تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: بيان ضعف قصة شرب أبي محجن للخمر

  1. #1

    افتراضي بيان ضعف قصة شرب أبي محجن للخمر

    بيان ضعف قصة شرب أبي محجن للخمر
    وحبس سعد له في القادسية
    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
    فقد اشتهرت قصة شرب أبي محجن رضي الله تعالى عنه للخمر وانهماكه فيها وأن سعد بن أبي وقاص حبسه في معركة القادسية ....إاخ القصة المعروفة وأصبحت عند كثير من الناس من المسلمات ومن المصائب العظيمة أن يشيع أمر معيب جدا عن صحابي ثم لا يكلف المرء نفسه النظر في الإسناد دفاعا عن صحابي جليل ولو أن هذا الأمر نسب له لما رضي بذلك .
    ومما يؤسف له في تاريخنا أن تمر هذه الأخبار دون تحقيق أو تمحيص وإن كان أهل الحديث يعذرون لأنهم يسندون وعلى من يقرأ أن يدقق ويفتش قبل أن ينقل ومن أسند لك فقد حملك فما العذر لمن يروي الطعن في الصحابة الأجلاء بحجة الإستشهاد بها من جهة أخرى كبيان العدل أو عدم إقامة الحدود في الجهاد أوغير ذلك من الأمور التي لا تعف الناقل من بيان سندها وعدم صحتها وإني لأعجب من الإستشهاد بما لم يصح فكيف إذا كان فيه طعن بصحابي جليل .
    وقد من الله علي بتتبع كثير من الآثار التي تذكر عن الصحابة والتي فيها إنقاص لمكانتهم ولو من طرف خفي فوجدتها لا تثبت وآخرها ماكتبته قبل فترة وجيزة ويرد كثيرا في رسائل الجوال من قولهم عن خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه (( شغلنا الجهاد عن تعليم القرآن)) وهو أثر ضعيف فيه رجل مجهول والثابت عنه قوله (((( لقد منعني كثيراً من القراءة الجهاد في سبيل الله )) .
    وقول خالد (( منعني كثيراً من القراءة )) ، يختلف عن قول (( منعني من القراءة )) فهو لم ينشغل عن القرآن ولكن القراءة الكثيرة لا تتيسر له لانشغاله بالجهاد .
    وأما رواية فقرأ من سور شتى فلا ينبغي نسبتها إليه لأنها توحي ببعده عن القرآن والظن بأبي سليمان قيامه الليل وجعل ورد له من القرآن وكل عمل للكمل من الرجال وذوي الهمم العالية مهما بلغ لا يشغلهم عن القرآن ولكن قد يمنعهم من كثير من القراءة فكيف بخالد رضي الله تعالى عنه .
    وأما قصة أبي محجن فقد رواها عبدالرزاق في مصنفه(9 / 243)
    فقال : عن معمر عن أيوب عن بن سيرين قال كان أبو محجن لا يزال يجلد في الخمر فلما أكثر عليهم سجنوه وأوثقوه فلما كان يوم القادسية رآهم يقتتلون فكأنه رأى المشركين وقد أصابوا في المسلمين فارسل إلى أم ولد سعد أو إلى امرأة سعد يقول لها إن أبا محجن يقول لك إن خليت سبيله وحملتيه على هذا الفرس ودفعت إليه سلاحا ليكونن أول من يرجع إلا أن يقتل وقال أبو محجن يتمثل ... كفى حزنا أن تلتقي الخيل بالقنا ... وأترك مشدودا علي وثاقيا ... إذا شئت عناني الحديد وغلقت ... مصاريع من دوني تصم المناديا ... فذهبت الأخرى فقالت ذلك لمرأة سعد فحلت عنه قيوده وحمل على فرس كان في الدار وأعطي سلاحا ثم جعل يركض حتى لحق بالقوم فجعل لا يزال يحمل على رجل فيقتله ويدق [ ص 244 ] صلبه فنظر إليه سعد فتعجب وقال من هذا الفارس قال فلم يلبثوا إلا يسيرا حتى هزمهم الله فرجع أبو محجن ورد السلاح وجعل رجليه في القيود كما كان فجاء سعد فقالت له امرأته أو أم ولده كيف كان قتالكم فجعل يخبرها ويقول لقينا ولقينا حتى بعث الله رجلا على فرس أبلق لولا أني تركت ابا محجن في القيود لظننت أنها بعض شمائل أبي محجن فقالت والله إنه لأبو محجن كان من أمره كذا وكذا فقصت عليه القصة قال فدعا به وحل عنه قيوده وقال لا نجلدك في الخمر أبدا قال أبو محجن وأنا والله لا تدخل في رأسي أبدا إنما كنت آنف أن أدعها من أجل جلدك قال فلم يشربها بعد ذلك .
