إن العذاب الذي سيقع بكم لا يتصوره العقل لدرجة أن الله تعالى لم يقل في كتابه (وما ظلمناهم ولكن هذا حسابهم أو هذا جزاؤهم أو غير ذلك) ولكنه رد عليه بما كسبوه وما أدى إلى عظم هذا العذاب فقال تعالى: (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ)أيها الظالمون ..هل رأيتم شيئا من العذاب بعد...؟
فتقطع أمعاؤهم ، ويشربون الحميم ، وتغلي بطونهم، ويأكلون شجرة الزقوم، وتصب من فوق رؤوسهم الحميم... كل ذلك يحسبونه ظلم ... فيرد الله عليهم وعلى من تصور أن الله ظلمهم بهذا العذاب المتناهي فيقول: (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ)
فما السبب في عدم تخفيف العذاب أو رفعه أو الاستراحة منه ولو لبعض الوقت...؟(لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ)ومحا بون ومنفرون ومعرضون وجاحدون ومستهزؤون..
فما أشد غفلتهم...
إنهم يحسبون ويجزمون بأن الله لا يعلم ما يفعلون ...وأن الله لا يعلم إلا ما يصرحون به في وسائلهم الإعلامية وفقط وفي مجتمعاتهم الظاهرة المرئية للناس...
ما أشد غفلتهم...
إن الله عز وجل الذي خلقهم ويعلم ما توسوس لهم أنفسهم... جعل لهم رسلا يكتبون عليهم ما يلفظونه من أقوال ... فلم يخلقهم عبثا وأنهم لا يرجعون إليه....
الموت أدل دليل على الرجوع إلى الله تعالى...
اللهم لا تجعلنا من الظالمين..