هذا عاديٌّ ...أما هذا فليس أمراً عاديًّا

1ـ حينما يدخل المرء على محل الانترنت ليمكث الساعات الطوال ليلعب ويتسلي ويكلم البنات وغير ذلك.... فهذا أمر عاديّ
أما أن يخصص المرء منا لقضاء وقت في الدعوة إلى الله تعالى يخرج لينصح هذا أو يوزع على هذا ملصق أو كتيب أو يسلم عليه ... فهذا أمر ليس في الحسبان

ـ كان ابن عمر وأبو هريرة - رضي الله عنهما - يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، قالوا: وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل السوق حتى ترتج منى تكبيرًا.
(يخرج خصيصا لنشر التكبير بين الناس).

ـ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَّ رَجُلا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ ، فَأَرْصَدَ اللَّهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا ، فَقَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ فَقَالَ : أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ . فَقَالَ : هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا ؟ قَالَ : لا ، إِلا أَنِّي أُحِبُّهُ فِي اللَّهِ . قَالَ : إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ " .
(يخرج خصيصا لزيارة أخ له في الله).

2ـ وحينما يخرج المرء للجلوس مع أصدقائه في المقهى أوالوقوف في الطريق لقضاء الساعات الطوال...فهذا أمر عاديّ
أما أن يخرج المرء منا لتوزيع النصيحة والكتيبات ونشر الخير ...فهذا أمر ليس في الحسبان

ولقد ضرب الصحابة أروع الأمثلة في الاسلام ولو كان طريقه خسارة أموالهم وتركها كلية
ولا أحسب أن أ حداً منا لا يعرف قصة هجرة صهيب الرومي - رضي الله عنه وأرضاه-، يوم خرج متخفياً من مكة قاصداً المدينة في إثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن سبقه من المهاجرين، فلحقه كفار قريش واستطاعوا أن يصلوا إليه: "جئتنا صعلوكاً حقيراً لا مال لك وتخرج من بيننا وقد كثر مالك والله لا يكون ذلك"، وكان صهيب رامياً وكانت كنانته مليئة بالأسهم فقال: "والله لن تصلوا إلي حتى لا يكون سهم من كنانتي إلا في واحد منكم، فهل لكم في شيء خير"؟ قالوا: "وما هو"، قال: "أرأيتم إن تركت لكم مالي أكنتم تاركي"؟ قالوا: "نعم"، فدلهم على موضع ماله كله الذي ادخره في حياته وأخفاه عله يصل إليه من بعد، فأطلقوا سراحه ومن جهة أخرى أخذوا ماله،
(إنه ترك ماله كله ليسلم... فكيف بعد دخوله في الإسلام...ونحن ماذا قدمنا للإسلام)..

انقلبت الموازين أصبح العادي غير عادي ، وغير العادي عاديّا...
الأمر لابد له من رجال... لا تتأخر يا أخي عن التضحية للإسلام بوقتك...بمالك...بج هدك...