    والإسناد منقطع كما هو ظاهر فابن سيرين لم يدرك أبامحجن .
    وقد اغتر البعض بقول الحافظ في الإصابة في تمييز الصحابة - (7 / 362)
    وأخرج عبد الرزاق بسند صحيح عن بن سيرين ...أهـ فظنوا أنه حكم على القصة بالصحة وهو إنما حكم على صحة السند إلى ابن سيرين وهو كذلك فهو عن معمر عن أيوب عنه لكن مابعده لم يتعرض له وهو ماقلنا أنه منقطع .
    ورواها ابن أبي شيبة في مصنفه فقال - (12 / 561)
    حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أُتِيَ سَعْدٌ بِأَبِي مِحْجَنٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ وَقَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ ، فَأَمَرَ بِهِ إِلَى الْقَيْدِ ، قَالَ : وَكَانَ بِسَعْدٍ جِرَاحَةٌ , فَلَمْ يَخْرُجْ يَوْمَئِذٍ إِلَى النَّاسِ ، قَالَ : وَصَعِدُوا بِهِ فَوْقَ الْعُذَيْبِ لِيَنْظُرَ إِلَى النَّاسِ ، قَالَ : وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْخَيْلِ خَالِدَ بْنَ عُرْفُطَةَ ، فَلَمَّا الْتَقَى النَّاسُ ، قَالَ أَبُو مِحْجَنٍ :
    كَفَى حُزْنًا أَنْ تُرْدَى الْخَيْلُ بِالْقَنَا ... وَأُتْرَكُ مَشْدُودًا عَلَيَّ وَثَاقِيَا
    فَقَالَ لاِبْنَةِ خَصَفَةَ ، امْرَأَةِ سَعْدٍ : أَطْلِقِينِي وَلَكِ عَلَيَّ إِنْ سَلَّمَنِيَ اللَّهُ أَنْ أَرْجِعَ حَتَّى أَضَعَ رِجْلِي فِي الْقَيْدِ , وَإِنْ قُتِلْتُ اسْتَرَحْتُمْ ، قَالَ : فَحَلَّتْهُ حِينَ الْتَقَى النَّاسُ.
    قَالَ : فَوَثَبَ عَلَى فَرَسٍ لِسَعْدٍ يُقَالَ لَهَا : الْبَلْقَاءُ ، قَالَ ، ثُمَّ أَخَذَ رُمْحًا ، ثُمَّ خَرَجَ , فَجَعَلَ لاَ يَحْمِلُ عَلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْعَدُوِّ إِلاَّ هَزَمَهُمْ ، قَالَ : وَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ : هَذَا مَلَكٌ , لِمَا يَرَوْنَهُ يَصْنَعُ ، قَالَ : وَجَعَلَ سَعْدٌ يَقُولُ : الضَّبْرُ ضَبْرُ الْبَلْقَاءِ ، وَالطَّعَنُ طَعَنُ أَبِي مِحْجَنٍ ، وَأَبُو مِحْجَنٍ فِي الْقَيْدِ.
    قَالَ ، فَلَمَّا هُزِمَ الْعَدُوَّ ، رَجَعَ أَبُو مِحْجَنٍ حَتَّى وَضَعَ رِجْلَيْهِ فِي الْقَيْدِ , فَأَخْبَرَتْ بِنْتُ خَصَفَةَ سَعْدًا بِاَلَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِهِ ، قَالَ : فَقَالَ سَعْدٌ : وَاللهِ لاَ أَضْرِبُ الْيَوْمَ رَجُلاً أَبْلَى اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى يَدَيْهِ مَا أَبْلاَهُمْ ، قَالَ : فَخَلَّى سَبِيلَهُ ، قَالَ : فَقَالَ أَبُو مِحْجَنٍ : قَدْ كُنْتُ أَشْرَبُهَا حَيْثُ كَانَ يُقَامُ عَلَيَّ الْحَدُّ ، فَأَظْهَرُ مِنْهَا , فَأَمَّا إِذْ بَهْرَجَتْنِي فَلاَ وَاللهِ لاَ أَشْرَبُهَا أَبَدًا.
    وسندها منقطع أيضا فمحمد بن سعد لم يدرك القصة ولم يسندها عن أبيه أو عن أحد ممن عاصرها .
    ورواها الطبري في تاريخه - (2 / 415) قال :
    كتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة وزياد وشاركهم ابن مخراق عن رجل من طيء وهذا الإسناد ضعيف جدا فيه سيف بن عمر متروك وجهالة الرجل من
    طيء وفيها اختلاف ومما ذكر فيها : فقالت له سلمى يا أبا محجن في أي شيء حبسك هذا الرجل قال أما والله ماحبسني بحرام أكلته ولا شربته ولكني كنت صاحب شراب في الجاهلية وأنا امرؤ شاعر يدب الشعر على لساني يبعثه على شفتي أحيانا فيساء لذلك ثنائي ولذلك حبسني .وفيها أيضا : فأطلقه وقال اذهب فما أنا مؤاخذك بشيء تقوله حتى تفعله قال لا جرم والله لا أجيب لساني إلى صفة قبيحة أبدا .
