تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: المولدُ النَّبوي ......والشريف حاتم العوني..!

  1. Post المولدُ النَّبوي ......والشريف حاتم العوني..!

    المولد النبوي ......والشريف حاتم العوني..!

    أولا : يجب أن يكون الحديث عن حكم المولد بعلم وعدل , وأن لا ننكر اختلاف العلماء فيه , وأن هناك بعض جلة العلماء حكى استحبابه بشروط ، بل منهم من حكى الإجماع على استحبابه بتلك الشروط .
    بل هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم) ، مع حكمه على المولد بأنه بدعة ؛ إلا أنه عذر مقيميه , بل اعتقد حصول الأجر العظيم لهم فيه ، فقال (رحمه الله) : ((فتعظيم المولد ، واتخاذه موسما ، قد يفعله بعض الناس ، ويكون له فيه أجر عظيم ؛ لحسن قصده ، وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم . كما قدمته لك : أنه قد يحسن من بعض الناس ، ما يستقبح من المؤمن المسدد)) .

    ثانيا : أما التفصيل في حكمه :
    فأقول : من استثمر يوم المولد للتذكير بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم , أو لإذكاء عاطفة حبه في نفوس المسلمين , من غير غلو (كاستغاثة) ولا مصاحبة منكرات (كاختلاط) ولا خرافات (كدعوى حضوره صلى الله عليه وسلم يقظة) , ومن غير اعتقاد فضل خاص لهذا التذكير في يوم محدد , وإنما هو من باب استثمار تاريخ الحدث الجليل في استحضاره في النفس , كما يستحضر الخطباء يوم بدر في السايع عشر من رمضان , ويوم الفتح في العشرين منه , ويوم الهجرة في بداية السنة الهجرية = فهو حلال ؛ لأنه لم يعد يرتبط به اعتقاد عبادة مبتدعة , وانتقل بهذه الشروط من البدعة إلى المصلحة المرسلة , فهو لا يتضمن إلا مجرد اتخاذ للوسائل المبلغة لمصلحة شرعية وهي : التذكير بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم , أو لإذكاء عاطفة حبه في نفوس المسلمين .
    وأجد أنه من الضروري لتصحيح الحكم بالإباحة : التأكيد دائما على من يحضرون الموالد ويقيمونها على أمور :
    - أن إقامة تلك الدروس والاحتفالات (الخالية من المنكرات) ليس لأن إقامة المولد عبادة , وإنما لأنه مجرد استثمار لوقت الحدث من أجل تحقيق مصلحة شرعية منه .
    - أنه ليس ليوم المولد السنوي خاصية ولا فضيلة ثابتة .
    - بيان منكرات الاعتقادات والأقوال والأفعال المقطوع ببطلانها التي تنتشر في كثير من الموالد .

    فمع هذه الشروط لا أجد في المولد بدعة , ولا ما يدعو فيه للإنكار عليه وعلى مقيميه .
    كما أني لا أجد حرجا في قول من امتنع من إقامته امتناعا مطلقا , من باب مدافعة الخلل الكبير الذي يحصل فيه , وسدًّا لذرائع المنكرات المنتشرة فيه ؛ إذا كان صاحب هذا القول الممانع لا يبالغ في ممانعته , فلا ينكر على من أباحه بتلك الشروط , ويجيز اختلاف الاجتهاد فيه , ما دام ملتزما بتلك الشرائط . فهذا القول بهذا الشرط قول سائغ , له ما يجعل له حظا من النظر .
    والواقع أن شبه هذا يحصل عندنا في السعودية دون نكير , فعامة خطب الجمعة وكثير من مواعظ المساجد عندنا تتحدث عن المولد بإنكاره قرب موعده السنوي (في آخر خطبة قبله , أو عشية ليلته) , وهي ربما بدأت بذكر فضائل النبي صلى الله عليه وسلم وحقوقه على أمته , ثم تختم بذكر منكرات الموالد . فهي أقامت المولد الذي أرى إباحته , لكنها لم تسمه بالمولد .
    ونحوه : ما كتبه ويكتبه علماؤنا في مجالس شهر رمضان , ككتاب الشيخ ابن عثيمين (رحمه الله) , والذي فيه تذكير بغزوتي بدر والفتح في يوميهما من رمضان . وأراد الشيخ (رحمه الله) أن يقرأه الناس في المساجد كل سنة , ويرجو هو (رحمه الله) ومن يريد له استمرار الأجر به : أن لا تنقطع قراءة هذه المجالس في كل رمضان من كل سنة , وأن يعمّ وينتشر بين المسلمين , وكثيرا ما يحصل ذلك في مساجدنا , ويتكرر كل سنة . فتكرار قراءة خبر هاتين الغزوتين في يومين محددين من كل سنة , لم يجعل هذا الفعل بدعة ؛ لأن هذا التحديد لم يقع على وجه التعبّد به ؛ وإنما على وجه استثمار تاريخه في زيادة التأثير به , وفي ترسيخ تاريخه , وفي تذكّر نعمة الله تعالى علينا بهذين اليومين العظيمين في تاريخ الإسلام .

