عندي لهذا الديوان ثلاث طبعات والقصيدة في طبعتين منها وسقطت من الثالثة (وهي بتحقيق عبد الفتاح الحلو).
وفي النسختين الأخرتين (وهما من عتاق الطبعات) اللفظه كما ذكرتها صاحبة السؤال؛ وليست لفظة غريبة بل استخدمها الشريف في قصيدة أخرى له؛ فقال:
حُبُّ العُلى شُغلُ قَلبٍ ما لَهُ شُغُلُ *** وَآفَةُ الصَبِّ فيهِ اللَومُ وَالعَذَلُ
قالَت ضَنيتَ فَقُلتُ الشَوقُ يَجمَعُنا *** وَيَعرُقُ الوَجدُ ما لا تَعرُقُ العِلَلُ
وَإِن تَحَوَّنَ جِسمي ما عَلِمتُ بِهِ *** فَالرُمحُ يَنآدُ طَوراً ثُمَّ يَعتَدِلُ
كَيفَ التَخَلُّصُ مِن عَينٍ لَها عَلَقٌ *** بِالظاعِنينَ وَمِن قَلبٍ بِهِ خَبَلُ
وَمَن لِوَجدِيَ أَن يَقتادَني طَمَعٌ *** إِلى الحَبيبِ وَأَن يَعتاقَني طَلَلُ
بل لقد استخدمها غير واحد من الشعراء، فمنهم:
= ابن دريد الأزدي. قال:
لا زالَ شُكري لَهُما مُواصِلاً لَفظي *** أَو يَعتاقَني صَرفُ المنى
= البحتري. قال:
أَرومُ اِنتِصاراً ثُمَّ يَثني عَزيمَتي *** تُقايَ الَّذي يَعتاقُني وَتَحَرُّجي
= الصاغني. قال:
شُكرَ الرِّياضِ الهُمَّعِ الهَوَاطِلا *** لا زَالَ شُكري لَهُما مُواصِلا
لَفظِي أَو
يَعتَاقُنِي صَرفُ المَنا
= حسين الدجيلي. قال:
ما كان ظنك أيها الرجل *** من بعد ما قد زّمت الإبل
أبقى بقاءً لا التذاذ به *** أو أرض أن يعتاقني الأجل
= خليل مطران. قال:
فَلَهُمْ وِدَادٌ صَادِقٌ مُتَقَادِمٌ **** مَوْصُولَةٌ أَسْبَابُهُ بِوَتِينِي
أَفَإِنْ تَوَلَّى ذُو مَقَامٍ بَيْنَهُمْ **** يَعْتَاقُنِي شُغْلٌ عَنِ التَّأْبِينِ
وغيرهم كثر؛ اعرضت عن ذكرهم لأن فيما ذكر غنية، والآن ما معنى الكلمة إذا؟؟!!
معناها: يمنعني ويشغلني ويصرفني، وهذا المعنى استفدته من شراح الدواوين المذكورة لا سيما تعليق حسن كامل الصيرفي على ديوان البحتري. وبالله التوفيق.