    ولا حجة فيمن استدل بالقصة دون الكلام على اسنادها كابن القيم مثلا فقد ذكر القصة في إعلام الموقعين 3/6 وأخذ كعادته رحمه الله يفصل ويؤصل ويحبر العبارات التي لا تغني عن النظر في اسنادها شيئا حتى أنه رحمه الله لما أتى لما يستنكر فيها وهو قول سعد رضي الله عنه : لا نجلدك في الخمر أبدا قال فإن قيل فما تصنعون بقول سعد والله لا أضرب اليوم رجلا أبلى للمسلمين ما أبلاهم فأسقط عنه الحد ؟ قيل قد يتمسك بهذا من يقول لا حد على مسلم في دار الحرب كما يقوله أبو حنيفة ولا حجة فيه والظاهر أن سعدا رضي الله عنه اتبع في ذلك سنة الله تعالى فإنه لما رأى من تأثير أبي محجن في الدين وجهاده وبذله نفسه لله ما رأى درأ عنه الحد لأن ما أتى به من الحسنات غمرت هذه السيئة الواحدة وجعلتها كقطرة نجاسة وقعت في بحر ولا سيما وقد شام منه مخايل التوبة النصوح وقت القتال إذ لا يظن مسلم إصراره في ذلك الوقت الذي هو مظنة القدوم على الله وهو يرى الموت وأيضا فإنه بتسليمه نفسه ووضع رجله في القيد اختيارا قد استحق أن يوهب له حده كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - للرجل الذي قال له يا رسول الله أصبت حدا فأقمه علي فقال هل صليت معنا هذه الصلاة قال نعم قال اذهب فإن الله قد غفر لك حدك وظهرت بركة هذا العفو والإسقاط في صدق توبته فقال والله لا أشربها أبدا.
    فتكلف رحمه الله في توجيه قول حاشاه أن يصدر من أحد العشرة وبيعة الشجرة رضي الله تعالى عنه ولا مانع من هذا التوجيه لو صح الأثر .وقد قال الحافظ في الإصابة في تمييز الصحابة - (7 / 364)
    وأنكر بن فتحون قول من روى أن سعدا أبطل عنه الحد وقال لا يظن هذا بسعد ثم قال لكن له وجه حسن ولم يذكر وكأنه أراد أن سعدا أراد بقوله لا يجلده في الخمر بشرط أضمره وهو إن ثبت عليه أنه شربها فوفقه الله أن تاب توبة نصوحا فلم يعد إليها كما في بقية القصة..أهـ
    وقد تتبعت الآثار التي ذكرت شرب أبي محجن الخمر فلم يصح منها شيء
    من ذلك مارواه عبدالرزاق عن محمد بن راشد عن عبد الكريم أبي أمية عن قبيصة بن ذؤيب أن النبي صلى الله عليه و سلم ضرب رجلا في الخمر أربع مرات ثم إن عمر بن الخطاب ضرب أبا محجن الثقفي في الخمر ثمان مرات وأما بن جريج فقال بلغني أن عمر بن الخطاب جلد ابا محجن بن حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي في الخمر سبع مرات.
    وعبدالكريم ضعيف وقبيصة له إدراك وليست له رواية وبلاغ ابن جريج ليس بشيء.
    وكذا روايته عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة أن عمر حدث أن أبا محجن الثقفي يشرب الخمر في بيته هو وأصحاب له فانطلق عمر حتى دخل عليه فإذا ليس عنده إلا رجل فقال أبو محجن يا أمير المؤمنين إن هذا لا يحل لك قد نهى الله عن التجسس فقال عمر ما يقول هذا فقال له زيد بن ثابت وعبد الرحمن بن الأرقم صدق يا أمير المؤمنين هذا من التجسس قال فخرج عمر وتركه .
    وأبوقلابة عبدالله بن زيد الجرمي لم يسمع من عمر فالإسناد منقطع .وحاشا عمر رضي الله تعالى عنه أن يترك إقامة الحد لو ثبت عنده لتعليل غير سديد بل في الرواية على ضعفها أنه لم يجده يشرب الخمر .
    هذا ماظهر لي بعد التمحيص والتدقيق فإن كان صوابا فمن الله وحده وإن كان خطأ فمن نفسي والشيطان والله ورسوله بريئان منه .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: بيان ضعف قصة شرب أبي محجن للخمر