    وكحل وسط : أصبح كثير من مقيمي الموالد لا يلتزمون بالموعد السنوي المحدّد , فيقيمون مجالس تذكير بفضائله صلى الله عليه وسلم في عرض العام , وعدة مرات فيه . وهذا المولد إذا خلا من بقية منكرات بعض الموالد فلا إشكال فيه البتة , بشرط عدم اعتقاد كونه عبادةً مقصودة لذاتها .

    الخلاصة :
    ومن هذا يتضح أنه يجب التفريق بين صورتين للمولد :
    1- صورة يكون فيها المولد من المصالح المرسلة : وذلك إذا كان بقصد استثمار تاريخ هذا الحدث الجليل للتذكير بسيرته صلى الله عليه وسلم , أو لإذكاء جذوة محبته صلى الله عليه وسلم في القلوب , من غير اعتقاد فضيلة خاصة لليوم , تجيز تخصيصه بعبادة , أو باعتقاد لا دليل عليه .
    وهذه الصورة هي التي استحسنها كثير من العلماء ، حتى صنفوا للمولد مصنفات مفردة ، تزيد على المائة ، من أجل أن تُقرأ في يوم مولده صلى الله عليه وسلم ، كأبي شامة والعلائي وابن عبد الهادي ( تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية ) وابن ناصر الدين الدمشقي والحافظ العراقي وابن حجر العسقلاني وغيرهم كثير من سادة الأمة .

    2- وصورة يكون فيها بدعة , حتى لو خلا من الغلو والمنكرات , وهو فيما لو خُصَّ هذا اليوم باعتقاد فضل يخصه , وصار يُظن أنه ترتبط به عبادات يزداد أجرها فيه , أو أن مثل تلك الاحتفالات في هذا اليوم المخصوص مقصودة لذاتها , كما تُقصد العبادات المشروعة لذاتها .
    وهذه الصورة هي التي استنكرها كثير من العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من سادة الأمة .
    هذا هو حكم المولد إجمالا ، فإذا أصبح يوم إجازة رسميا واحتفالا عاما كل سنة ، فهذا يدخله في مسألة أخرى : وهي هل هذا مما يجعله عيدا , فينهى عنه لذلك , أم أن العيد الذي ينهى المسلمون عنه هو العيد المرتبط بعبادة فقط , دون العيد الذي لا يرتبط بعبادة , كاليوم الوطني .
    فالمولد بالشروط المذكورة لا يكون فيه اعتقاد تعبد باليوم المحدد , ولا يرتبط بعبادة (كصلاتي عيد الفطر والأضحى وزكاة الفطر والضحية) , وهو بذلك لا يكون محرما ؛ إلا عند من يحرم الاحتفال العام مطلقا , ويلحقه بمجرد اعتياده وعمومه بالأعياد .
    وفي هذه المسألة (مسألة الاحتفال العام ، ومتى يلتحق هذا الاحتفال بالأعياد المنهي عنها ، ومتى لا يلتحق) خلاف معتبر ، ووجهتا نظر للعلماء ، يجب احترامها كلها .
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. #2

    افتراضي رد: المولدُ النَّبوي ......والشريف حاتم العوني..!

