مدخل إلى علم العقيدة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا تعريف بسيط بعلم العقيدة كمدخل لمن يريد دراسته فأسأل الله التوفيق والسداد .
أخوتاه علم العقيدة كسائر العلوم لكي نجيده نحتاج إلى الإلمام بعشرة عناصر ألا وهي : الاسم و الحد (التعريف) ،والموضوع والفائدة وشرف تعلمه والواضع لهذا العلم ونسبة هذا العلم للعلوم الأخرى واستمداد هذا العلم من أي شيء يؤخذ هذا العلم وحكم تعلم هذا العلم ومسائل هذا العلم . قال الشاعر :
إن مبادىء كل فـن عشـرة الحد والموضوع ثـم الثمـرة
فضله نسبــة والواضــع الاسم الاستمداد حكم الشـارع
مسائل والبعض بالبعض اكتفى ومن درى الجميع حاز الشرف
وبتطبيق هذا الكلام على علم العقيدة نستطيع أن نلم به إلماماً جيداً .
أولاً : الاســـــم : العقيدة ، ويطلق عليها أيضا عند أَهل السُّنَّة والجماعة أَسماء أُخرى تُرادِفُها ، وتَدلُّ عليها ، ومن هذه الأسماء أصول الدين ، وسميت بذلك ؛ لأن غيره ينبني عليه ، ومن هذه الأسماء أيضاً التوحيد ، وسميت بذلك ؛ لأن أعظم مسائله مسألة توحيد الله U في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وعبادته ، ومن هذه الأسماء أيضاً الإيمان حيث أجاب الرسول r جبريل لما سأله عن الإيمان بذكر الأصول الستة ، وهي الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، ومن هذه الأسماء أيضاً " الفقه الأكبر " تمييزاً لها عن فقه الفروع الفقه المعروف.
ثانيا : الحد ( التعريف ) : أخوتاه العقيدة في اللغة : من العَقْدِ ؛ وهو الرَّبطُ ، والإِبرامُ ، والإِحكامُ ، والتَّوثقُ ، والشَدُّ بقوه ، والتماسُك ، والمراصةُ ، واليقين والجزم . والعَقْد نقيض الحل ، ويقال : عَقَده يعقِده عَقْدا ، ومنه عُقْدَة اليمين والنكاح قال تعالى : ﴿ لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ ﴾[1] و كل ما عقد الإِنسانُ عليه قلبه جازما به سواءٌ أكان حقا ، أَم باطلاً ، فهو عقيدة [2] والعقيدة : الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده[3] والعقيدة اصطلاحاً أي بين أهل هذا العلم ( علماء العقيدة ) هي الإِيمان الجازم الذي لا يتطرَّق إِليه شك لدى معتقده فكأن العقيدة هي العهد المشدود والعروة الوثقى ، وذلك لاستقرارها في القلوب ورسوخها في الأعماق . والعقيدة الإسلامية هي الإِيمان الجازم بربوبية اللّه تعالى وأُلوهيته وأَسمائه وصفاته ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، وسائر ما ثَبَتَ من أُمور الغيب ، وأصول الدِّين ، وما أَجمع عليه السَّلف الصَّالح ، والتسليم التام للّه تعالى في الأَمر ، والحكم ، والطاعة ، والإتباع لرسولهrأو العقيدة الإسلامية هي كل خبر جاء عن الله أو رسوله يتضمن خبراً غيبياً لا يتعلق به حكم شرعي عملي[4] ، والعقيدة الإِسلاميَّة عند إطلاقها فهي عقيدة أَهل السُّنَّة والجماعة ؛ لأنَّها هي الإِسلام الذي ارتضاه اللّه دينا لعباده ، وهي عقيدة القرون الثلاثة المفضَّلة من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإِحسان إلى يوم الدين .
ثالثا : موضوع العقيدة : موضوع العقيدة الأحكام الاعتقادية من علم المكلف بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره أو موضوع العقيدة الكلام في أركان الإيمان.
رابعا : فائدة العقيدة : تخليص الأعمال والأقوال والاعتقادات من الكفر والشرك ،وسلامة العبد من الكفر والشرك أصل النجاة من النار لكن تمام النجاة يكون بالفقه الذي يصحح الأقوال والأعمال وفق مراد الله عز وجل ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم ويسلم العبادة من الابتداع .