    سنن سعيد بن منصور " ( 2502 ) :

    حدثنا سعيد قال : حدثنا أبو معاوية قال : حدثنا عمرو بن مهاجر عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه قال : أتي سعد بأبي محجن يوم القادسية وقد شرب الخمر فأمر به إلى القيد وكانت بسعد جراحة فلم يخرج يومئذ إلى الناس قال : وصعدوا به فوق العذيب لينظر إلى الناس واستعمل على الخيل خالد بن عرفطة فلما التقى الناس قال أبو محجن :
    ( كفا حزنا ان تطرد الخيل بالقنا وأترك مشدودا علي وثانيا )
    فقال لابنة حفصة امرأة سعد : أطلقيني ولك الله علي إن سلمني الله أن أرجع حتى أضع رجلي في القيد وإن قتلت استرحتم مني قال : فحلته ( حين التقى الناس علي ) فوثب على فرس لسعد يقال لها البلقاء ثم أخذ رمحا ثم خرج فجعل لا يحمل على ناحية من العدو إلا هزمهم وجعل الناس يقولون هذا ملك لما يرونه يصنع وجعل سعد يقول : الضبر ضبر البلقاء والطعن طعن أبي محجن و أبو محجن في القيد فلما هزم العدو رجع أبو محجن حتى وضع رجله في القيد وأخبرت ابنة حفصة سعدا بما كان من أمره فقال سعد : لا والله : لا أضرب بعد اليوم رجلا أبلى الله المسلمين على يديه ما أبلاهم فخلى سبيله فقال أبو محجن : قد كنت أشربها إذ يقام علي الحد وأطهر منها فأما إذ بهرجتني فلا والله لا أشربها أبدا .
    وله طريق أخرى عند الدينوري في " المجالسة " لكن الدينوري نفسه متكلم فيه .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: بيان ضعف قصة شرب أبي محجن للخمر


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: بيان ضعف قصة شرب أبي محجن للخمر


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: بيان ضعف قصة شرب أبي محجن للخمر

    قصة أبي محجن مشهورة صحيحة الإسناد أخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه 6/550 وسعيد بن منصور في سننه 2/235 من طريق أبي معاوية عن عمرو بن مهاجر عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه ، قال :
    أتي سعد بأبي محجن يوم القادسية وقد شرب الخمر فأمر به إلا القيد , قال : وكان بسعد جراحة , فلم يخرج يومئذ إلى الناس قال : فصعدوا به فوق العذيب لينظر إلى الناس , قال : واستعمل على الخيل خالد بن عرفطة , فلما التقى الناس قال أبو محجن :
    كفى حزنا أن تردى الخيل بالقنا *** وأترك مشدودا علي وثاقيا

