يـوم كـــنا نـعلم الدنيـا الحضارة ..!!!
(الموازين العربية الدقيقة)

أطال الأستاذ السير فلندرس بتري عالم الأثار المعروف فحص مجموعة موازين من الزجاج صنعها العرب في القرن الثامن الميلادي الثالث الهجري فوجد ان فرق الخطأ في وزن الدراهم والدنانير لا يزيد علي أربعة أجزاء من ألف جزء من الغرام.

ولم يقرب القرن الثامن من نهايته حتي عظمت دقة العرب في الأوزان فإن ما عثر عليه الباحثون من أوزان ذلك القرن كان أقصي ما بينها من تفاوت لا يزيد عن ثلث جزء من ألف جزء من الغرام ولم يكن العرب ليستطيعوا أن يبلغوا هذا المبلغ من الدقة في صحة الوزن علي ما يقوله السر فلندرس بتري إلا باستعمال أدق الموازين الكيماوية وحفظها في أصلح أماكن الوقاية من تأثير العوارض عليها كما يفعل أهل الفن في هذا العصر.

وللعلامة الخازن كتاب في الموازين وصف فيه ميزان الماء عند العرب وصفا مفصلا وذكر فيه الأجسام الكثيفة مبينا كثافتها بما لايختلف عما هو معروف في العلوم الحاضرة ومن ذلك أنه قال عن كثافة الرصاص انها تقدر بـ 11,35 والذي توصل إليه العلم الحديث أنها 11,33 فأنت تري ان الفرق بين التقديرين لايكاد يذكر ولست أجهل أن بعض المشتغليين بالكيمياء سيقولون إن ما اثبته العرب في كتبهم لم يكن نتيجة أبحاث وتجارب وإنما وصلوا إلى تلك المعارف بطريق الاتفاق ولكن هذا الزعم لن يثير في نفسي شيئا من الدهشة فقد سبقهم على مثل هذا الزعم كثيرون غيرهم حتي أن أعضاء المجمع العلمي الفرنسوي كانوا لا يصدقون بسقوط الرجوم السماوية ويعدون ذلك خرافة!!
المصدر
من مقال للمسيو ابيه موريه مدير رصد بورج بفرنسا نشرته صحيفة بتي جورنال الباريسية
"كتاب الحديقة" لمحب الدين الخطيب – رحمه الله -

528291_454612974621098_533658670_n.jpg

منقول