    الإحتفال يشتمل على
    - شركيات فمعظم موالدهم مشبملة على شركيات مضادة للتوحيد كما في قول صاحب البردة ( رسول الله ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث حادث العمم..)
    - على بدع
    - وعلى خرافات لا أصل لها كاعتقادهم أن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر مولدهم لذا يقومون أثناء قراءتهم المولد
    - على منكرات أخرى كاختلاط الرجال ولانساء
    فعلى هذا ليس من الفقه في شيء أن يسوغ للعامةفي مثل هذا الذين ليس لهم علم ولا دراية في الأمور ويجب التحذير منه
    وأما قوله
    صورة يكون فيها المولد من المصالح المرسلة : وذلك إذا كان بقصد استثمار تاريخ هذا الحدث الجليل للتذكير بسيرته صلى الله عليه وسلم , أو لإذكاء جذوة محبته صلى الله عليه وسلم في القلوب , .
    فغير صحيح لأن النبي ثلى الله عليه وسلم ذكر في كيفية الفرح والإحتفال بذاك اليوم ألا وهو الصيام فمن صام فقد وفق الإحتفال الذي على السنة .فاستبدال هذا الأدنى بالدي هو خير بدعة منكرة ثم إذا كان هذا من المصالح المرسلة لم يعلم في عهد الصحابة والسلف لأن مقتضاها كان موجوداً وهو ما قال الأخ
    بقصد استثمار تاريخ هذا الحدث الجليل للتذكير بسيرته صلى الله عليه وسلم , أو لإذكاء جذوة محبته صلى الله عليه وسلم في القلوب
    ولم يكن هناك مانع

