ذكر الشيخ محمد محي الدين في حاشيته على " أوضح المسالك " (1/29) حاشية 3 ، ما يلي :
فعل التعجب الذي يأتي على صورة الأمر ، ومثَّل له بقوله : " أحسن بزيد "
قلت : هل هذا صواب ؟ أم الصواب " أحسنن بزيد " ؟
ذكر الشيخ محمد محي الدين في حاشيته على " أوضح المسالك " (1/29) حاشية 3 ، ما يلي :
فعل التعجب الذي يأتي على صورة الأمر ، ومثَّل له بقوله : " أحسن بزيد "
قلت : هل هذا صواب ؟ أم الصواب " أحسنن بزيد " ؟
هذا لا شك أنه صواب ومنه قوله تعالى : ( أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ )
قال في إعراب القرآن للنحاس (3/ 13) أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا مبني على السكون لأن لفظه لفظ الأمر ومعناه معنى التعجّب: ما أسمعهم وما أبصرهم!
وقال في مشكل إعراب القرآن لمكي (2/ 612) قَوْله أسمع بهم وَأبْصر أَي هم مِمَّن يجب أَن يُقَال فيهم مَا أسمعهم وأبصرهم يَوْم الْقِيَامَة وَمثله فَمَا أصبرهم على النَّار
وقال في التبيان في إعراب القرآن (2/ 875) قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) : لَفْظُهُ لَفْظُ الْأَمْرِ وَمَعْنَاهُ التَّعَجُّبُ. وَ «بِهِمْ» : فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ ; كَقَوْلِكَ: أَحْسِنْ بِزَيْدٍ ; أَيْ حَسُنَ زَيْدٌ.
وقال في إعراب القرآن للأصبهاني (ص: 438) (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ)، فلفظه لفظ الأمر، ومعناه الخبر أي: ما أسمعهم وأبصرهم. أي: هَؤُلَاءِ ممن يجب أن يقال لهم ذلك.
وقال في الجدول في إعراب القرآن (16/ 300) الإعراب: (أسمع) فعل ماض جامد لإنشاء التعجّب مبنيّ على الفتح المقدّر لمجيئه على صورة الأمر (الباء) حرف جرّ زائد و (هم) ضمير، محلّه القريب الجرّ بالباء الزائدة، ومحلّه البعيد الرفع على أنّه فاعل أسمع (أبصر) مثل أسمع، والفاعل مقدّر أي أبصر بهم (يوم) ظرف زمان متعلّق ب (أسمع، أبصر) ، (لكن) حرف استدراك لا عمل له (الظالمون) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو (اليوم) ظرف متعلّق ب (ضلال) ، (في ضلال) متعلّق بخبر المبتدأ الظالمون.
قال الشيخ محمد محي الدين :
وقد تقبل كلمة النون ولا تدل على الأمر ، ولا تكون _ مع ذلك _ فعلاً مضارعاً ، وذلك كفعل التعجب الذي على صورة الأمر نحو " أحسن بزيد " .
السؤال هنا : كيف تقبل كلمة أحسن النون ؟ ( ارجو ذكر ذلك كتابةً بالتشكيل ) .
ثانياً : ما معنى الجملة ؟ ( مع التبسيط ) .
هل " أحسِنْ " أيضا تقبل نون التوكيد الثقيلة ، فنقول " أَحْسِنَنَّ " ؟
جزاك الله خيراً .
ولي هنا سؤال اخر ، وهو : ذكر الشيخ محمد محي الدين في نفس الحاشية ، قول الشاعر :
فأحر به من طول فقر وأحريا
ثم قال : فإن الأصل " وأحرين " فقلبت نون التوكيد ألفاً .
( ارجو شرح قول الشاعر ، ووجه الاستدلال )
البيت كما في لسان العرب (15/ 129)
ومُسْتَبْدِلٍ مِنْ بَعْدِ غَضْيَا صُرَيْمَةً، ... فأَحْرِ بِهِ مِنْ طُولِ فَقْرٍ وأَحْرِيَا
ومعناه : من استبدل مائة من الإبل بثلاثين من الإبل فحري ـ أي جديرٌ ـ به طول الفقر
المحيط في اللغة - عالم الكتب (8/ 140) : الصرْمَةُ : القَطِيْعُ من الإبلِ نحو الثَّلاثين
لسان العرب (15/ 129) : وغَضْيَا، معرِفةٌ مقصورٌ: مائةٌ مِنَ الإِبلِ مثلُ هُنَيْدَةَ، لَا يَنْصَرِفان
والشاهد فيه : أحريا , فقد أكَّد الشاعر صيغة التَّعجب بنون التوكيد الخفيفة , ثم أبدل النون ألفا في الوقف ، والأصل : وأَحْرِيَنْ .
ومعلوم أنّ نون التوكيد من خواص الأفعال ، وفي هذا رد على من زعم اسمية ( أفعل التعجب ) من الكوفيين .
جزاك الله خيراً .