خامسا : استمداده : يستمد علم العقيدة من الكتاب والسنة فهما مصدري العقيدة فلا أحدَ أعلمُ بالله وما يجب له و ما ينزه عنه من الله، ولا أحد بعد الله أعلمُ بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا كان منهج السلف الصالح ومن تبعهم في تلقِّي العقيدة مقصورًا على الكتاب والسنة. أما الإجماع والقياس فهما يظهران الحكم العقدي وليسا مصدرين للحكم العقدي وعلم العقيدة يفهم بفهم السلف ،و السلف هم صدر هذه الأمة من الصحابة و التابعين و أئمة الهدى في القرون الثلاثة المفضلة ، و يطلق على كل من اقتدى بهؤلاء و سار على نهجهم في سائرالعصور : (( سلفي )) نسبةً إليهم و قد كان يطلق عليهم في البداية (( أهل السنة )) لما كانوا هم المتبعين لسنة رسول اللهr، المقتفين للأثر ، فسموا : (( أهل الأثر )) و (( أهل الحديث((ثم لما إنتشرت البدع صار يطلق عليهم (( أهل السنة و الجماعة )) و هم من كان على مثل ما كان عليه النبي r و أصحابه ، و سموا أهل السنةلاستمساكهم و اتباعهم لسنة النبي r و سموا الجماعة لأنهم الذين اجتمعوا على الحق و لم يتفرقوا في الدين و اجتمعوا على أئمة الحق و لم يخرجوا عليهم و اتبعوا ما أجمع عليه سلف الأمةلما صار من المبتدعة من ينسب نفسه إلى هذا اللقب الشريف كان لزاماً أن يمتازوا عنغيرهم و من هنا نشأ مصطلح ((السلفية)) نسبةً إلى سلف هذه الأمة من أهل الصدر الأول ،و من اتبعهم بإحسان. سادسا : نسبة علم العقيدة للعلوم الأخرى : مرتبة علم العقيدة من العلوم الأخرى أنه من العلوم الشرعية ،و إذا نظرنا من جهة أن العلوم تبنى على الإعتقاد الصحيح لقنا أن علم الإعتقاد هو أصل العلوم .
سابعا : الواضع لعلم العقيدة : واضع هذا العلم نقصد من نقله وفصله ، ولا يقصد به الذي أنتجه وأبدعه ؛ لأن هذه الأحكام الفقهية جاءت من عند الله في القرآن ، فالله سبحانه وتعالى هو الذي علمنا إياها، أي أن علم العقيدة ليس علم اصطلاحي بل هو علم نقلي و علم نصي واضعه هو الله سبحانه وتعالى لكن المقصود من واضع العلم من فصله وأخرجه عن غيره من العلوم أي المقصود أول من دونه،ولابد أن نفرق بين تدوين العلم وبين جود العلم فالعلم موجود في أذهان العلماء ، وقد يدون ، وقد لا يدون ، والتدوين يكشف عن وجود العلم لا موجد العلم ،والعقيدة الإسلامية موجودة منذ وجود الإسلام ،وأول من دونها اختلف فيه فمنهم من قال أبو حنيفة (150هـ ) ،ونسب إليه كتاب الفقه الأكبر لكن لم يثبت بالأسانيد المتصلة إليه ،والبعض يقول أبو الحسن الأشعري فقد اشتهر بأنه أول من دون هذا العلم ؛ لأنه جمع مذاهب الفرق المختلفة في مجالات العقيدة فيكتاب له سماه ( مقالات الإسلاميين )لكن أبي الحسن الأشعري لم يكن السابق في التأليف في هذا العلم، بل سبقه عدد من الناس لكنهم لم يعتنوا بجوانب علم العقيدة .
ثامنا : فضل العقيدة : أخوتاه العقيدة أهم علوم الدين علي الإطلاق فالعقيدة أهم من الأخلاق ،والعقيدة أهم من الآداب ،والعقيدة أهم من العبادات، العقيدة أهم من المعاملات ، فهي أول واجب على المكلف فعند دخول الشخص الإسلام يجب عليه معرفة التوحيد قبل تعلم العبادات لما بعـث النبي r معـاذاً إلى نحو أهل اليمن قال له : «فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحـدوا الله تعالى فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات »[5] و العقيدة أشرف العلوم وأعظمها وأعلاها ؛ لأن شــرف العلم بشرف المعلوم ، والمعلوم في هذا العلم هو الله ، ومنزلة العلم تقدّر بحاجة الناس إليه ، وبما يحصـل لصاحبه من الانتفاع به في الدنيا والآخرة ، وحاجة العباد إلى علم العقيدة فوق كل حاجة ، وضرورتهم إليه فوق كل ضرورة ؛ لأنه لا حياة للقلوب ولا نعيم ، ولا طمأنينة إلا بأن تعرف ربها و معبودها بأسمائه وصفاته وأفعاله ، وما يجب له وما ينـزه عنه ، ويكون مع ذلك كله أحب إليها مما سواه ، ويكون سعيها فيما يقربها إليه . وكلما كانت معرفة العبد بربه صحيحة تامة كلما كان أكثر تعظيماً