  3. Post رد: المولدُ النَّبوي ......والشريف حاتم العوني..!

    أجوبة على الإشكالات حول حكم المولد الذي فصلت القول فيه سابقا :
    نشرت حكم المولد مفصلا بالأمس ، فكان هناك اعتراضات ، أجمل أهمها فيما يلي ، متبعا كل اعتراض بجوابه :
    الأول : الصورة التي تذكرها للمولد المباح لا وجود لها .
    والجواب : على فرض التسليم بعدم الوجود ، فالتفصيل جاء لتصحيح الموجود .
    الثاني : وقع خلاف في تحديد يوم المولد ، فكيف يُخص بهذا اليوم تحديدا .
    والجواب : لو كان التفصيل الذي ذكرته يجعل هذا اليوم مختصا بعبادة معينة ، لصح الاعتراض ، أما والتقرير لا يجعل هذا اليوم مختصا بعبادة معينة ، بل هو مثل تحديد يوم سنوي للتذكير بأمر مهم .
    وبناء عليه : يكون الاختلاف في تحديد يوم المولد مؤيدا للتقرير الذي ذكرته ، ومقويا له ، لا معنرضا ولا مشكِلا عليه .
    وأقوى الأقوال في مولده صلى الله عليه وسلم أنه كان يوم الاثنين الموافق 12 من ربيع الأول .
    ويليه في القوة أن يوم الاثنين الذي ولد صلى الله عليه وسلم كان في 9 ربيع الأول .
    أما القول الأول فهو المروي بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنه ، وهو الذي عليه عامة أهل السيرة .
    وأما القول الثاني : فهو نتيجة ظنية للدمج بين الروايات والحساب الفلكي الذي قام به محمود باشا الفلكي في كتابه : نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإسلام .
    الاعتراض الثالث : أن شيئا لم يفعله الصحابة والتابعون وتابعوهم ، كيف نفعله نحن ؟! هل نحن أشد حبا للنبي صلى الله عليه وسلم منهم ؟!
    والجواب : هذا الإيراد يكون صحيحا على من اعتقد المولد عبادة مشروعة في هذا اليوم الخاص ، فهذا الاعتقاد يجعلها بدعة ولا شك . أما من اعتقده مصلحة مرسلة ، تُعمل للتعريف به صلى الله عليه وسلم ، ولزيادة الحب له عليه الصلاة والسلام = فلا يكون لهذا الكلام معنى ! لأن المصالح المرسلة لا يلزم فيها الورود عن السلف ، وما زال الناس ( ومنهم المعترض) يتوسلون بأمور مباحة لتيسير الطاعات وللوصول إلى العبادات ، ولم يعملها السلف .
    فلو قيل له : المآذن والمحاريب بدعة ، ولو كانت خيرا لسبقنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ! ماذا سيقول ؟!
    ومن ألزم في المصالح المرسلة بالورود عن السلف فقد ابتدع في الدين ، وخالف الإجماع ، وناقض نفسه .
    الرابع : في هذا تشبه بالكفار ، فهم يحتفلون بمولد عيسى عليه السلام .
    والجواب : ليس كل تشبه حرام ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( خالفوا اليهود ، فإنهم لا يصلون في خفافهم ولا في نعالهم )) ، وأجمع المسلمون على الصلاة حفاة وعلى عدم تحريم ذلك .
    ثم هذا النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بصوم عاشوراء شكرا لله تعالى أن نجَّى الله تعالى فيه موسى عليه السلام من فرعون ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منهم )) ، ولم يقل صلى الله عليه وسلم : لا نصوم ولا نظهر الشكر مخالفة لهم ، بل أظهر الشكر بالصوم مراغمة لهم ؛ لأننا أولى منهم بموسى عليه السلام .
    أفلا يمنعنا التشبه بهم في إظهار الشكر على نجاة نبيهم عليه السلام ، ويمنعنا توهم التشبه بإظهار الشكر والفرح بمولد نبينا صلى الله عليه وسلم ؟!
    كما أن من أعظم المخالفة للكفار : الاحتفاء بنبينا صلى الله عليه وسلم ، فهذا من أعظم المخالفة لهم ؛ لأنهم يكفرون به صلى الله عليه وسلم .
    الاعتراض الخامس : لا تفتح باب الشر ، ولا تفتح باب الفتنة ، فالمولد حرام سدا لباب الغلو والشركيات !
    والجواب : أن سد باب الشر يكون بفتح باب الخير ، والتقرير الذي ذكرته يفتح باب الخير ، ويبين الأخطاء . وبذلك تُسد الذرائع حقا ، لا بتحريم المباح ، بحجة سد الذرائع .
    يجب علينا أن نسد ذرائع تحريم المباح بالغلو والتشدد ، كما نسد ذرائع الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم .
    المقصود : أن الموالد البدعية قائمة ، والتي فيها الغلو والاختلاط والمنكرات موجودة ، وهذا التقرير جاء لبيان خطرها ومخالفتها لشرع الله تعالى ، كما جاء لبيان الطريقة المشروعة للاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم .
    السادس : أقوال العلماء في تبديع المولد واستنكاره .
    الجواب : أقوال علماء أكثر عددا بكثير في إباحته بشروط ، فاجتهاد العالم لا يرده اجتهاد العالم ، وإنما المرجع للدليل : { فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } .
    وقد بينت في التقرير السابق : أني أحترم قول المانعين بإطلاق ، ما احترموا قول المبيحين بشروط . فإن أنكروه ، استحق فولهم الإنكار ؛ لأنهم خالفوا الإجماع المتيقن : من عدم جواز الإنكار في مسائل الاجتهاد المعتبر .
    منقول من على صفحة الشريف حاتم العوني (حفظه الله)
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  4. #4

    افتراضي رد: المولدُ النَّبوي ......والشريف حاتم العوني..!

    غاية ما يحتج هذا الشيخ هو أن عمل المولد من المصالح المرسلة وقد يشتبه عن كثير من الطلبة الفرق بين المسلحة الشرعية( المسلحة المرسلة) والبدعة المذمومة ولذا لا بد من الفرق بينهم وقد ذكر الأئمة كشيخ الإسلام ابن تيمية والشاطبي وغيرهما ضابطاً مهماً جداً في ذلك قال شيخ الإسلام "في" إقتضاء صراط المستقيم"(2/100-103): والضابط في هذا والله أعلم أن يقال : إن الناس لا يحدثون شيئا إلا لأنهم يرونه مصلحة إذ لو اعتقدوه مفسدة لم يحدثوه فإنه لا يدعو إليه عقل ولا دين فما رآه الناس مصلحة نظر في السبب المحوج إليه : فإن كان السبب المحوج إليه أمرا حدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم من غير تفريط منا ، فهنا قد يجوز إحداث ما تدعو الحاجة إليه ، وكذلك إن "كان المقتضي لفعله قائما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكن تركه النبي صلى الله عليه وسلم لمعارض زال بموته.

