التعارض حول أصل الأرقام بين الثالث الثانوي والثالث الإعدادي
(1)
من يتصفح المقررات الدراسية في المراحل التعليمية المختلفة يجد الكثير، ومن هذا الكثير نقطة حديثنا في هذا المقال.

ما هي؟
إنها التعارض حول أصل الأرقام (987654321).
كيف؟
في الصف الثالث الإعدادي في وحدته الرابعة للفصل الدراسي الأول وفي درسه الثاني المعنون بـ"الحضارة العربية والعالم"- نجد المؤلفين يقولون ص115:"اطلع العرب على حساب الهنود، وأخذوا عنهم نظام الترقيم بعد أن هذبوه وكونوا من ذلك سلسلتين: عرفت إحداهما بالأرقام الهندية، وهي التي نستعملها اليوم في الشرق العربي. وعرفت الثانية باسم الأرقام العربية، وقد انتشر استعمالها في المغرب والأندلس، ومنها دخلت إلى أوربا، وهي التي نعرفها اليوم باسم الأرقام الإفرنجية".
هكذا حسم المؤلفون القضية ولم يعرضوا للخلاف فيها، فينتج من ذلك أن يأخذ الطالب المعلومة ويسكنها رأسه على أنها حقيقة مسلمة لا على أنها رأي فضله المؤلفون.
فهل الأمر كذلك؟
لا.
كيف؟
(2)
نفتح كتاب الثالث الثانوي لنقرأ الموضوع الرابع من موضوعات القراءة ص14-15 لنجد أستاذ هندسة الحاسبات بكلية الهندسة بجامعة الأزهر محمد يونس الحملاوي كاتب المقال يقول ص15: "لقد حفلت بعض الأدبيات وبعض المنتجات بادعاء أن أرقامنا العربية ذات أصل هندي بلا إثبات، وذلك على عكس المخطوطات التي بين أيدينا والتي تثبت الأصل العربي لأرقامنا، كما دحضت الدراسات الحاسوبية الحديثة فرية الأصل الهندي للرقم العربي الأصيل لتجلي ريادة العرب العلمية في قضية منظومة وشكل الرقم العربي الأصيل ... لقد قامت مجامع اللغة العربية بالقاهرة وبغداد وعمان، وقام اتحاد المجامع اللغوية العربية بدراسات انتهت كلها إلى التمسك بالأرقام العربية الأصيلة (9876543210) ... فأرقامنا العربية الأصيلة أكثر ملاءمة لحروفنا العربية وانتماء إليها والتصاقا بها على مر العصور".
(3)
وماذا بعد؟
يوجد الكثير لكنني أذكر أمرا واحدا.
ما هو؟
إنه اتهام العربية في أجزاء كثيرة منها بالأخذ عن غيرهم مثل علم النحو وغيره، ومثل مسألة الأرقام هذه- فمتى ينتهي ترديد ذلك على الطلاب الصغار؟ ومتى ينتبه القائمون على أمر المقررات المدرسية؟ ومتى ينتبه المعلمون ليبصروا طلابهم؟
أدعو الله تعالى أن يكون ذلك قريبا!