واتباعاً لشرع الله وأحكامه ، وأكثر تقديراً للدار الآخرة . والعقيدة أساس دعوة الأنبياء كما قال تعالى على لسان كل نبيٍ يرسله إلى قومه : ﴿ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾[6]و العقيدة ضرورة من ضروريات الإنسان التي لا غنى له عنها فالإنسان بحسب فطرته يميل إلى اللجوء إلى رب يعتقد فيه القوة الخارقة والسيطرة الكاملة عليه وعلى المخلوقات من حوله, وهذا الاعتقاد يحقق له الميل الفطري للتدين ويشبع نزعته تلك ، والعقيدة الإسلامية تقوم على الاعتقاد الصحيح الذي يوافق تلك الفطرة ويحترم عقل الإنسان ومكانته في الكون وخلو أصول العقيدة من اعتقاد مكفر لازمة لقبول الأعمال الصالحة وصاحب الاعتقاد المكفر كافر ،والكفر محبط للعمل قال تعالي : ﴿ َلئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ و َلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾[7] . ،والعقيدة يبنى عليها الدين ،والدين الإسلامي بناء متكامل يشمل جميع حياة المسلم منذ ولادته وحتى مماته ثم ما يصير إليه بعد موته ، لذلك كان لابد لهذا البناء الضخم القيام على أساس متين ؛ ولذلك مكث النبيr عشر سنين بمكة ينزل عليه القرآن وكان في غالبه ينصب على البناء العقدي حتى إذا ما تمكنت العقيدة في نفوس أصحابه رضوان الله عليهم نزلت التشريعات الأخرى بعد الهجرة إلى المدينة . و خلو العقيدة من اعتقاد مكفر فيصل حاسم بين خلود الإنسان في نار جهنم والنجاة منها فقد قال تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾[8] . و إخلاص الأعمال الصالحة لله يحتاج إلى العقيدة فإخلاص الدين لله تعالى لا يبلغ كماله إلا بإخلاص المحبة لله المعبود ، والمحبة لا تكتمل إلا بتمام المعرفة , والعقيدة الإسلامية تقدم للإنسان كل ما يجب عليه معرفته في حق الله تعالى ،وبذلك يبلغ كمال المحبة ، وبالتالي يسعى لكمال الإخلاص لله تعالى ؛ لأنه أتم معرفته به هذا غيض من فيض وقطرة من سيل من علم العقيدة . تاسعا : مسائل العقيدة : أخوتاه مسائل العقيدة كل ما يتعلق بالله تعالى وكل ما أخبر به عن نفسه تعالى : ذاتًا وصفاتٍ وأفعالًا ،ويدخل في العقيدة الإسلامية أيضاً الرسل الكرام الذين بعثهم الله تعالى برسالاته إلى البشر ،وما يتعلق بأولئك الرسل عليهم السلام من صفات وما يجب في حقهم وما يستحيل عليهم وما هو جائز منهم ،ويدخل في العقيدة الإسلامية أيضاً الأمور الغيبية : وهي التي لا يمكن الوصول إلى معرفتها إلا بوحي من الله تعالى بواسطة رسول من رسله - عليهم السلام- أو كتاب من كتبه ، و يدخل فيها الملائكة : فيجب الإيمان بهم جملةً ،وبمن علمنا اسمه ومن علمنا عمله تفصيلًا . و الكتب : فيجب الإيمان بأن لله كتبًا أنزلها على رسله عليهم السلام فنؤمن بما نص عليه تفصيلًا كما قال الله تعالى : ﴿ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا ﴾ ،وقوله : ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ﴾ وقوله تعالى : ﴿ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ ﴾ كما نؤمن بما لم يسم منها إجمالاً . و اليوم الآخر : وما يتعلق بوقته وكل ما أخبرنا به مما يقع فيه من البعث والنشور والحساب والجنة والنار وغير ذلك ويدخل في العقيدة خبار بدء الخليقة وما يتعلق بذلك ،و أساس العقيدة الإسلامية هو أصول الإيمان الستة التي ذكرها الله سبحانه وذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير موضع . قال الله تعالى : ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَة ِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ﴾[9] ،وقول النبي r حين سأله سيدنا جبريل عن الإيمان فقال : « أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره »[10] فالخلاصة أن أصل مسائل علم العقيدة هي الأركان الستة للإيمان و لكن الائمة ادخلو بعض الامور فيمسائلة لأهميتها و أنحراف بعض الفرق المتقدمة عنها مثل تعظيم الصحابة ، طاعة ولاةالأمور و مثل المسح على الخفين.