    وأما ما لم يحدث سبب يحوج إليه أو كان السبب المحوج إليه بعض ذنوب العباد ، فهنا لا يجوز الإحداث ، فكل أمر يكون المقتضي لفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم موجودا ، لو كان مصلحة ولم يفعل ، يعلم أنه ليس بمصلحة . وأما ما حدث المقتضي له بعد موته من غير معصية الخالق فقد يكون مصلحة .
    ثم هنا للفقهاء طريقان :
    أحدهما : أن ذلك يفعل ما لم ينه عنه ، وهذا قول القائلين بالمصالح المرسلة .
    والثاني : أن ذلك لا يفعل إن لم يؤمر به : وهو قول من لا يرى إثبات الأحكام بالمصالح المرسلة ، وهؤلاء ضربان :
    منهم من لا يثبت الحكم ، إن لم يدخل في لفظ كلام الشارع ، أو فعله ، أو إقراره ، وهم نفاة القياس .
    ومنهم من يثبته بلفظ الشارع أو بمعناه وهم القياسيون .
    فأما ما كان المقتضي لفعله موجودا لو كان مصلحة ، وهو مع هذا لم يشرعه ، فوضعه تغيير لدين الله ، وإنما دخل فيه من نسب إلى تغيير الدين ، من الملوك والعلماء والعباد ، أو من زل منهم باجتهاد ، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وغير واحد من الصحابة : الدارمي المقدمة إن أخوف ما أخاف عليكم زلة عالم ، وجدال منافق بالقرآن ، وأئمة مضلون .

    فمثال هذا القسم : الأذان في العيدين ، فإن هذا لما أحدثه بعض الأمراء ، أنكره المسلمون لأنه بدعة ، فلو لم يكن كونه بدعة دليلا على كراهته ، وإلا لقيل : هذا ذكر لله ودعاء للخلق إلى عبادة الله ، فيدخل في العمومات . كقوله تعالى : سورة الأحزاب الآية 41 اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وقوله تعالى : سورة فصلت الآية (33 )وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ

    أو يقاس على الأذان في الجمعة ، فإن الاستدلال على حسن الأذان في العيدين ، أقوى من الاستدلال على حسن أكثر البدع . بل يقال : ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مع وجود ما يعتقد مقتضيا ، وزوال المانع ، سنة ، كما أن فعله سنة . فلما أمر بالأذان في الجمعة ، وصلى العيدين بلا أذان ولا إقامة ، كان ترك الأذان فيهما سنة ، فليس لأحد أن يزيد في ذلك ، بل الزيادة في ذلك كالزيادة في أعداد الصلوات أو أعداد الركعات ، أو صيام الشهر ، أو الحج ، فإن رجلا لو أحب أن يصلي الظهر خمس ركعات وقال : هذا زيادة عمل صالح ، لم يكن له ذلك . وكذلك لو أراد أن ينصب مكانًا آخر يقصد لدعاء الله فيه وذكره ، لم يكن له ذلك ، وليس له أن يقول : هذه بدعة حسنة ، بل يقال له كل بدعة ضلالة .

