي، ويبين حقوقهم في الإسلام، ويفاضل بينها وبين ما يشاع الآن.
و....، و... إلخ
(3)
والسؤال: أَيُعدُّ انشغال المعلم ببيان ذلك خروجا عن الدرس والمقرر؟
والجواب الذي لا محيد عنه هو "لا".
لماذا؟
لأن البعد الثقافي في المقرر يراد به إحداث وعي عند الطلاب بخصوص قضايا معينة، ويكون الوعي العلماني منصبا على نقطة واحدة هي المتفقة مع ما يشاع في المجتمع؛ فيكون بيان حكم الإسلام مكملا للوعي المطلوب إنشاؤه وإثراء لفكر الطلاب وتفعيلا للإسلام في حياتهم.
ولأن المعلم لو انشغل بذلك لوجب عليه أن يقرأ ويثقف ذاته؛ لأنه لن يستطيع ذلك إلا إذا كان عنده العلم الشرعي الصحيح الواضح، وهو لن يملك ذلك إلا بطلبه تلقيا وقراءة.
(4)
فهل ينشط المعلمون لذلك متيقنين أنهم على ثغر من ثغور الإسلام ويحملون رسالته؟
أدعو الله تعالى أن يحدث ذلك!