عاشرا : حكم تعلم العقيدة : أخوتاه من العقيدة ما هو فرض عين ومنها ما هو فرض كفاية فالقاعدة : ( العلم تابع للمعلوم ). فالعلم الذي يُتوصل به إلى إقامة الفرض يكون فرضاً والعلم الذي يتوصل به إلى إقامة الواجب يكون واجباً، والعلم الذي يُتوصل به إلى إقامة السنة يكون سنة. وبناء على هذه القواعد ،و العقيدة التي هي فرض عين هي تعلم ما لا يصح الإيمان إلا به ، كالإيمان بأركان الإيمان الستة على وجه مجمل ،والعقيدة التي هي فرض كفاية هي هو معرفة هذه الأركان الستة على التفصيل بأدلتها من الكتاب و السنة و معرفة شبه المخالفين و الرد وأخيرا أخوتاه كيفية دراسة العقيدة ونقول دراسة العقيدة هي درس العقيدة ،و الدرس هو تجزئة الشيء ليسهل الانتفاع به أي أن دارس العقيدة يجزيء العقيدة أجزاء كي يسهل عليه استيعابها ،ومن يرد أن يبدأ دراسة العقيدة فليبدأ بعد إخلاص النية لله - بأن يقصد التعبد لله بهذا العلم وأن يتخلص من جهالته فيعبد الله جلّ وعلا على بصيرة دون الوقوع في الشرك أو الكفر أو البدع - بدراسة المتون العقدية المختصرة وتقديمها على المطولات هكذا تعلمنا من المشايخ ،وهكذا تكون المنهجية العلمية الصحيحة في الدراسة ،لكن لابد أن يكون هذا المتن المختصر على عقيدة أهل السنة والجماعة ، و بعض طلبة العلم يحرص على مراجعة كتب عقائد الفرق الضالة، وهذا لا يُنصح به، ولا ينبغي لطالب العلم في طلبه للعلم أن يسلك هذا السبيل؛ لأن الأصل أن مذاهب هؤلاء من مذاهب أهل الأهواء، وأهل الأهواء لا يقرأ كلامهم ؛ لأنه لا يؤمن على طالب العلم أن يتأثر، أو أن يجد فيما قرأ شبهة لم يردها شيخه، فتبقى الشبهة ويحتار في رده عليها إلى آخر ذلك فالواجب على طالب العلم أن يقرأ في كتب عقيدة أهل السنة والجماعة مثلا يبدأ بكتاب 200 سؤال وجواب في العقيدة للحافظ أحمد الحكمي ثم رسالة العقيدة الصحيحة وما يضادها للعلامة ابن باز أو عقيدة أهل السنة والجماعة للعلامة ابن عثيمين ثم شرح العقيدة الواسطية للعلامة خليل هراس ثم شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين وله أشرطة في شرحها فيمكن أن تقتني الكتاب وتسمع الشرح أيضا ثم بعد ذلك تنتقل إلى الفتوى الحموية ثم شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي بعد اختيار الكتاب تمر علي الكتاب من أوله إلى آخره، تعرف ترتيبه والمسائل التي تعرض لها ونحو ذلك ثم بعد ذلك أضبطه فإذا ضبطت هذا الكتاب وتعرفت من نفسك أنك أحكمته أو أحكمت أكثره و فهمت أبوابه مثلا إذا قرأت الفصل من العقيدة الواسطية مع شرحه تبدأ تدرسه مع نفسك تعبر عنه بقول مثلا قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الواسطية في أولها مثلا هذا اعتقاد الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة، تبدأ تشرح الفرقة الناجية من هم؟ أهل السنة والجماعة من هم؟ حتى تعرف من نفسك أنك أدركت معاني هذا الكلام إذا أتى في أثنائه درست الكلام عن الصفات مثلا صفة العلو لله جلّ وعلا الاستواء على العرش تذكر ما تعرض له من شرح الكتاب من المسائل ، وتصور مسائل علم العقيدة أسهل من تصور مسائل الفقه فمسائل الصفات فيها إثبات الصفات بما يليق بالله ،وهذا هو الحق ،وفيها تأويل تأولوا العلو إلى كذا إلى علو القدر علو القهر تأولوا الاستواء إلى كذا تصورها وهذا هو الباطل ، وتذكر أخي طالب العلم بأن العلمَ بالمذاكرة .... والدرسِ والفكرةِ والمناظرةِ والعلم يحتاج لهمة عالية لا للتقاعس ومرحبا بالرفق هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وكتب ربيع أحمد بكالوريوس الطب جامعة عين شمس الاثنين 7/1/2008 م
[1] - المائدة من الآية 89
[2] - انظر لسان العرب لابن منظور والقاموس المحيط للفيروز أبادي مادة عقد
[3] - القاموس الفقهي ص 256 مادة عقد
[4] - انظر الحاوي من فتاوى الشيخ الألباني إعداد محمد إبراهيم ص 9 مكتبة العلمية للتراث الطبعة الأولى 1421هـ
[5] - رواه البخاري في صحيحه رقم7372 والترمذي في سننه رقم 2901
[6] - هود من الآية 61
[7] - الزمر من الآية 65
[8] - النساء : 48
[9] - البقرة :177
[10] - رواه البخاري في صحيحه رقم 50