    ونحن نعلم أن هذا ضلالة قبل أن نعلم نهيا خاصا عنها ، أو نعلم ما فيها من المفسدة . فهذا مثال لما حدث ، مع قيام المقتضي له ، وزوال المانع لو كان خيرا . فإن كل ما يبديه المحدث لهذا من المصلحة ، أو يستدل به من الأدلة ، قد كان ثابتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومع هذا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهذا الترك سنة خاصة ، مقدمة على كل عموم وكل قياس اهـ

    قال الشاطبي في " الموافقات " (3 /156- 158)...أن سكوت الشارع عن الحكم على ضربين:
    أحدهما:أن يسكت عنه لأنه لا داعية له تقتضيه، ولا موجب يقدر لأجله؛ كالنوازل التي حدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنها لم تكن موجودة ثم سكت عنها مع وجودها، وإنما حدثت بعد ذلك؛ فاحتاج أهل الشريعة إلى النظر فيها وإجرائها على ما تقرر في كلياتها، وما أحدثه السلف الصالح راجع إلى هذا القسم؛ كجمع المصحف، وتدوين العلم، وتضمين1 الصناع، وما أشبه ذلك مما لم يجر له ذكر في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تكن من نوازل زمانه، ولا عرض للعمل بها موجب يقتضيها؛ فهذا القسم جارية فروعه على أصوله المقررة شرعًا بلا إشكال؛ فالقصد الشرعي فيها معروف من الجهات المذكورة قبل.

    والثاني:أن يسكت عنه وموجبه المقتضي له قائم، فلم يقرر فيه حكم عند نزول النازلة زائد على ما كان في ذلك الزمان؛ فهذا الضرب السكوت فيه كالنص على أن قصد الشارع أن لا يزاد فيه ولا ينقص؛ لأنه لما كان هذا المعنى الموجب لشرع الحكم العملي موجودًا ثم لم يشرع الحكم دلالة عليه؛ كان ذلك صريحًا في أن الزائد على ما كان هنالك بدعة زائدة، ومخالفة لما قصده الشارع؛ إذا فهم من قصده الوقوف عند ما حدّ هنالك، لا الزيادة عليه ولا النقصان منه.اهــ

    وعلى هذا فإن عمل المولد ليس من المصالح المرسلة لأنه كان السبب المقتضى لفعله موجوداً في وقت النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وجميع القرون الفاضلة وكل الأسباب التي يدعيها أصحاب الإحتفال كقولهم هو وسيلة إلى تعظيمه صلى الله عليه وسلم ومحبته وقول الأخ
    أما من اعتقده مصلحة مرسلة ، تُعمل للتعريف به صلى الله عليه وسلم ، ولزيادة الحب له عليه الصلاة والسلام
    وغير ذلك فكل هذا كان موجوداً في وقته صلى الله عليه وسلم ولم يكن هناك مانع فلا يكون إلا بدعة شرعية .

  5. #5

    افتراضي رد: المولدُ النَّبوي ......والشريف حاتم العوني..!

    عش رجبا ترى عجبا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: المولدُ النَّبوي ......والشريف حاتم العوني..!

