في هذا الموضوع أقوم -إن شاء الله- بتدوين بعض ما أقف عليه من جوانب الزهد والعبادة والورع والهمة في طلب العلم؛ لعلمائنا المعاصرين؛ كي نتأسى بهم -رحمهم الله، وبارك في حيهم-، خاصة والتأسي بهم وهم معاصرون لنا، ويعيشون نفس ظروف معيشتنا، يكون أوقع في القلب وأثبت؛ بخلاف المتقدمين -رحمهم الله، ونفعنا بعلمهم وسيرتهم- فإن الواحد منا يقرأ سيرتهم ومواقفهم، وهو يقول: هذا زمان غير الزمان، لن نستطيع أن نصنع مثل ما صنعوا، وهذا بالتأكيد من وساوس الشيطان، وإلا فالله تعالى أمرنا بالتأسي بنبينا صلى الله عليه وسلم، ولو كان تغير الزمان حجة في ترك التأسي لما أمرنا الله تعالى بذلك؛ إذ (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها).
فأسأل الله تعالى التوفيق، وأن يجعل ما أسطر في ميزان حسناتي، كما أسأله أن يرزقنا القدوة الحسنة التي نتأسى بها، ويرزقنا حسن الاتباع، فهو ولي ذلك والقادر عليه.