قال الإمام السَّخاوي رحمه الله في المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة :
حديث ( لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء )
الترمذي من حديث عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم عن سهل بن سعد رفعه به ،وقال صحيح غريب من هذا الوجه ،
وهو من هذا الوجه عند الطبراني وأبي نعيم ومن طريقهما أورده الضياء في المختارة ،
ورواه ابن ماجه والحاكم في مستدركه من طريق أبي يحيى زكريا بن منظور حدثنا أبو حازم به ، ولفظه كنا مع رسول الله بذي الحليفة فإذا هو بشاة ميتة شائلة برجليها فقال ( أترون هذه هينة على صاحبها فوالذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذه على صاحبها ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها قطرة أبدا ) ، وقال الحاكم صحيح الإسناد ،
وهو متعقب فابن منظور ضعيف ولو صحح الحديث لكان متوجها ففي الباب عن ابن عمر أخرجه القضاعي من حديث أبي جعفر محمد بن أحمد أبي عون حدثنا أبو منصور عن مالك عن نافع عنه رفعه بجملة ( لو كانت الدنيا ) فقط لكن بلفظ ( شربة ماء ) بدل ( قطرة أبدا ) وعن أبي هريرة أشار إليه الترمذي اهـ .
وقال الإمام العجلوني رحمه الله في كشف الخفاء ومزيل الالباس عما اشتهر من الاحاديث على ألسنة الناس :
لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة .
رواه الترمذي والطبراني وأبو نعيم عن سهل بن سعد رفعه وقال الترمذي صحيح غريب من هذا الوجه ، ورواه من طريق الأخيرين الضياء في المختارة ورواه الحاكم وابن ماجه عن سهل من طريق أخرى بلفظ كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة فإذا هو بشاة ميتة شائلة برجلها ، فقال : أترون هذه هينة على صاحبها فوالذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذا على صاحبها ، ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها قطرة أبدا . وصححه الحاكم لكن تعقبه الذهبي فإن فيه ابن منظور ضعيف ولو صح الحديث لكان موجها وأخرجه القضاعي عن ابن عمر ، لكن بلفظ شربة ماء بدل قطرة أبدا ، ورواه الترمذي أيضا عن أبي هريرة ، وزاد في اللآلئ أن صاحب الفردوس أخرجه عن ابن عباس مرفوعا بلفظ يا ابن آدم ما تصنع بالدنيا حلالها حساب وحرامها عذاب ، وفي النجم قلت وعند أحمد في الزهد عن أبي الدرداء موقوفا لو كانت الدنيا تزن عن الله جناح بعوضة ما سقى فرعون منها شربة ماء ، وعنده عن الحسن رفعه والذي نفسي بيده ما تعدل الدنيا عند الله جديا من الغنم ، ولابن عساكر عن أبي هريرة لو عدلت الدنيا عند الله جناح بعوضة من خير ما سقى كافرا شربة ، وعند أبي نعيم عن ابن عباس لو وزنت الدنيا عند الله بجناح بعوضة ما سقي كافرا منها شربة ماء انتهى .
لكن من وقف على هذه الرواية : " مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا جرعة مَاءٍ " ، فقد سمعتها من بعض المشايخ ، ولعلها رويت بالمعنى ولم ترد مسندة فيما أعلم .