    أول من اخترع بدعة المولد النبوي هو الكوكبوري
    قال العلامة ابن خلكان ت سنة إحدى وثمانين وستمائة
    في وفيات الأعيان : مظفر الدين صاحب إربل أبو سعيد كوكبوري بن أبي الحسن علي بن بكتكين بن محمد ، الملقب الملك المعظم مظفر الدين صاحب إربل.....أما سيرته الذاتية فلقد كان له في فعل الخيرات غرائب لم يسمع أن أحدا فعل في ذلك ما فعله، لم يكن في الدنيا شيء أحب إليه من الصدقة، كان له كل يوم قناطير مقنطرة من الخبز يفرقها على المحاويج في عدة مواضع من البلد يجتمع في كل موضع خلق كثير يفرق عليهم في أول النهار، وكان إذا نزل من الركوب يكون قد اجتمع عند الدار خلق كثير فيدخلهم إليه ويدفع لكل واحد كسوة على قدر الفصل من الشتاء والصيف أو غير ذلك، ومع الكسوة شيء من الذهب من الدينار والاثنين والثلاثة وأقل وأكثر، وكان قد بنى أربع خانقاهات للزمنى والعميان وملأها من هذين الصنفين، وقرر لهم ما يحتاجون إليه كل يوم، وكان يأتيهم بنفسه في كل عصرية اثنين وخميس ويدخل عليهم، ويدخل إلى كل واحد في بيته، ويسأله عن حاله ويتفقده بشيء من النفقة، وينتقل إلى الآخر، وهكذا حتى يدور على جميعهم، وهو يباسطهم ويمزح معهم ويجبر قلوبهم، وبنى دارا للنساء الأرامل، ودارا للصغار الأيتام ، ودارا للملاقيط رتب بهم جماعة من المراضع، وكل مولود يلتقط يحمل إليهن فيرضعنه، وأجرى على أهل كل دار ما يحتاجون إليه في كل يوم، وكان يدخل إليها في كل وقت ويتفقد أحوالهم ويعطيهم النفقات زيادة على المقرر لهم، وكان يدخل إلى البيمارستان ( قلت ـ أبو مالك ـ أي :المستشفيات )ويقف على مريض مريض ويسأله عن مبيته وكيفية حاله وما يشتهيه وكان له دار مضيف يدخل إليها كل قادم على البلد من فقيه أو فقير أو غيرهما، وعلى الجملة فما كان يمنع منها كل من قصد الدخول إليها، ولهم الراتب الدار في الغداء والعشاء، وإذا عزم الإنسان على السفر أعطوه نفقة على ما يليق بمثله، وبنى مدرسة رتب فيها فقهاء الفريقين من الشافعية والحنفية، وكان كل وقت يأتيها بنفسه، ويعمل السماط بها ويبيت بها ويعمل السماع، فإذا طاب وخلع شيئا من ثيابه، سير للجماعة بكرة شيئا من الأنعام، ولم يكن له لذة سوى السماع، فإنه كان لا يتعاطى المنكر، ولا يمكن من إدخاله إلى البلد، وبنى للصوفية خانقاهين فيهما خلق كثير من المقيمين والواردين، ويجتمع في أيام المواسم فيهما من الخلق ما يعجب الإنسان من كثرتهم، ولهما أوقاف كثيرة تقوم بجميع ما يحتاج إليه ذلك الخلق، ولا بد عند سفر كل واحد من نفقة يأخذها، وكان ينزل بنفسه إليهم ويعمل عندهم السماعات في كثير من الأوقات. وكان يسير في كل سنة دفعتين جماعة من امنائه إلى بلاد الساحل ومعهم جملة مستكثرة من الناس يفتك بها أسرى المسلمين من أيدي الكفار، فإذا وصلوا إليه أعطى كل واحد شيئا، وإن لم يصلوا فالأمناء يعطونهم بوصية منه في ذلك. وكان يقيم في كل سنة سبيلا للحاج، ويسير معه جميع ما تدعو حاجة المسافر إليه في الطريق، ويسير صحبته أمينا معه خمسة أو ستة آلاف دينار ينفقها بالحرمين على المحاويج وأرباب الرواتب، وله بمكة حرسها الله تعالى، آثار جميلة وبعضها باق إلى الآن، وهو أول من أجرى الماء إلى جبل عرفات ليلة الوقوف: وغرم عليه جملة كثيرة، وعمر بالجبل مصانع للماء، فإن الحجاج كانوا يتضررون من عدم الماء، وبنى له تربة أيضا هناك.