    فقال لابنة خصفة امرأة سعد أطلقيني ولك علي إن سلمني الله أن أرجع حتى أضع رجلي في القيد , وإن قتلت استرحتم , قال : فحلته حين التقى الناس , قال : فوثب على فرس لسعد يقال لها : البلقاء , قال , ثم أخذ رمحا ثم خرج , فجعل لا يحمل على ناحية من العدو إلا هزمهم , قال : وجعل الناس يقولون : هذا ملك , لما يرونه يصنع , قال : وجعل سعد يقول : الضبر ضبر البلقاء والطعن طعن أبي محجن , وأبو محجن في القيد , قال , فلما هزم العدو رجع أبو محجن حتى وضع رجليه في القيد , فأخبرت بنت خصفة سعدا بالذي كان من أمره , قال : فقال سعد : والله لا أضرب اليوم رجلا أبلى الله المسلمين على يديه ما أبلاهم , قال : فخلى سبيله , قال : فقال أبو محجن : قد كنت أشربها حيث كان يقام علي الحد فأظهر منها , فأما إذا بهرجتني فلا والله لا أشربها أبداً

    وتابع أبا معاوية القاضي أبو يوسف إبراهيم بن يعقوب في "الخراج" 74 .

    وذكر القصة أيضاً عبد الرزاق في مصنفه 9/243 عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين ، وهذا إسناد صحيح إلى ابن سيرين ، وتنظر ترجمة أبي محجن في الإصابة 7/360 .
    حسن عبدالله
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=184889

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي

    يرفع للفائدة .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    والإسناد منقطع كما هو ظاهر فابن سيرين لم يدرك أبامحجن .
    وقد اغتر البعض بقول الحافظ في الإصابة في تمييز الصحابة - (7 / 362)
    وأخرج عبد الرزاق بسند صحيح عن بن سيرين ...أهـ فظنوا أنه حكم على القصة بالصحة وهو إنما حكم على صحة السند إلى ابن سيرين وهو كذلك فهو عن معمر عن أيوب عنه لكن مابعده لم يتعرض له وهو ماقلنا أنه منقطع .
    لكن ابن حجر حافظ ناقد , لا يفوته هذا التعليل لو كان له وجه
    والقصة بتفاصيلها رواها تابعي آخر كرواية ابن سيرين , فلا يمكن أن يجتمع تابعيان ثقتان على روايتها الا ودل هذا على أنها صحيحة ,
    وسندها منقطع أيضا فمحمد بن سعد لم يدرك القصة ولم يسندها عن أبيه أو عن أحد ممن عاصرها
    من قال ذلك ؟
    وعلى فرض صحته , فمحمد هو ابن سعد صاحب معركة القادسية , فمثل هذا الحدث لا يخفى عليه , وقد عايشه أبوه وحضره ورآه
    وقد وافقه ابن سيرين على روايتها كذلك
    وشربه للخمر قد ذكره أئمة ولم ينكروه ,

    قال ابن حجر
    (فَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي مُصَنَّفِهِ بِسَنَدٍ لَيِّنٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ جلد أَبَا محجن الثَّقَفِيّ فِي الْخمر ثَمَان مِرَارٍ وَأَوْرَدَ نَحْوَ ذَلِكَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاٍص وَأَخْرَجَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ فِي مُصَنَّفِهِ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى رِجَالُهَا ثِقَاتٌ أَنَّ عُمَرَ جَلَدَ أَبَا مِحْجَنٍ فِي الْخَمْرِ أَرْبَعَ مِرَارٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَنْتَ خَلِيعٌ فَقَالَ أَمَّا إِذْ خَلَّعْتَنِي فَلَا أَشْرَبُهَا أَبَدًا)) انتهى
    فالحافظ لين الرواية الأولى بخلاف الثانية
    وهم قد اطلعوا عل مصنفات لم نسمع بعناوينها الا بواسطتهم
    ومما يؤسف له في تاريخنا أن تمر هذه الأخبار دون تحقيق أو تمحيص وإن كان أهل الحديث يعذرون لأنهم يسندون
    ما كان أهل الحديث أن يتركوا أسانيد دون تمحيص ولا تحقيق حتى يأتي من بعدهم بقرون فيحققها لهم اعتمادا على ما في كتبهم هم ؟
    وإني لأعجب من الإستشهاد بما لم يصح فكيف إذا كان فيه طعن بصحابي جليل .
    ليس فيها أي طعن لصحابي
    لأن الصحابة غير معصومين , فان وقع منهم مثل هذا فهم من بني آدم , يخطئون كما أخطأ أبوهم -عليه الصلاة والسلام - ويتوبون كما تاب
    وهذه القصة فيها منقبة لأبي محجن , بعد أن تاب من شربها , وبعد أن أبلى البلاء الحسن في أعظم وأشق عبادة
    وقد شربها الوليد بن عقبة أمير الكوفة , وحده عثمان , والقصة في الصحيح



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •