قال الدكتور محمود الطحان في أصول التخريج ودراسة الأسانيد :
وأما موضوع التخريج فلا أعلم أحدا تعرض للبحث أو التصنيف فيه لا في القديم ولا في الحديث اهـ .
وكلامه فيه نظر فقد ألف قبله أحمد الغماري كتابا بعنوان : حصول التفريج بأصول التخريج أو كيف يصير المرء محدثا بل ومجتهدا فيه محققا .
ففي علم التخريج سبقه الغماري في ذلك .
وأما في دراسة الأسانيد فقد ألف قبله فضيلة شيخنا عبد المحسن العباد حفظه الله كتابا بعنوان : عشرون حديثا من صحيح البخاري / دراسة أسانيدها وشرح متونها ، وآخر بعنوان : عشرون حديثا من صحيح مسلم / دراسة أسانيدها وشرح متونها .
وكذلك مذكرتي الأسانيد لطلاب السنتين الثالثة والرابعة في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة للشيخ عبد الغفار حسن .
وقد أشار الدكتور محمود الطحان إلى ذلك في مقدمة كتابه إلى محاولات التصنيف في موضوع دراسة الأسانيد .
قال الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التويجري حفظه الله في نشأة علم التخريج وأطواره :
أصول التخريج ودراسة الأسانيد لمحمود الطحان .
ويظهر -والله أعلم- أنه ثاني كتاب صنف في هذا الفن وإن كان قد توهم نفسه كما ذكر في مقدمته أنه أول من صنف في هذا الفن، حيث مضى أن الغماري قد توفي قبل أن يرى كتاب الطحان النور بثماني عشرة سنة؛ لأن هذا الأخير قد نشر لأول مرة في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة وألف هجرية، والأول توفي سنة ثمانين وثلاثمائة وألف كما أسلفت. ومع ذلك فقد كان لهذا الكتاب -أعني كتاب الطحان- الأثر الواضح من بين كتب هذا الفن، وذلك بسبب تدريسه لطلاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لمدة تقارب عشرين عاماً، وهي من أكبر الجامعات الإسلامية في العالم من حيث تعداد طلابها، وامتداد عمرها، وتنوع جنسيات الدارسين فيها انتهى .
قلت مستعينا بالله وحده : إذا نظرنا إلى علمي التخريج ودراسة الأسانيد معا فالطحان هو أول من جمع بينهما في كتاب مستقل ، وإذا نظرنا إلى علم التخريج فقط فقد ألف الغماري قبله ، وكذلك إذا نظرنا إلى علم دراسة الأسانيد منفردا فتوجد محاولات كانت قبله تمثلت بالشيخ العباد وعبد الغفار حسن فضلا عن الشيخ الألباني الذي كان يدرس هذا الفن قبلهم جميعا ، والله تعالى أعلم .