    وأما احتفاله بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الوصف يقصر عن الإحاطة به، لكن نذكر طرفا منه: وهو أن أهل البلاد كانوا قد سمعوا بحسن اعتقاده فيه، فكان في كل سنة يصل إليه من البلاد القريبة من إربل - مثل بغداد والموصل والجزيرة وسنجار ونصيبين وبلاد العجم وتلك النواحي - خلق كثير من الفقهاء والصوفية والوعاظ والقراء والشعراء، ولا يزالون يتواصلون من المحرم إلى أوائل شهر ربيع الأول، ويتقدم مظفر الدين بنصب قباب من الخشب كل قبة أربع أو خمس طبقات، ويعمل مقدار عشرين قبة وأكثر، منها قبة له ، والباقي للأمراء وأعيان دولته لكل واحد قبة، فإذا كان أول صفر زينوا تلك القباب بأنواع الزينة الفاخرة المستجملة، وقعد في كل قبة جوق من المغاني وجوق من أرباب الخيال ومن أصحاب الملاهي، ولم يتركوا طبقة من تلك الطباق في كل قبة حتى رتبوا فيها جوقا، وتبطل معايش الناس في تلك المدة، وما يبقى لهم شغل إلا التفرج والدوران عليهم، وكانت القباب منصوبة من باب القلعة إلى باب الخانقاه المجاورة للميدان، فكان مظفر الدين ينزل كل يوم بعد صلاة العصر ويقف على قبة قبة إلى آخرها، ويسمع غناءهم، ويتفرج على خيالاتهم وما يفعلونه في القباب، ويبيت في الخانقاه ويعمل السماع ويركب عقيب صلاة الصبح يتصيد، ثم يرجع إلى القلعة قبل الظهر، هكذا يعمل كل يوم إلى ليلة المولد، وكان يعمله سنة في ثامن الشهر، وسنة في الثاني عشر ، لأجل الاختلاف الذي فيه، فإذا كان قبل المولد بيومين أخرج من الإبل والبقر والغنم شيئا كثيرا زائدا عن الوصف وزفها بجميع ما عنده من الطبول والمغاني والملاهي حتى يأتي بها إلى الميدان، ثم يشرعون في نحرها، وينصبون القدور ويطبخون الألوان، المختلفة فإذا كانت ليلة المولد عمل السماعات بعد أن يصلي المغرب في القلعة ثم ينزل وبين يديه من الشموع المشتعلة شيئ كثير، وفي جملتها شمعتان أو أربع - أشك في ذلك - من الشموع الموكبية التي تحمل كل واحدة منها على بغل، ومن ورائها رجل يسندها وهي مربوطة على ظهر البغل حتى ينتهي إلى الخانقاه، فإذا كان صبيحة يوم المولد أنزل الخلع من القلعة إلى الخانقاه على أيدي الصوفية، على يد كل شخص منهم بقجة، وهو متتابعون كل واحد وراء الآخر، فينزل من ذلك شيء كثير لا أتحقق عدده، ثم ينزل إلى الخانقاه وتجتمع الأعيان والرؤساء وطائفة كبيرة من بياض الناس، وينصب كرسي للوعاظ ، وقد نصب لمظفر الدين برج خشب له شبابيك إلى الموضع الذي فيه الناس والكرسي، وشبابيك أخر للبرج أيضا إلى الميدان، وهو ميدان كبير في غاية الاتساع، ويجتمع فيه الجند ويعرضهم ذلك النهار، وهو تارة ينظر إلى عرض الجند وتارة إلى الناس والوعاظ، ولا يزال كذلك حتى يفرغ الجند من عرضهم، فعند ذلك يقدم السماط (قلت ـ أبو مالك ـ وهو المائدة ، وهي لغة تستعمل في بعض دول الخليج إلى الآن ) في الميدان للصعاليك، ويكون سماطا عاما فيه من الطعام والخبز شيء كثير لا يحد ولا يوصف، ويمد سماطا ثانيا في الخانقاه للناس المجتمعين عند الكرسي، وفي مدة العرض ووعظ الوعاظ يطلب واحدا واحدا من الأعيان والرؤساء والوافدين لأجل هذا الموسم ممن قدمنا ذكره من الفقهاء والوعاظ والقراء والشعراء، ويخلع على كل واحد ثم يعود إلى مكانه، فإذا تكامل ذلك كله، حضروا السماط وحملوا منه لمن يقع التعيين على الحمل إلى داره، ولا يزالون على ذلك إلى العصر أو بعدها، ثم يبيت تلك الليلة هناك، ويعمل السماعات إلى بكرة، هكذا يعمل في كل سنة، وقد لخصت صورة الحال فإن الاستقصاء يطول ....إلخ

  7. #7

    افتراضي رد: المولدُ النَّبوي ......والشريف حاتم العوني..!

    شكرا على توضيحكم فهلا تعرضت لمؤلفات المولد من حفاظ وسدنة السنة كالعراقي والدمشقي وابن كثير والسيوطي فهم أهل الشأن والدراية والرواية لتختم بحثك

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •