تختص العربية بخصائص و مميزات لا تشاركها فيه لغة أخرى ، و من هذه الخصائص و السمات ظاهرة الأضداد ؛ و هي أن يكون للفظة الواحدة معنيان متضادان !!
لفظة (مولى) : تعني السيد و العبد معا (1)
لفظة (البين) : اللقاء و الفراق معا (2)
لفظة (وراء) : قدام و خلف معا (3)
لفظة (الإسرار) : الإخفاء و الإبداء معا (4)
لفظة (جلل) : عظيم و حقير معا (5)
لفظة (بصير) : مبصر و أعمى معا (6)
و غيرها من الألفاظ
السياق هو ما يحدد المعنى المقصود
__________
(1) اللفظة حاليا صارت خاصة بالمعنى الأول فقط .
(2) انظر شرح المعلقات السبع للزوزني (شرح معلقة امرئ القيس) .
(3) يقول تعالى : (إن هؤلاء يحبون العاجلة و يذرون وراءهم يوما ثقيلا) ؛ أي يوم القيامة و هو أمامهم .
و يقول - عز و جل - : (و كان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا) ؛ أي : أمامهم ؛ و إلا فما فائدة خرق السفينة لو كان الملك خلفهم !
(4) قد يأتي الإسرار بمعنى الإظهار ؛ يقول تعالى : (و أسروا الندامة لما رأوا العذاب) ؛ أي أظهروها .
و يقول الشاعر (امرؤ القيس) :
تجاوزت أحراسا إليها و معشرا ... علي حراصا لو يسرِّون مقتلي
(5) قد تأتي جلل بمعنى حقير ؛ يقول لبيد بن ربيعة :
ألا كل شئ ما خلا الموت جلل ... و الفتى يسعى و يلهيه الأمل
(6) و كان الأعشى (ميمون بن قيس) يكنى بأبي بصير .