الصفدي وشرحه على لامية العجم
دراسة تحليلية
د. نبيل محمد رشاد
لامية العجم هي قصيدة شهيرة للطغرائي المتوفى 514 هـ وهو العميد مؤيّد الدين، أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الأصبهاني وقد حاكى بها قصيدة لامية العرب للشنفري الأزدي، وكان قد عملها ببغداد، في سنة 505 هـ، يصف حاله ويشكو زمانه، أولها:
أصالة الرأي صانتني عن الخطل
وحلية الفضل زانتني لدى العَطَلِ
وفيها بيت الشعر الشهير من لامية العجم الذي نزل مثلاً:
أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
وتناولها بالشرح والتحليل كثير من أدباء العصور اللاحقة، ومن أشهر شروحها شرح صلاح الدين أبو الصَّفاء خليل بن أيبك بن عبد الله الألبَكِي الفاري الصَّفديّ المعروف بـ"الغيث المسجم في شرح لامية العجم" والذي يمثل - أصدق تمثيل - طبيعة العصر، وطبيعة الأدب في القرن الثامن الهجري، حيث أوسع فيه صاحبه أوسع مجال للحديث من خلال شرحه للقصيدة عن مباحث ضتى من علوم العربية والإسلام من لغة ونحو وصرف ونقد وبلاغة وتاريخ وفلسفة وتفسير وحديث وفقه.. إلخ. وهذا ما دفع الدكتور "نبيل محمد رشاد" لدراسة هذا الكتاب، حيث اتخذ هذا الموضوع أطروحة أدبية لنيل الماجستير في الآداب عام 1988م. وجاء البحث في خمسة فصول، تناول فيها بالشرح أهم ما جاء من آراء نقدية وبلاغية في شرح الصفدي تعد سبقًا وتفردًا في التحليل الأدبي لتلك القصيدة البديعة.